26/11/2016 - 11:59

سوبر تانكر أم ثلاث غواصات

من يعمل على شراء غواصات تحمل رؤوسا نووية هو من يعمل جاهدا لحرق البلاد وما حولها، أما نحن، أهل البلاد الأصلانيين، فهم من يحافظون ويحمون أرضهم ووطنهم من اعتداءات الغزاة والمستوطنين والحربجيين.

سوبر تانكر أم ثلاث غواصات

تداخلت فضيحة بنيامين نتنياهو وغواصاته الأخيرة مع سلسلة حرائق طالت مناطق عديدة في البلاد، والتي لم تفرق بين حي وآخر ولا بين قرية وأخرى. وكما هو معروف لدى الجميع، فإن حرائق الكرمل التي اندلعت قبل ست سنوات ما زالت تقض مضجع المؤسسة لفشل الحكومة في مواجهتها والتي تسببت بمقتل أكثر من أربعين شخصا. وفي أعقابها، كان من المفترض حينها ان تشتري الحكومة طائرة 'سوبر تانكر' العملاقة لكي تستطيع إخماد الحرائق في حال نشبت مستقبلا في الأحراش والغابات، إلا أن نتنياهو فضل شراء ثلاث غواصات حاملة رؤوس نووية لاستعمالها في 'الضربة الثانية' في حال نشوب حرب محتملة، ولم يأبه أصلا لحرائق الكرمل لأنه يحلم بحريق أكبر. فبدلا من الاحتياط لحرائق محتملة، قام نتنياهو بالاحتياط لاحتمال نشوب حرب واشعال المنطقة والعالم.

جئت تطلب نارا أم جئت تشعل البيت نارا. على عكس المتوقع وبدلا من العمل دون هوادة لإخماد الحرائق، تقوم اْبواق المؤسسة بالتحريض الرخيص على فلسطينيي البلاد وكأنهم من أشعلوا أحراشهم، وهل يعقل أن يحرق أهل البلاد الأصليين وطنهم الذي لا وطن لهم سواه؟ وكيف تتجرأ المؤسسة وأبواقها على ذكر مثل هكذا اتهام سافر ورخيص؟.

وفيما نرى فيه الحرائق التي تلتهم الأشجار والبيوت دون تفرقة ونعتصر ألما، نواجه في الوقت ذاته حملة مسعورة من التحريض على فلسطينيي البلاد بشكل مبرمج ومدروس لإزاحة أصابع الاتهام عن المكان الصحيح ومحاولة التعتيم على تقصير رئيس الحكومة في مواجهة النيران من ناحية والتعتيم على قضية الغواصات الألمانية.

بات واضحا في كل مرة يتورط فيها نتنياهو وزمرته، يقومون بالتحريض على العرب كآلية لخفض الأصوات المهاجمة للحكومة ونهجها والإخفاقات الكثيرة التي يقومون بها. كما لم يعد خفيا أن المجتمع الإسرائيلي، أصبح أكثر تطرفا بتأثر من قياداته التي تبدع بتصوير الوضع على أنه حرب كونية ضد اليهود.

عند الانتخابات حرض 'كبيرهم' على العرب وكأنهم يهرولون إلى الصناديق لإسقاط حكم اليمين، وها هو يعود بعد مسرحية الحطات والعقل حينها لتلميع صورته، يعود ويحرض على العرب ليشفع له أمام المجتمع الاسرائيلي ليسامحوه على دوره المشبوه في صفقة الغواصات.

اقرأ/ي أيضًا | نشيد القبيلة: ما لم يفعله العرب في أحداث لم تقع

فمن يعمل على شراء غواصات تحمل رؤوسا نووية هو من يعمل جاهدا لحرق البلاد وما حولها، أما نحن، أهل البلاد الأصلانيين، فهم من يحافظون ويحمون أرضهم ووطنهم من اعتداءات الغزاة والمستوطنين والحربجيين.

* نائب رئيس بلدية سخنين

 

التعليقات