06/06/2015 - 12:25

حكمة الرجوب وحملة الجهلاء والمغرضين../ تميم معمر*

المتابع بدقة وبشيء من الذكاء والحكمة لما حدث يقول إن ما تحقق في الكونغرس الأخير للفيفا يعد محطة تاريخية ومهمة للرياضة الفلسطينية بعد استحواذها على اهتمام العالم بأكمله.

حكمة الرجوب وحملة الجهلاء والمغرضين../ تميم معمر*


من البديهي أن القرار المسؤول الذي اتخذه اللواء جبريل الرجوب لا يميل للمزاج الشعبي العام – هذا مسلّم به – لكن دعونا نفكر بعقلانية وحكمة فيما جرى في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفي السلوك الهجومي ضد الرجوب من بعض الجاهلين والمستغلين المغرضين بهدف إثارة الرأي العام عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ضد اللواء الرجوب، رغم نفيه القاطع لكل ما صدر ضده من اتهامات، وكذلك ما سبق ذلك من بيان حكيم لاتحاد كرة القدم الأردني الذي دعا فيه إلى طيّ نهائي لصفحة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما رافقها من جدل ساخن ومشتعل.

وعليه يتوجب القول إن المتابع بدقة وبشيء من الذكاء والحكمة لما حدث يقول إن ما تحقق في الكونغرس الأخير للفيفا يعد محطة تاريخية ومهمة للرياضة الفلسطينية بعد استحواذها على اهتمام العالم بأكمله.

وبالتالي حينما واجه الرجوب خيارات وعناصر لها تأثيرها على الكل الفلسطيني، والرياضة الفلسطينية، ظهرت رؤية الرجوب العميقة وحكمته لتغيير مشروع تجميد عضوية إسرائيل، خاصة أن من بينها إجماع الاتحادات في الفيفا بعدم قبول مشروع القرار، ولأنه من الطبيعي لم يكن بالإمكان الحصول على 157 صوتا لتمرير القرار، وأن سقوط المشروع الفلسطيني في هذه القضية كان سيكون بمثابة تبرئة لاستمرار إسرائيل وممارساتها العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني.

وعليه فإن هذا القرار المسؤول للواء الرجوب هو قرار حكيم وشجاع تحمّل مسؤوليته رغم إدراكه بأنه سيكون عدم تقبّل شعبي للموضوع، ولو بشكل مبدئي، لكن الذي لا يجب أن يغيب عن ذهننا ووعينا بأن هذا القرار الحكيم من شأنه وضع الاحتلال في مآزق عدّة أمام المجتمع الدولي.

أمّا بخصوص ترشيح الأمير علي بن الحسين لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن هذا الأمر يتعلق بكل العرب وما تعنيه العروبة من وفاء وإخلاص. لكن نقولها صراحة إننا – وهذا ليس سراً - بل رأيناه بوضوح تام أن معظم الدول الخليجية اتخذت موقفا مناهضا للأمير علي، وعلى رؤوس الأشهاد.

وأطلق رؤساء عدد من الاتحادات الخليجية وفي وقت مبكر، تصريحات معارضة لترشح الأمير علي. وفي زيورخ، صدر عن بعضهم كلام استفزازي ، بل وساندت بعض من هذه الدول حملة جوزيف بلاتر بالمال والدبلوماسية.

بينما لم نجد أحدا من كتابنا ومعلقينا، وجمهور " التواصل الاجتماعي" العريض، يجرؤ على توجيه نقد علني لهذا السلوك،  ولو بنصف ما تم من نقد وهجوم دون حق على اللواء جبريل الرجوب.

لكننا نعرف أننا الطرف الضعيف في المعادلة، في حين نجد بيننا كثيرا من الجهلاء والمغرضين الذين انتهزوا الفرصة للهجوم والمزايدة على اللواء جبريل الرجوب الذي شهدت الحركة الرياضية في عصره تطوراً غير مسبوق.

التعليقات