29/07/2011 - 12:21

عبيد المرحلة واللغة الفلسطينية../ خالد بركات

صاغ المثقف الفلسطيني الفاسد لغته الجديدة بعد اتفاق أوسلو، مقولات كثيرة لا حصر لها، بدأت بمقولة "السلطة الوطنيه الفلسطينية" و"سيادة الرئيس" و"مشكلة اللاجئين" و"حل متفق عليه" ولم تنته بـ"ضرورة رأب الصدع بين جناحي الوطن" و"إنهاء الانقسام"!

عبيد المرحلة واللغة الفلسطينية../ خالد بركات
يبدو أن مرحلة "اتفاق أوسلو" سيئ الصيت والسمعة قد وصلت إلى جدار أخير، وبدأت تشارف على نهايتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة . لكن هذا لا يمنع من القول إنه خلال العقدين الأخريين خلق لنا العدو الصهيوني لغة هجينة تعلمتها "القيادة الفلسطينية" وبسرعة في رام الله. لقد كانت هذه القيادة جاهزة ومستعدة كي تتقاسم الضفة والقطاع مع هوامير المال ونظام الواسطة و"العائلات" الكبيرة! وهي لم تعد تخفي هزيمتها، بل لم تعد تجتهد في تقديم المبررات للشعب الفلسطيني!
 
السياسي الرسمي في منظمة التحرير لم يخترع هذه اللغة، هو لا يخترع أي شيء، لقد ادمن حياة المكاتب والسفر والمخصص والتنظير على سكرتيرته ومريديه، وهو يحدثهم كيف كان بطلا في عمان وبيروت وما بعد بعد بيروت. ولأنه جاهل، وريفي الفكر وبدائي، استعان بمثقف فلسطيني هجين، شحذ قلمه وبرر كل كوارثه وفق لغة جديدة قوامها الزيف والتضليل والصلاة على النبي!
 
صاغ المثقف الفلسطيني الفاسد لغته الجديدة بعد اتفاق أوسلو، مقولات كثيرة لا حصر لها، بدأت بمقولة "السلطة الوطنيه الفلسطينية" و"سيادة الرئيس" و"مشكلة اللاجئين" و"حل متفق عليه" ولم تنته بـ"ضرورة رأب الصدع بين جناحي الوطن" و"إنهاء الانقسام"!
 
هذه هي لغة المرحلة، إن مفردات مثل "الثورة" و"التمرد" و"الفداء" و "الأرض المحتلة" و"الوحدة الوطنية" لم تعد موجودة تنفيذا لرغبة مشتركة جمعته مع العدو، لكنه برر فعلته بحجة "الالتزام باتفاقياته الدولية" وهي كلمة رديف لمعنى الهزيمة والخنوع. وإن أقدم فلسطيني حر أو فلسطينية حرة على ترجمة مقولة واحدة من تلك "اللغة القديمة" إلى عمل حقيقي تراه العين ويؤذي العدو، سيلاحق هو وعائلته من أجهزة السلطة ومن جيش الاحتلال على حد سواء.
 
ملاحظة اخيرة: كتب الشهيد غسان كنفاني عن اللغة العمياء، التي إن هيمنت ستقود بالضرورة إلى العمى والطريق نحو الكارثة المحققة. لكنه أبدا لم يكن يتصور أن فلسطيني فاسد سوف يذبح شعبه ويقزم قضيته ثم يتبنى رواية العدو، كلها، من الاسم وحتى آخر السطر!

التعليقات