14/08/2015 - 21:55

في استنهاض القوى؛ من أين تأتي العزيمة؟ / د.باسل غطاس

لا بد أن نرى في أنفسنا لاعبًا مهمًا على الساحة الفلسطينية في قراءة دور السلطة الفلسطينية، وإعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الواجهة...

في استنهاض القوى؛ من أين تأتي العزيمة؟ / د.باسل غطاس

د. باسل غطاس

نعيش في الأيام والأسابيع الأخيرة لحظات هامة، قد تكون مصيرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتطوّرات المُحتملة في ظل حكومة اليمين العنصري الاستيطاني برئاسة بنيامين نتنياهو، التطوّرات الأخيرة تقود إلى احتدام متراكم محليًا ودوليًا، سيؤدي بالضرورة لتغيّرات جوهرية في الوضع القائم. بمعنى آخر، فإنّ المرحلة التي نجح فيها نتانياهو بتطبيق استراتيجيته لإدارة الصراع، بمساعدة السلطة الفلسطينية، يجب أن يقال!-  تقترب من نهايتها. 

الجرائم التي ارتكبت من قبل المستوطنين وقوّات الاحتلال، وكانت ذروتها حرق عائلة الدوابشة من جهة، واستشهاد عدد من الشباب الفلسطيني برصاص قوات الاحتلال من جهة أخرى، أدت إلى زيادة كبيرة في الغضب الشعبي الفلسطيني، والاستعداد للتصدي ومواجهة الاحتلال شعبيًا، وفي حالات عديدة قامت قوات الأمن الفلسطينية بقمع الشباب الغاضب، أو على الأقل لجمه. هناك تعاظم في الشعور بأن السلطة ومن خلال استمرار التنسيق الأمني، تشكل صمّام الأمان لحكومة نتنياهو، وهذا ما تكشف عنه دوائر إسرائيلية عديدة. 

الأجواء حبلى بتطورات جديدة، فإضراب الأسير محمد علان عن الطعام واحتمال استشهاده نتيجة الإضراب، أو نتيجة محاولة إطعامه قسريا، سيؤدي إلى ارتفاع إضافي في درجة الغليان الشعبي، إضافة إلى ما حدث من شبه انتفاضة للأسرى الفلسطينيين في سجني نفحة ورامون. 

السؤال سيكون، إلى متى سيستطيع أبو مازن والسلطة التحكم برد فعل الشارع، ومنع انتفاضة شعبية ضد الاحتلال والاستيطان؟؟ يبدو أن السلطة الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح أيضا، تدخل سريعًا في مأزق لا بد وسيؤدي إلى صراع داخلي، فإمًا التوجه إلى خيار المقاومة والعودة لمشروع التحرر الوطني، وهذا يعني بالضرورة إنهاء حالة الانقسام وتفعيل اتفاقية القاهرة وفي مقدّمتها تشكيل القيادة الفلسطينية الموحدة، وإما التحوّل نهائيا إلى أداة حكم تخدم الاحتلال والداعمين الأجانب. 

إدراكنا لدقة الظروف التي تمر بها المنطقة، تجعلنا نحن القوى السياسية والاجتماعية، والحراكات الشبابية لدى عرب الداخل، في وضع يفرض ضرورة التصعيد في نضالنا، واستخدام كافّة أسلحتنا ضد المؤسسة الإسرائيلية، وإحراجها محليًا ودوليًا، وكشف القناع عن الوجه العنصري الاستيطاني لإسرائيل، وضرورة فرض العقوبات والمقاطعة الدولية عليها لإجبارها للانصياع للإرادة وللقرارات الدولية. 

لا بد أن نرى في أنفسنا لاعبًا مهمًا على الساحة الفلسطينية في قراءة دور السلطة الفلسطينية، وإعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الواجهة، كي تلعب دورها الوطني التحرري في مواجهة إسرائيل، أو الانحلال وإخلاء الساحة للقوى الشعبية المستعدة للمقاومة والتضحية في سبيل الحرية والاستقلال، وليس للحفاظ على مصالح المنتفعين من الوضع القائم. 

 

التعليقات