10/10/2012 - 16:07

فلسطين في المشهد البرازيلي؟!../ نواف الزرو

يبدو أن فلسطين لا تغيب عن المشهد السياسي والاجتماعي البرازيلي، ففي أحدث التطورات، وفي المؤتمر السنوي الثاني عشر لمنظمات المجتمع المدني، اختار المنتدى الاجتماعي العالمي عنوان "الحرية لفلسطين". وتحمل المنظمات والهيئات المناوئة "لهيمنة العولمة الرأسمالية" القائمة، والمنادية بنظام عالمي بديل يعتمد على العدالة والمساواة، القضية الفلسطينية كرمز لمطالبها وكمفتاح سياسي للتغيير العالمي المنشود. ويضم المنتدى منظمات غير رسمية، بالإضافة إلى تلك الرسمية، ومن بينها نقابات العمال وحركات سياسية مختلفة. وينتصر المنتدى للقضية الفلسطينية، وقد أكدت جميع الجمعيات ونقابات العمال في البرازيل دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني أينما كان، ودعمهم لوحدة قضيته، وبأن القضية الفلسطينية ليست قضية احتلال للضفة وغزة فحسب، ولا تحل بإقامة دولة هزيلة أو غير هزيلة، وبأنهم لا يكتفون "بدعم إنساني" على حد تعبير رئيس النقابة، بل إنهم سائرون في مسار تسييس هذا الدعم

فلسطين في المشهد البرازيلي؟!../ نواف الزرو

يبدو أن فلسطين لا تغيب عن المشهد السياسي والاجتماعي البرازيلي، ففي أحدث التطورات، وفي المؤتمر السنوي الثاني عشر لمنظمات المجتمع المدني، اختار المنتدى الاجتماعي العالمي عنوان "الحرية لفلسطين". وتحمل المنظمات والهيئات المناوئة "لهيمنة العولمة الرأسمالية" القائمة، والمنادية بنظام عالمي بديل يعتمد على العدالة والمساواة، القضية الفلسطينية كرمز لمطالبها وكمفتاح سياسي للتغيير العالمي المنشود. ويضم المنتدى منظمات غير رسمية، بالإضافة إلى تلك الرسمية، ومن بينها نقابات العمال وحركات سياسية مختلفة. وينتصر المنتدى للقضية الفلسطينية، وقد أكدت جميع الجمعيات ونقابات العمال في البرازيل دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني أينما كان، ودعمهم لوحدة قضيته، وبأن القضية الفلسطينية ليست قضية احتلال للضفة وغزة فحسب، ولا تحل بإقامة دولة هزيلة أو غير هزيلة، وبأنهم لا يكتفون "بدعم إنساني" على حد تعبير رئيس النقابة، بل إنهم سائرون في مسار تسييس هذا الدعم.

ففلسطين هناك على أجندة الجمعيات والنقابات والفعاليات الشعبية البرازيلية. وفي الوقت الذي تنشط اللوبيات الصهيونية للحد من هذا التضامن البرازيلي مع فلسطين، فهناك حديث عن تعاون عسكري واقتصادي وعلمي على المستوى الرسمي بين البلدين، في ظل عهد الرئيسة ديلما روسيف"، التي جاءت بعد الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا داسيلفا، ذلك الرئيس الذي تعملق على كل التحديات الامريكية الصهيونية في مواقفه المناهضة للإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ما دفع اللوبي الصهيوني في حينه إلى شن حملات تشهيرية تحريضية متلاحقة ضده، فالتحركات واللوبيات الأمريكية الصهيونية لم تتوقف عن العمل التخريبي في الداخل البرازيلي.

يستحق عهد الرئيس لولا دا سيلفا في هذا المناخ البرازيلي الاستحضار والتذكير بما قدمه للقضية الفلسطينية لدرجة أن وصف أحيانا بأنه الرئيس العروبي، ففي آخر زيارة له للمنطقة، رفض الرئيس داسيلفا -الذي كان يزور إسرائيل في منتصف آذار/2010- زيارة قبر صاحب فكرة إقامة "دولة إسرائيل" على أرض فلسطين "تيودور زئيف هيرتسل"، ووضع إكليل من الزهور كما هو متعارف عليه من قبل جميع الرؤساء الذين يزورون"إسرائيل"، ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى مقاطعة زيارة الرئيس البرازيلي لإسرائيل احتجاجا على قرار الأخير عدم زيارة قبرهرتسل في القدس المحتلة"، بينما اعتبر مسؤول في الوكالة اليهودية والهستدروت الصهيوني حجاي ميروم، أن رفض الرئيس البرازيلي زيارة قبر هرتسل ووضع إكليل من الزهور عليه يعتبر بمثابة إهانة لما أسماهم "مواطني دولة إسرائيل والمجتمع اليهودي الصهيوني" في كل أنحاء العالم"، وحسب أقوال حجاي فـ"قرار الرئيس البرازيلي خرج عن قواعد الأدب المعترف بها بين الدول".

وعلى نحو آخر وخلال زيارته لرام الله، كان الرئيس البرازيلي أكد لدى تدشينه شارع البرازيل الملاصق لضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قائلا "منذ أسست حزبي قمنا بكل الدعم والمساهمة في التضامن مع الشعب الفلسطيني"، مضيفا "لقد شاركت مرات عدة في تظاهرات لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني والتقيت عرفات ثلاث مرات، واليوم وبشرف كبير أشارك بافتتاح شارع البرازيل أمام ضريح الرئيس الراحل". واعتبر الرئيس البرازيلي "أن إطلاق اسم بلاده على شارع فلسطيني يظهر عاطفة الفلسطينيين تجاه الشعب البرازيلي"، كما طالب بـ"تفكيك الجدار في الضفة وبرفع الحصار عن غزة، وقام بوضع إكليل من الزهور على ضريح عرفات".

وقبل ذلك، وخلال انعقاد القمة اللاتينية-العربية في منتصف أيار/2005 في البرازيل، قلنا إن تلك القمة كانت في الجوهر والمضامين الأساسية... وفي الصميم والمبادئ الأخلاقية، قمة وطنية فلسطينية وقمة عروبية في ظل غياب عربي رسمي مخجل آنذاك.

فكانت "برازيليا"العاصمة، وكأنها "باندونغ" في ذروتها، أو القاهرة في عز عروبتها... فقد هيمنت على أجوائها وأجنداتها ومناقشاتها قضايا الصراع العربي - الصهيوني، والحقوق الفلسطينية المغتصبة، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وإقامة دولته المستقلة..
وأكدت "قمة برازيليا"على: رفض الاحتلال الأجنبي وإقرار حق المقاومة، وتحقيق سلام شامل وعادل ودائم، وتحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967- وإزالة المستوطنات اليهودية ومن ضمنها المستوطنات التي أقيمت في القدس الشرقية.

تصوروا.. كانت مواقف مبدئية وأخلاقية يتبناها ويعلنها قادة البرازيل وأمريكا اللاتينية تتحدث عن "حق المقاومة" للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وعن حق الشعوب العربية في مقاومة الاحتلالات الأجنبية في ظل مرحلة أحادية القطبية الأمريكية - الصهيونية، وفي ظل مرحلة تعولم وتأمرك وتصهين فيها خطاب "الإرهاب".

إلى ذلك، في سجل البرازيل المزيد من المواقف الإيجابية المشرفة التي لا تمحى لصالح القضية الفلسطينية. فأين نحن فلسطينيا وعربيا اليوم من تلك القمة البرازيلية اللاتينية مثلا؟!
 

التعليقات