07/11/2014 - 16:46

300 يوم على سجن أبطال شفاعمرو/ مراد حداد

أما اليوم وفي نصفه الثاني، فسيصبح له دور جديد وهو عد الأيام التي مرت على قتل المقدسيين في الشارع، فالمظلوم واحد، والظالم كذلك.

 300 يوم على سجن أبطال شفاعمرو/ مراد حداد
المشهد لم يعد ذات المشهد، المتجهون نحو دوار البلدية في شفاعمرو نحو حي الميدان يعلمون ذلك، مثلما يعلم المتجه نحو مدرسة جبور جبور ذلك. فاليوم، يسجل العداد المقام على دوار البلدية أن اليوم الـ300 قد بدأ، أي بدأ النصف الثاني من مدة السجن، أو بشكل أدق، بدأ النصف الثاني من ممارسة الظلم.
اليوم، يحضر في بال أهل مدينتا أن شبابنا قضوا حتى الآن 300 يوما قاسيا في العزلة، لأنهم منعوا نتان زادة من الاستمرار في جريمته. أما في أذهان أبطالنا، فسيحضر أن فيما هم يقضون الوقت الطويل في الغرف المغلقة، تتوارد الأخبار من الخارج، تارة عن قتل المقدسي دون محاكمة ودون أي تحقيق أو تقديم لائحة اتهام بحق أحد، وتارة إعادمه وتركه ينزق لساعات دون السماح للمساعدة الطبية بالوصول إليه.
في هذه الأيام، والتي يقتل فيها المقدسي في الشارع، يصبح الظلم مزدوجا، فلم يكف المؤسسة الحاكمة أن تحضر شبابنا للمحكمة في حيفا لأكثر من أربع سنوات، يوما بعد يوما من الصبح للمساء، وأن تصادر حقهم في العمل، مثلما صادرت حقهم في قضاء يوم العطلة مع أسرهم، وأن تصدر بحقهم حكما بالسجن لأشهر طويلة، بل وتقوم بتكريم من يقتل المقدسي، حتى لو كان حاملا عصًا حديدية.
في هذه الأيام، تلتهب القدس ويقوم المقدسيون بثورتهم على القمع والبطش الإسرائيلي، يحضر أبطال شفاعمرو وسط زحمة الحصار في القدس، ليقولوا إن العداد يغير من مهامه. لقد كان يعد لنا أيام السجن الظالمة، أما اليوم وفي نصفه الثاني، فسيصبح له دور جديد وهو عد الأيام التي مرت على قتل المقدسيين في الشارع، فالمظلوم واحد، والظالم كذلك.
لن يقتصر دور العداد اليوم على عدّ أيام الظلم والقتل والبطش، بل سيبدأ بعد الأيام التي تفصلنا عن حلم شعب كامل بالحرية، أبطال يرزحون تحت نير الظلم في السجن، وآخرون يقاومون ليبطشوا بالباطش وليرفعوا الظلم عن أبطال في السجون، وليرفعوا الظلم عن من يقعون في سجون الخوف والوهن في القرى والمدن الفلسطينية. 

التعليقات