17/05/2012 - 15:24

المساهمة الفكرية!../ بن ثابت صليبا

إضافة إلى الأهمية الكامنة في طرحة قضية مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية أو خوضها ضمن قائمة عربية مشتركة والتي أسهب في عرضها الرفيق عوض عبد الفتاح، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، مفصلاً أهمية وجدوى كلا الاحتمالين ومدى تأثير كل منهما على واقعنا السياسي والوجودي، إن صح التعبير، في الداخل الفلسطيني، ومع تأكيدي على أهمية ما طرحه جملة وتفصيلاً، مع أنني لا أمتلك إضافات جوهرية في هذا السياق، فإني أود التشديد على عملية البحث والتحليل الفكري والنقدي العميق الذي اعتمده الرفيق عوض في صياغته هذا الطرح وخلفياته

المساهمة الفكرية!../ بن ثابت صليبا

إضافة إلى الأهمية الكامنة في طرحة قضية مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية أو خوضها ضمن قائمة عربية مشتركة والتي أسهب في عرضها الرفيق عوض عبد الفتاح، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، مفصلاً أهمية وجدوى كلا الاحتمالين ومدى تأثير كل منهما على واقعنا السياسي والوجودي، إن صح التعبير، في الداخل الفلسطيني، ومع تأكيدي على أهمية ما طرحه جملة وتفصيلاً، مع أنني لا أمتلك إضافات جوهرية في هذا السياق، فإني أود التشديد على عملية البحث والتحليل الفكري والنقدي العميق الذي اعتمده الرفيق عوض في صياغته هذا الطرح وخلفياته.

كلنا يعلم حجم التغيرات السياسية (والاجتماعية!) الحاصلة في البلاد والعالم العربي المحيط بنا، فمن جهة هنالك التغيير الجوهري في علاقة إسرائيل مع "مواطنيها" الفلسطينيين بحيث تجاوزت سياسة التمييز المتبعة لتتحول الى سياسة إقصاء مقونن ضمن حزمة تشريعات عنصرية أقرب إلى الأبرتهايد أو ما هو أبعد من ذلك. ومن جهة أخرى مظاهر التفكك الجارية في الوطن العربي (والفلسطيني) على الصعيد السياسي والاقتصادي والبنيوي والاجتماعي (الانتماء الوطني!) وما يرافقها من اقتتال مذهبي وعقائدي قبلي وإسقاطاتها علينا كجزء حيوي وفاعل في الأمة العربية.

في الواقع إنّ تسارع الأحداث في المنطقة منذ مطلع العام المنصرم على وجه التحديد، أدت الى مضاعفة المجهود من قبل الحركات والأحزاب الوطنية في الداخل من حيث التصدّي اليومي والصراع المتواصل مع المؤسسة الصهيونية العنصرية وأجندتها التي تحاول فرضها علينا بالقوة، إضافة الى التفاعل التام مع مجمل القضايا الوطنية الفلسطينية (قضية الأسرى) ومواكبتها النشطة للتغيرات الحاصلة في محيطنا العربي (الأزمة السورية تحديدا) مما جعل كوادر الأحزاب والحركات السياسية منغمسة تماماً في عملية التنظيم والتعبئة الجماهيرية كأداة ضرورية للتحدي.

من هنا وبالعودة الى مقال الرفيق عبد الفتاح وما طرحه من خلاله حول ضرورة تجاوز خطابنا وعملنا السياسي من حالة ردود الفعل الى حيز المبادرة، كما أن التغيير الكمي والنوعي الحاصل السياسة الإسرائيلية وتعامل مؤسساتها مع سكان البلاد الأصليين، مع التنويه إلى ترابط هذا التغيير مع الأزمة في محيطنا المتوسطي (والأزمة الإقتصادية العالمية) من حيث غياب القضية الفلسطينية بمجملها من المشهد والإهتمام السياسي والإعلامي العالمي والعربي، وهو ما يزيد بدوره من الاستعلاء والعنجهية الإسرائيلية... إزاء هذا كله تتطلب ضرورة المرحلة عملية تحليل وتفكير وبحث متواصل يواكب هذه التغيرات بحيث يشمل رؤيا واضحة ومتجددة وصياغة خطاب بمستوى الحدث (بعيدا عن العواطف والابتذال) ووضع إستراتيجية وآليات عمل ضمن خصوصيتنا وواقعنا في البلاد وذلك من أجل المضي قدماً نحو تحقيق مشروعنا الوطني التقدمي القائم على الكرامة، العدل والمساواة في سياق حقوقنا الفردية والجماعية.
أود التأكيد هنا وفي ظل عملية التشويه، التغييب والتضليل المبرمج التي تمارسها معظم وسائل الإعلام وخاصة الفضائية منها للقضايا الجوهرية التي تعاني منها الشعوب العربية ووقعها وتأثيرها بخطابها ومصطلحاتها على شعبنا في البلاد بات من الضروري التكثيف من الكتابات الفكرية، التحليلة والنقدية التي تساهم في إتساع رقعة النقاش الحضاري والموضوعي حول كافة القضايا التي تهم الفرد العربي دون إستثناء. المرجو في هذه المرحلة المتأزمة في المنطقة أن نتوخى الحذر في تقييمنا للأمور وإعادة الهيبة الى العقل والتفكير، فلا بديل عن المساهمة الفكرية التي هي جزء هام من مسيرة النضال الوطني غايتها مراقبتها، نقدها وتقويمها (ترشيدها) بحسب ما تقتضيه المرحلة.
 

التعليقات