03/03/2015 - 16:29

تعليق: بين مناضلة وإرهابي حقير../ رازي نابلسي

مرة أخرى يزج بزعبي التي تناضل من أجل قضية عادلة وحقوق شعب أصلانيّ في البلاد وبين إرهابي حقير يسعى إلى بث سموم حقده وحلمه بتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني

تعليق: بين مناضلة وإرهابي حقير../ رازي نابلسي

تجنّد السياسيون الإسرائيليون ووسائل الإعلام الإسرائيلية، مرة أخرى اليوم الثلاثاء، بعد الاعتداء على النائبة عن التجمّع الوطني الديمقراطي حنين زعبي، من أجل وضع الضحية والمعتدي في نفس الخانة والمساواة بينهما، وتحميل كلا الطرفين مسؤولية ما حصل في المركز الأكاديمي، ظهر اليوم الثلاثاء.

وفي أعقاب الاعتداء الوحشي على زعبي ودلالاته الخطيرة، صرّحت المرشحة في قائمة 'المعسكر الصهيوني'، ميخال بيران، أن 'كلا الطرفين حضرا مشحونين، ولم يساهم أي منهما في تهدئة الأوضاع'! وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها 'المعسكر الصهيوني' المساواة بين الضحية والجلاد. ففي وقت سابق دعم هذا 'المعسكر الصهيوني' شطب زعبي والإرهابي باروخ مارزل سوية، بادعاء أن 'زعبي ومارزل تخطوا حدود الديمقراطية'. وبدا أن 'المعسكر الصهيوني' ومعه أحزاب اليمين العنصرية، راضون عن إلغاء الشطب، وخاصة إلغاء شطب الإرهابي مارزل. 

أما الناطقة الرسمية باسم المؤسسة الأكاديمية 'المرموقة'، التي عقدت فيها الندوة اليوم، والتي خرّجت ومن شأنها أن تخرّج في السنوات المقبلة أجيالاً من المحامين الذين سيدافعون عن الحقوق في أروقة المحاكم، فكان لها هي الأخرى مساهمة في هذه المسرحية الهزلية، إذ ردّت على اعتداء قطعان اليمين في الكلية بالقول إن 'ما حصل كان نتاجاً لاستفزاز ممنهج من قبل مؤيدي زعبي ومؤيدي مارزل، الذين حاولوا بشكل مقصود إثارة المشاكل'.

وعلى الرغم من أن زعبي كانت في الندوة برفقة مساعدتها فقط، إلا أنه يظهر طلاب الكلية في الصور التي يتداولها ناشطون وهم يلتقطون صور 'سيلفي' مع زعبي. فهل تعتقد الناطقة باسم هذا المركز الأكاديمي بأن الصورة مع زعبي تعتبر استفزازاً وتهدف إلى تخريب ندوة؟ بل هي تساوي بين رفع يافطة عنصرية وفاشية وبهيمية تطالب بإعدام الأسرى وبين صور ال'سيلفي' وتعتبرها استفزازاً يوازي الاعتداء على ممثّلة جمهور كامل.

ولم يأخذ أي من السياسيين الإسرائيليين، الذين عقّبوا على الاعتداء على زعبي، بعين الاعتبار الفرق بين نائبة تشارك في ندوة سياسية حول النساء والسياسة، وبين إرهابي يدعو إلى 'محو البسمة' عن وجه زعبي، وكتب على صفحته عن الاعتداء: 'وعدنا، فتفذنا'. إذ أن هذه الأصوات التي خرجت مباشرة بعد الاعتداء على زعبي،  وقبل أن تستنكر ما قام به طلاب جامعيون، استغلت الفرصة لتقوم مرة أخرى بزج زعبي التي تناضل من أجل قضية عادلة وحقوق شعب أصلانيّ في البلاد وبين إرهابي حقير يسعى إلى بث سموم حقده وحلمه بتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني.

التعليقات