03/04/2015 - 18:58

درب الآلام في اليرموك/ رامي منصور

يبدو أن قطبي السياسة الفلسطينية، السلطة الفتحاوية وحماس، يعيشان في عالم آخر منفصل عن الواقع، أو هكذا يبدون من تصريحاتهم الصحافية في الأيام الأخيرة. لم نسمع تصريحات نارية عن مخيم اليرموك المحاصر. نسمع رطناً عن الشرعية فقط.

درب الآلام في اليرموك/ رامي منصور

يبدو أن قطبي السياسة الفلسطينية، السلطة الفتحاوية وحماس، يعيشان في عالم آخر منفصل عن الواقع، أو هكذا يبدون من تصريحاتهم الصحافية في الأيام الأخيرة. لم نسمع تصريحات نارية عن مخيم اليرموك المحاصر. نسمع رطناً عن الشرعية فقط.

في الأيام الأخيرة هاجم ناطقون باسم حركة حماس تصريحات الرئيس الفلسطيني عن الشرعية واصفين إياه بمنتهي الشرعية والولاية وفق القانون الفلسطيني. محمود عباس هو الآخر لم يوفر الحركة في خطابه أمام القمة العربية في شرم الشيخ، وخلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، يوم الأربعاء،  عندما قال إن 'القادة العرب بحثوا خلال اجتماع القمة العربية مسائل عديدة، أهمها مسألة اليمن، وبطبيعة الحال أجمعت الأمة العربية على هذا الموضع ونحن مع الإجماع العربي، وطلبنا من العرب بما أنهم يحبون الشرعية أيضا عندنا اعتداء على الشرعية، لا نريد أكثر من أن يتأكدوا ويبحثوا ويقولوا كلمتهم لأننا منذ أكثر من 7 سنوات نعاني، نريد بما أنهم أجمعوا أن يتفقوا على شيء يقولونه للعالم ويقولونه لنا’.

يأتي تبادل التصريحات والحديث عن الشرعية فيما يدك مخيم اليرموك بنيران تنظيم داعش ويحاصر من النظام السوري. يبدو المخيم وكأنه جزيرة فلسطينية معزولة عن العالم. ٢٠ ألف لاجئ من أهل المخيم يسيرون في درب الآلام ونيران داعش والنصرة تلتهم ما تبقى من المخيم. 

أي حديث عن الشرعية وغزة لا زالت محاصرة تنتظر أموال إعادة الإعمار، وأي شرعية و”العاصمة السياسية” في رام الله تحت قبضة الاحتلال والخارج والداخل إليها بحاجة إلى تصريح. حتى الرئيس ذاته. أي شرعية فيما تعتقل قوات الاحتلال نائبة منتخبة في المجلس التشريعي من منزلها في “العاصمة” دون اعتراض أو احتجاج من قوات الأمن الفلسطينية.

يبدو أنها ليست الصدفة بل القدر هو الذي قضى بأن تٌحاصَر مجموعة من شباب مخيم اليرموك تطلق على نفسها تنظيم “أكناف بيت المقدس” وتقاتل داعش بالتزامن مع مسيرة درب الآلام في بيت المقدس  اليوم.

إذا كان اليوم هو “الجمعة الحزينة” فلتكن أيام الفلسطيني المقبلة أيام سبت وأحد واثنين حرية اليرموك. فالشرعية الحالية التي تحاصر اليرموك هي شرعية - شريعة الغاب.

التعليقات