قوبل طلب اليمين المتطرف لتنظيم مظاهرة في الناصرة بردود فعل صاخبة في الشارع العربي، وتعالت الأصوات من كل حدب وصوب تستنكر هذه الخطوة الاستفزازية معبرة عن استعدادها للمشاركة في التصدي لقطعان اليمين والوقوف في وجهها، فاضطرت أجهزة الأمن الإسرائيلية للانكفاء ورفض طلب التظاهر ولو مؤقتا.
ناشطو اليمين الذين طلبوا التظاهر كانوا قبل فترة على هامش الخارطة السياسية الإسرائيلية، وأصبحوا اليوم في مركزها، وبعد أن كانوا خارجين عن القانون قبل نحو عقدين باتوا يصوغون القوانين التي تمنح صبغة قانونية استعمارية لتطرفهم وعنصريتهم.
إن الإرادة والتصميم على التصدي التي برزت بعد الإعلان عن المظاهرة لا ينبغي أن تقتصر على استفزازات صغار اليمين، بل ينبغي أن توجه أيضا لكباره، لسلسلة القوانين العنصرية ولسيل اقتراحات القوانين ولسياسات السلب والمصادرة والاقتلاع والتهميش.
لم نؤدي إلا جزءا يسيرا من واجبنا حينما أضربنا في يوم الدفاع عن النقب أو حينما شاركنا في مظاهرة القدس، والواجب يملي علينا أن نقف وقفة رجل واحد للدفاع عن النقب الذي يواجه نكبة ثانية.
وفق المعلومات التي تصل من النقب، تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى تطبيق مخططها في هذه المرحلة بشكل سلس والاستفراد بذوي النفوس الضعيفة وعقد صفقات معهم تفضي إلى التهجير المنظم بالتوافق مقابل تعويض بخس، وبذلك تسعى إلى تقويض وتفكيك حالة الإجماع على رفض المخطط.
إن تحركات عكاكيز المؤسسة وممثليها في النقب يستدعي من لجنة التوجيه العليا أن ترفع من مستوى أدائها وجهوزيتها وتنظيمها، وأن تسارع إلى شكيل لجنة خاصة لتتبع مثل هذه الحالات والعمل على إحباطها قبل أن تستفحل.
إن وجود بعض ضعيفي النفوس أو المتآمرين في النقب، لا يعني أن يستغل البعض هذه الحالات الفردية للتنصل من واجبه اتجاه هذا الجزء من وطنه، بل على العكس يجب أت تستدعيه لبذل مزيد من الجهود وتقديم مزيد من التضحيات.
التاريخ لا يرحم. وبدلا من إحياء ذكرى نكبة ثانية في النقب بعد سنوات يجب أن نعمل على منع حدوثها، لكي نحيي ذكرى الانتصار.
استعداد أهلنا للوقوف في وجه مظاهرة المتطرفين في الناصرة هي حالة نضالية يجب أن تنتتشر لكافة القضايا التي تهدد وجودنا وهويتنا.
التعليقات