08/04/2012 - 13:54

لدير الأسد وجه أجمل وموقف أنبل/ سميح أسدي

دير الأسد ستظل شامخة بتاريخها المشرف والنظيف وبرجالها الذين سطروا دروب العزة والكرامة أمثال المناضل الراحل أبو صالح سعيد صالح عبد الهادي، وبشعرائها أمثال أبو سعود الاسدي، أبو غازي، أبو صنع الله و سعود ألأسدي،هؤلاء الذين غنوا للبيدر،للنبعة، للزيتونة، للسنديانة والمرمية والزعتر

لدير الأسد وجه أجمل وموقف أنبل/ سميح أسدي

يا أبناء دير الأسد: يا رجال دير الأسد ونسائها. أيها الشباب والشابات، هيا نعلنها عاليا ومدويا، مرفوعي الرؤوس والهمم أننا نشجب ونستنكر الفعلة النكراء للزمرة المأجورة، المأزومة والمرتزقة  التي أبت مع حلول يوم الأرض الخالد  إلا أن تستقبل قيادات حزب كديما، ليهللوا ويروجوا لها في المنافسة على رئاسة الحزب. ومن هذه  القيادات غير شاؤول موفاز، جنرال جيش البطش والاحتلال ووزير القتل والدمار، وتسيبي لفني  عميلة الموساد سابقا ورئيسة حزب كديما حاليا ؟

لقد حل هؤلاء ضيوفا على بيوت كثيرة في دير الأسد وتنافس المضيفون على دعوة أكبر عدد ممكن من أهالي القرية  ليكون الاستقبال مهيبا ولائقا بمكانة هذه القيادة. يا للعار! هل يعرف المضيفون والمدعوون للاستقبال أن هذه  القيادات لا تجرؤ  أن  تطأ دولا كثيرة في أوروبا والعالم الحر بصفتهم مجرمي حرب؟ هل يعرفون أن جمعيات حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم تدعو إلى محاكمتهم واعتقالهم بسبب ما فعلوه بحق أبناء شعبنا الصامد من قتل ودمار شامل للأرض والإنسان ؟ 

هل من المعقول أن يتحول جرحنا النازف وقود دعايتهم الانتخابية وأن تصبح مآسينا رهانهم للوصول للحكم ؟ هناك زمرة منتفعة تسعى بكل الطرق الدنيئة لتسخير وتحقير أهالي هذا البلد الشريف  من خلال تضليل  وإغراء المئات للانتساب للأحزاب الصهيونية بطرق شتى غريبة وملتوية. أن تصبح دير الأسد معسكرا وبؤرة لحزب كديما بشكل خاص وللأحزاب الصهيونية بشكل عام  لوصمة عار على جبين هذا البلد الطيب . هل أصبح شراء الذمم، خيانة الضمير واغتصاب إرادة الناس  واستهبالهم نهجا للوصول إلى غاية خسيسة ؟ إنني لم أفاجأ حين اعترف لي بعض الأشخاص بأنهم لم يوقعوا على طلبات انتساب لحزب كديما وأنهم ذهلوا عندما اكتشفوا أن أسماءهم  كانت قد ظهرت في سجل الناخبين  للانتخابات التي جرت في تاريخ 27.3.2012  .

أليس هذا مؤشر إلى المستوى الهابط والرخيص لمقاولي الأصوات المأجورين لحزب كديما ؟   وانتم  أيها المضيفون والمدعوون الذين حضرتم حفلات الاستقبال، منكم الحاج،المربي ، العامل، المحامي، الطبيب والمستقل .كيف تسول لكم أنفسكم أن تصطفوا كالقطعان لاستقبال قيادات كديما؟ اخجلوا. أم أن من فقد الحياء يفعل ما يشاء. أيها الحجاج يا من  عانقتم، قبلتم وانحنيتم إذلالا لموفاز ولفني ، أين انتم من الحج  إلى بيت الله الحرام  ؟ يا من تصلون الخمس، أتحسبون أن الصلاة تمارين رياضية، تهريجا ، شعوذة وأعمالا بهلوانية  ؟ كيف ينسجم الحج مع الترويج للأحزاب الصهيونية  ؟ الأقصى الذي تشدون الرحال إليه كل جمعة يناشدكم ويناشد المسلمين في كل أصقاع الأرض لحمايته من خطر الانهيار بسبب الحفريات المنهجية والمدروسة من قبل قيادات الدولة العبرية  التي سعت سابقا وحاضرا إلى تشريد  وقتل أهل البلاد  الأصليين  ومن ثم سلب الأرض، والسطو على فلسطين الذي يعتبر اكبر عملية سطو في التاريخ.من منكم لم تصادر له ارض ؟ من منكم لم يتشرد له أقرباء؟ من منكم لم يقتل له قريب في الداخل أو في الشتات على يد عصابات البطش والإجرام الصهيونية؟

 أليس من العار أن يحصل سفاح شعبنا الفلسطيني على اكبر عدد من المصوتين في البلاد في الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما . انه لأمر مستهجن ومشين أن ينتسب هذا الكم الهائل من سكان القرية لحزب صهيوني متطرف . وأما جرهم إلى صناديق الاقتراع كقطعان الماشية لأمر مهين ومذل لهم ولتاريخ دير الأسد التي كانت دائما في   طليعة العمل الوطني . من دمر غزة و جنين ووأد تحت الركام كل رضيع وجنين يستحق محاكمة عادلة تضعه وراء القضبان إلى يوم الدين. نحن بالطبع ولكي نكون منصفين لا نستثني أعوان حزب العمل، مأجوري شمعون بيرس بطل مذابح قانا، وعمير بيرتس وفؤاد بن اليعيزير وكل الأعوان  والعملاء للأحزاب الصهيونية الأخرى، ونقول لهم كفوا عن ممارساتكم وتصرفاتكم المخجلة والمهينة للأقلية العربية الفلسطينية قي هذه البلاد .  

