04/12/2011 - 15:39

المصالحة… أسئلة الحاضر والمستقبل../ ماجد عزام*

تبدو الظروف مؤاتية أمام قادة فتح وحماس لإحداث الانطلاقة الصحيحة نحو تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة أيار الماضي عبر التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات أو كفاءات مستقلة، ومن ثم الانتقال إلى البنود الأكثر تعقيدا والمتعلقة بمعالجة ذيول وآثار الاقتتال الاجتماعية والنفسية وإعادة بناء منظمة التحرير كمرجعية قيادية وطنية عليا تأخذ على عاتقها إدارة الصراع مع إسرائيل ووضع الإستراتيجيات والسياسات الكفيلة بالاستفادة من طاقات وإمكانات الفلسطينيين في الداخل والخارج وصولا إلى تحقيق الآمال الوطنية في العودة وتقرير المصير

المصالحة… أسئلة الحاضر والمستقبل../ ماجد عزام*
تبدو الظروف مؤاتية أمام قادة فتح وحماس لإحداث الانطلاقة الصحيحة نحو تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة أيار الماضي عبر التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات أو كفاءات مستقلة، ومن ثم الانتقال إلى البنود الأكثر تعقيدا والمتعلقة بمعالجة ذيول وآثار الاقتتال الاجتماعية والنفسية وإعادة بناء منظمة التحرير كمرجعية قيادية وطنية عليا تأخذ على عاتقها إدارة الصراع مع إسرائيل ووضع الإستراتيجيات والسياسات الكفيلة بالاستفادة من طاقات وإمكانات الفلسطينيين في الداخل والخارج وصولا إلى تحقيق الآمال الوطنية في العودة وتقرير المصير.
 
لا يمكن برأيي الوصول إلى الأهداف والنتائج السابقة دون الإجابة على عدة أسئلة صعبة وحاسمة أولها وأهمها ربما سؤال السلطة وهل ما زالت ضرورة وطنية سياسية اقتصادية اجتماعية وأمنية أم أنها تحولت الى ذريعة لتهرب الاحتلال من مسؤولياته وحاجز يحول دون خوض معركة الاستنزاف معه بكافة أشكالها وأبعادها ومستوياتها الميدانية والسياسية والإستراتيجية.
 
السؤال الثاني يتحور حول المفاوضات وعملية التسوية الميتة سريريا والتي تحتاج إلى إعلان سياسي حاسم عن موتها كونها لم ولن تحقق أي نتائج بل على العكس مثلت طوال الوقت عائقا أمام المصالحة وإمكانية بل ضرورة رسم إستراتيجية وطنية بديلة تجمع ولا تفرق ناهيك عن استغلالها طوال العقدين الماضيين من قبل الاحتلال لتجميل وجهه البشع وتحسين صورته الدولية وحتى لشن الحروب من جهة وفرض مزيد من الوقائع على الأرض من جهة أخرى عبر مواصلة الاستيطان والتهويد خاصة في القدس ومحيطها.
 
السؤال الثالث يتعلق بالمقاومة ليس فقط بناء على إجابة السؤالين السابقين وإنما استنادا إلى معطيات أخرى منها التنسيق الأمني في الضفة الغربية والتهدئة التي باتت علنية في قطاع غزة، فلا بد من التوافق أولا على خيار المقاومة بكافة أشكالها وأساليبها-بما فى ذلك العمل السياسي والديبلوماسي- كخيار ناجع من أجل استرجاع الحقوق وتحقيق الآمال الوطنية كما نصت وثيقة الوفاق الوطني، ومن ثم ترك التفاصيل والآليات للقيادة والمرجعية العليا أي لمنظمة التحرير ولكن بعد بنائها بشكل وطني ديموقراطي نزيه وشفاف كي تعبر عن المزاج الشعبي وموزاين القوى السياسية والحزبية في الشارع الفلسطيني إن في الداخل او في الشتات.
 
ثمة أمر أخير لا يجب نسيانه حيث لا ينبغي التأثر كثيرا أو الخوف من التهديدات الإسرائيلية الأمريكية تجاه المصالحة، ولا ينبغي تجاهل ذلك نهائيا، ولكن على قاعدة أن الأمر بأيدينا فقدرة الردع أو حتى الهيبة الأمريكية -الإسرائيلية- تتراجع. صحيح أنها بشكل بطيء تدريجي ولكن متواصل هذا ما اتضح جليا من خلال صفقة تبادل الأسرى الأخيرة واستحقاق أيلول وعضوية فلسطين الدائمة في منظمة اليونسكو.
 
 وعلى ذلك ينبغي إدارة الصراع كما ينبغى واستغلال التطورات والتحولات الإقليمية والدولية الهائلة لصالحنا-هي كذلك فعلا- والإيمان التام بضعف وعجز أمريكا –وإسرائيل- عن فرض إرادتها سواء في فلسطين أو في المنطقة بشكل عام شرط أن نتصرف نحن بطريقة صحيحة والتساوق مع أهواء وأجواء الربيع العربي، وعدم الطلب من الآخرين أن يكونوا فلسطينيين أكثر منا. والفهم بل والإيمان التام أن سيرورة نهاية الاحتلال بدأت فعلا مع سيرورة زوال أنظمة القهر والاستبداد الاستئثار الفساد والهزيمة التي لم تحسن القتال ولا حتى التفاوض خلال الستين عاما الماضية.

التعليقات