06/01/2012 - 10:20

مفاوضات عمان والأسئلة الفلسطينية.. / خالد بركات

يسأل ملايين الفلسطينيين، في الوطن والشتات والمهاجر وفي السجون، يسألون السيد صائب عريقات، سؤالا يجمعون عليه تقريباً: أنت يا أخ صائب، تفاوض مولخو في عمان، باسم َمن؟ باسمنا نحن؟ هذا السؤال الشعبي يتردد في الشارع وبات معروفا للقاصي والداني، وللصديق والعدو على حد سواء. سؤالٌ يمتد من عكا مُرورا بمخيم عين الحلوة وصولا إلى تشيلي. اليوم، معظم الفلسطينيين يسألون: هؤلاء الذين يفاوضوا عدونا والرباعية، يمثلون من؟ وهذا السؤال، على بداهته له جوابا سيقوله لك السيد صائب عريقات، كعادته، ويأكل نصف الجواب، ويقول: نحن من؟ نحن منظمة التحرير الفلسطينية. وهنا سيسأل الفلسطيني سؤاله البديهي الثاني: أي منظمة تحرير هذه التي تتحدث عنها يا أخ عريقات؟ ألا يكفيكم تمثيلا؟

مفاوضات عمان والأسئلة الفلسطينية.. / خالد بركات
يسأل ملايين الفلسطينيين، في الوطن والشتات والمهاجر وفي السجون، يسألون السيد صائب عريقات، سؤالا يجمعون عليه تقريباً: أنت يا أخ صائب، تفاوض مولخو في عمان، باسم َمن؟ باسمنا نحن؟ هذا السؤال الشعبي يتردد في الشارع وبات معروفا للقاصي والداني، وللصديق والعدو على حد سواء. سؤالٌ يمتد من عكا مُرورا بمخيم عين الحلوة وصولا إلى تشيلي. اليوم، معظم الفلسطينيين يسألون: هؤلاء الذين يفاوضوا عدونا والرباعية، يمثلون من؟ وهذا السؤال، على بداهته له جوابا سيقوله لك السيد صائب عريقات، كعادته، ويأكل نصف الجواب، ويقول: نحن من؟ نحن منظمة التحرير الفلسطينية. وهنا سيسأل الفلسطيني سؤاله البديهي الثاني: أي منظمة تحرير هذه التي تتحدث عنها يا أخ عريقات؟ ألا يكفيكم تمثيلا؟
 
المفاوضات العبثية التي تتواصل في عمان تضع السلطة الفلسطينية، بل وحتى العرش الأردني، تضعهما خصماً للشعب الفلسطيني، لأن "عشاء عمان" على شرف العنصري توني بلير، وهذه اللقاءات إنما تُصنع خارج كل شرعية وطنية وشعبية، فلا غطاء لها، وما سمى بالمصالحة الفلسطينية، التي تتكئ عليها القيادة الرسمية في المقاطعة، سوف لن تشفع لها كي تذهب لطاولة القمار مجددا، فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، رفضوا هذه المفاوضات. كما أن الوساطة الأردنية التي تقوم بها الحكومة الأردنية يؤكد ما نذهب إليه، لا ينفيه، هو اجتماع مصالح، لنادي الرباعية والاحتلال ومعسكر السلام المعتدل وأداوته الفلسطينية، ويجري كل هذا في عمان وعلى حساب شعبنا وحقوقنا وقضيتنا العادلة.
 
إن معظم قواعد الأحزاب والفصائل، حتى قواعد حركة فتح ترفض هذه المفاوضات، الأمر ينطبق على كل الأحزاب والجمعيات والهيئات الوطنية في أراضي عام 48 وفي الضفة والقطاع والشتات . ولا يوجد مثقف وطني واحد أو فنان أو شاعر أو شخصية أدبية فلسطينية توافق على هذه المسخرة. هذه المفاوضات في عمان مرفوضة جملة وتفصيلا، وهي مضيعة للوقت وهدراً للأمل الفلسطيني في التحرر والانعتاق والعودة والمساواة.
 
لا يستطيع أحد أن يزعم أن منظمة التحرير التي يتخفى تحت يافطتها السيد عريقات، هي ذاتها التي استشهد تحت لوائها عشرات آلاف من الفلسطينيين في بيروت. وأنها لم تعترف رسميا بالكيان الصهيوني، وأنها لم تحقق لنا أي شيء حتى لو نصف نصر، وطوال السنوات العشرين الأخيرة، دمرت الثوابت لأنها تفاوض على الثوابت، لا على تحقيقها، ومذ تم تجرّيفها وإهلاكها، هَلكَت وتجرّفت. لقد أصبحت المنظمة روح العفريت الذي يستحضر في المفاوضات، والانتخابات، والمزاودة، وحين يريد الكهنة تبرير سقوط السلطة، السلطة التي تغولت على المنظمة وبلعتها.
 
لا تريد مقاطعة رام الله أن تعترف أنها انتهت صلاحيتها، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، انتهت بالمقياس الطبيعي والقانوني والسياسي وحتى الأخلاقي. وهي حالة إنكار، تسبق السقوط، وقد وصلت إلى جدارها الأخير والوحيد. تحاول السلطة اليوم ركوب خطين متوازيين نقيضين؛ خط المصالحة، من خلال تطويع تجمع فصائلي معظمه شاخ وانتهى، وخط آخر هو الخط الحقيقي، الذي يسلكه السيد محمود عباس وفريقه في عمان، خط التصفية والمقامرة، وهو طريق يتناقض مع منطق التاريخ والعصر، ولا أعرف قيادة استطاعت أن تتجاوز التاريخ والعصر.

التعليقات