في الواقع  لم أستغرب  تواجد بعض الشخصيات التي تدعي الوطنية في  محافل الخزي والعار.  ما الذي دفعكم للتواجد هناك ؟ المواقف الوطنية لا تتجزأ ولا يجوز القفز على حبلين والرقص في عرسين ."يا عيب الشوم عليكو"  يا أبناء هذا البلد : احذروا وعوا، فلا تجعلوا بيوتنا  ملاذا لسفاح، ولا تدعوا  الكرامات تداس .  

نفسك أكرمها فانك إن تهن عليك           فلن تجد لها الدهر مكرما  إن ما آلت  إليه الأوضاع في دير الأسد بسبب الفعلة النكراء لهؤلاء المنتفعين،المرتزقة والمأجورين يذكرني بالمتنبي حين خاطب كافور مصر:            

لا تشتري العبد إلا والعصــــــا معه         إن العبيد لأنجاس  مناكيد  دير الأسد ستظل شامخة بتاريخها المشرف والنظيف وبرجالها الذين سطروا دروب العزة والكرامة أمثال المناضل الراحل أبو صالح سعيد صالح عبد الهادي، وبشعرائها أمثال أبو سعود  الاسدي، أبو غازي، أبو صنع الله و سعود ألأسدي،هؤلاء  الذين غنوا للبيدر،للنبعة،  للزيتونة، للسنديانة والمرمية والزعتر. وان أنسى لا انسي  الشاعر المعتق  الراحل أبو شاكر محمود شاكر أمون الذي قال :

العاقـل ناقتـــــه بداره عقلــــــها          وسعادة النفـس  بالدنيا  عقلها  ناس  كــثير  بتمــــيل عقلـها          وناس كثير لا عقول  ولا أدب   ولنا أن نفخر بشباب وشابات دير الأسد الذين يعتبر كلا منهم نجما  ساطعا  في مجاله، أمثال البروفيسور أحمد محمد عساف المحاضر في موضوع الرياضيات في الجامعات الأمريكية،  البروفيسور ماهر محمد حسين ذباح  المحاضر في موضوع المحاماة في بريطانيا وجامعات أخرى في العالم  والذي له مؤلفات في مجال اختصاصه وتدرس في  جامعات كثيرة في أنحاء العالم،البروفيسور والباحث العالمي اسيد احمد رجب خطيب المحاضر في موضوع علم النفس في جامعات سويسرا وجامعة حيفا، الدكتور جمال علي جمعة أسدي، محاضر اللغة الانجليزية في كلية سخنين وجامعة النجاح والذي له عدة مؤلفات وترجمات.

ولقد برع مجموعة أطباء شباب كل في مجال اختصاصه أمثال د. حسن عزيز أمون،  د.كمال قاسم ذباح، د.سليم محمد سليم ذباح، د. حسين محمد حسين ذباح، د. محمد حسن محمد أسدي، د. أكرم فياض أسدي وغيرهم .هذا ناهيك عن عشرات المحامين البارعين ومئات الاكادمين اللذين يحملون الالقاب الجامعية في شتى المواضيع .  ومن الجدير أن نذكر أن هناك كثير من رجال الأعمال الخيرين الذين نجحوا في مجال أعمالهم وقدموا الكثير لأهالي دير الأسد أمثال محمد ظاهر نعمه الذي شيد مئذنة تناطح السحاب لجامع الشيخ محمد الأسد،  ومحمد قاسم أبو زيد  الذي بنى كلية البيان، هذا الصرح العلمي الذي يخدم قرية دير الأسد والمنطقة .وهنناك عشرات رجال الاعمال الناجحين الذين لهم دور مميز في بناء وتطوير قرية دير الاسد.

ولقد كان لدير الأسد حصة كبيرة في عالم الفن، فسناء علي موسى أصبحت نجما منيرا في عالم الطرب والفن الأصيل الذي من خلاله قدمت تراثنا الفلسطيني بقالب ولحن جميل وشجي . وأما الفنان يحيى أبو جمعه   قد أصبح علما بارز على المستوى المحلي،العربي والعالمي من خلال أعماله المتميزة والإبداعية التي عبر عنها في الدبكات والرقصات الشعبية  والمسرحيات الملتزمة .

إن نجاح هؤلاء الشباب الذين رفعوا اسم دير الأسد عاليا لم يمر عبر حزب كديما والأحزاب  الصهيونية الأخرى، بل بالكد والاجتهاد والإيمان بالقدرات الذاتية .  فاعقلوا واعقلوا يا أهل هذا البلد الطيب، لنحافظ على تاريخنا، عاداتنا وتقاليدنا الأصلية و الأصيلة.  يجب أن لا نفقد البوصلة،  وبوصلتنا مواقفنا المشرفة من قضايانا المصيرية في هذا الوقت العصيب . المجد والخلود لشهدائنا الإبرار،شهداء يوم الأرض وشهداء فلسطين في كل مكان وزمان، والخزي والعار لقطعان كديما والأحزاب الصهيونية الأخرى.

التعليقات