23/06/2014 - 12:32

العنصرية الإسرائيلية لا تتأذى من الحياد الفلسطيني.. /مراد حداد

كل حديث في السياسة لا يضع الاحتلال في مركز الحدث هو حديث ساقط أخلاقيا. كل حديث عن أمهات ثلاثة مستوطنين، ينسى الأمهات الفلسطينيات الذين يبكون أبناءهم في السجون، هو حديث غير إنساني. كل حديث عن خطف مستوطنين، لا يذكر إجرام المستوطنات وعدم شرعيتها، هو حديث يُجرد الفلسطيني من حقه

العنصرية الإسرائيلية لا تتأذى من الحياد الفلسطيني.. /مراد حداد

العنصرية الإسرائيلية الآن في قمتها. وفي القمة، لا تحتاج العنصرية إلى تبرير أي خطوة أو إجراء فاشي يقوم به جيش الاحتلال في منطقة الخليل. يبقى المأزق الإسرائيلي أن قمته تتآكل، فيبدأ بالبحث عن خطاب فلسطيني مساند. خطاب يجرد الفلسطيني من حقه في التصدي والمقاومة. خطاب من القاع فلسطيني يُشكل أرضية خصبة لقمة العنصرية الإسرائيلية.

المسألة ليست معقدة، المطلوب فقط أسطوانة تكرر خطاب الهزيمة الفلسطيني. كل ما لا يجلب الأمن والغذاء يضر شعبنا. لهذا مثلا، تحتاج إسرائيل إلى ثلاثة خطابات متكررة لأبو مازن خلال ثلاثة أيام يدين فيها عملية خطف مستوطنين ما زالت تقف خلفها علامة سؤال كبيرة، معتبرا أن العملية تضر بمصالح شعبنا.

والعنصرية كأي قضية غير عادلة، لا تتأذى من الحياد. بل وتتفاجأ أحيانا من حجمه. لقد نجحت معظم التيارات السياسية في الأيام الأولى لعملية الخطف ( مرة أخرى، العملية ما زالت غامضة) بعملية كمّ أفواه ذاتية، تتحرك بين السكوت على عملية اجتياح الضفة، إلى إدانة خطف المستوطنين، دون أن تقاتل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، ووضع الاحتلال وجرائمه في مركز الحدث.

وفيما كانت النشوة الإسرائيلية في قمتها، خرجت حنين زعبي عن المتداول في الإعلام الإسرائيلي لتعلن أن الاحتلال وجرائمهم هم الإرهاب. لقد فاجأت زعبي العنصري الإسرائيلي، بينما كان هو يلهو في مفاجأته من الصمت العربي والفلسطيني المُخجل. لهذا انطلقت مذبحة إعلامية بحق زعبي.

للأسف، استمر صمت بعض الفاعلين في الساحة السياسية ازاء الحملة التحريضية على زعبي، العنصرية الإسرائيلية مستمرة في نهش الأخضر واليابس. تعتقل وتقتل خارج الخط الأخضر، أما داخله فتُقمع وتُسكت من يخرج عن الرواية الإسرائيلية.

الجيد أن الحياد الفلسطيني لم يعد ينطلي على الجيل الشاب على الأقل، وخير دليل هو إقامة جمعة غضب نهاية الأسبوع الحالي، وهو اعتبره استمرارا لثورة رام الله بحق سلطتها الخانعة. إن التصدي الجبار لشبابنا، هو إعادة الامور إلى سياقها:

كل حديث في السياسة لا يضع الاحتلال في مركز الحدث هو حديث ساقط أخلاقيا. كل حديث عن أمهات ثلاثة مستوطنين، ينسى الأمهات الفلسطينيات الذين يبكون أبناءهم في السجون، هو حديث غير إنساني. كل حديث عن خطف مستوطنين، لا يذكر إجرام المستوطنات وعدم شرعيتها، هو حديث يُجرد الفلسطيني من حقه.

المطلوب الآن من لجنة المتابعة ومركباتها الالتفاف حول الشباب الثوري وخياراته. هذا الخيار الوحيد للخروج من حالة الحياد.

التعليقات