19/09/2013 - 15:14

"بمشاركة الجماهير سنوصل صوتهم عالياً"../ المحامي جورج شحادة

من الضروري أن يكون المجتمع المحلي والجمهور أكثر مسؤوليةً، وأن يمارس دورًا أكثر فعالية بدلاً من الوقوف موقف المتفرج لزيادة النخب التي تواكب هموم وقضايا المجتمع العربي في حيفا ولتنمية المواطن الحيفاوي العربي سياسيًا وفكريًا لمواجهة الممارسات التي تهدف إلى تهميشه

يحظى العمل البلدي على قدر كبير من اهتمام الناس باعتباره أحد أهم الأدوات الأساسية التي تؤثر على جودة ومنالية الخدمات الضرورية لحياة السكان، فللبلدية بشكل عام دور بالغ الأهمية في إدارة حياة المجتمع المدني وتقديم الخدمات الاجتماعية على مختلف الأصعدة، فهي سلطة محلية ذاتية تستمد شرعيتها من تفويض أهلها وتعنى بشؤون سكانها في مجالات واختصاصات واسعة.

من هنا نرى أنه من الضروري أن يكون المجتمع المحلي والجمهور أكثر مسؤوليةً، وأن يمارس دورًا أكثر فعالية بدلاً من الوقوف موقف المتفرج لزيادة النخب التي تواكب هموم وقضايا المجتمع العربي في حيفا ولتنمية المواطن الحيفاوي العربي سياسيًا وفكريًا لمواجهة الممارسات التي تهدف إلى تهميشه.

وطبعاً هذا يتطلب تطوير أساليب العمل وتحفيز الناس من خلال المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية لانتقاء ممثليهم في المجلس البلدي، ومن خلال الانفتاح في مناقشة قضايا الناس المحلية وإدارة الاختلاف في وجهات النظر بشفافية كاملة، أي أن المشاركة الأهلية ضرورية لإحداث تغيير جدي وجذري في نهج العمل البلدي وتطوير إمكانيات التّصدي لكافّة أشكال التمييز الذي يعاني منه الناس.

وقد يُطرح هنا السؤال: "لماذا المشاركة الأهلية طالما هناك انتخابات أفرزت أعضاء أو ممثلين للجمهور؟" نحن في هذا السياق نتطلع إلى تجارب المجتمعات الأخرى، ونتعلم منها أن المشاركة تؤمّن التواصل بين ممثل الجمهور المنتخب وبين جمهور منتخبيه، ونعي أن المشاركة الأهلية هي نوع من "الاستفتاء الدائم" للناس لتحديد الأولويات وتوجيه العمل البلدي وتوطيد الروابط الاجتماعية وتفعيل جدي للعمل الديمقراطي، وبهذا يكون المواطن على مستوى الفرد طرفا فعّالا في العمل البلدي، وبالتالي فإن الآراء وتجارب الناس المختلفة وطرح سبل العمل ستنتج المشاركة الحقيقية التي تتيح للجماهير بتفاعلها أخذ دور في القرارات السياسية المحلية.

الهدف من كل هذا هو إنجاح العمل البلدي بمشاركة الناس، وبالتالي الوصول لامتيازات تتعلق في تطوير والارتقاء بحياة الجمهور وطرح همومهم اليومية وحلها.

يبقى أن نتحدث في هذا السياق عن تعامل المجلس البلدي والقائم في رأس هذا المجلس مع التطلعات التي قد تبلورها هذه المشاركة لأننا هنا نتحدث عن وضع خاص تكون فيه إمكانيات العمل البلدي محدودة بسبب وجود تمييز في كل قطاعات العمل البلدي، وخصوصًا في عملية توزيع موارد البلدية التي تبقي المواطنين العرب تحت رحمة مؤسسات السلطة وأذرعها على اختلافاتها، والتي تعمل على صياغة صورة وهمية لعدالة اجتماعية تتلخص في بعض الوظائف التنفيذية والامتيازات هنا وهناك دون العمل الحقيقي على تنمية المجتمع وتطويره في شتى المجالات.

لذلك لا مفر من تفعيل العمل الوحدوي المشترك بين جميع القوى الفاعلة ومن خلال مشاركة الجماهير لكي نستطيع أن نفرض رؤيتنا المشتركة من منطلق كوننا السكان الأصلانيين لهذا البلد، ولن نتمكن من إنجاز ذلك إلا من خلال وحدة العمل والرؤيا.

التعليقات