26/10/2017 - 20:59

نقاط ضوء في عتمة الليل العربي

هي نقاط ضوء في عتمة الليل العربي، ومواقف شجاعة فردية تشبه إلى حد بعيد البطولات الفردية التي ما انفك يسجلها شبان وفتيات فلسطين، فيما تسميها إسرائيل انتفاضة الأفراد، أو الإضرابات المنفردة التي خاضها بعض الأسرى عن الطعام وسجلوا خلالها ملاحم

نقاط ضوء في عتمة الليل العربي

هي نقاط ضوء في عتمة الليل العربي، ومواقف شجاعة فردية تشبه إلى حد بعيد البطولات الفردية التي ما انفك يسجلها شبان وفتيات فلسطين، فيما تسميها إسرائيل انتفاضة الأفراد، أو الإضرابات المنفردة التي خاضها بعض الأسرى عن الطعام وسجلوا خلالها ملاحم أسطورية في الصمود وانتصروا على الجوع والسجان.

نقاط الضوء التي نقصدها هنا، هي حالات التصدي الفردي، على غرار ما قام به رئيس البرلمان الكويتي، مرزوق الغانم، الذي أقدم على طرد المندوب الإسرائيلي من مؤتمر "الاتحاد الدولي البرلماني" الذي عقد في سانت بطرسبرغ ووصفه بالمحتل الغاصب وقاتل الأطفال، أو استقالة الأردنية ريما خلف من رئاسة "الإسكوا"، بعد أن سحبت الأمم المتحدة تقريرا يصف إسرائيل بالأبرتهايد ويوصى بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري اللذين توقف عملهما بعد سقوط نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.

وتبرز هذه الحالات إلى الواجهة في ظل ما يشهده العمل الفلسطيني والعربي من تصدع وانهيار، لتؤكد عمق الطاقة التي يمتلكها الفلسطيني والعربي الفرد الذي لم يفقد البوصلة، وظل ملتزما بقضايا شعبه وأمته، حتى بغض النظر عن النظام الذي ينتمي إليه، ونشير في هذا السياق إلى الضربة التي ينتظر أن يوجهها الأردني زيد بن رعد الحسين، بصفته مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من خلال إدراج أكثر من 150 شركة دولية وإسرائيلية في القائمة السوداء واتهامها بمخالفة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بسبب نشاطها في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.

الخطوة التي يجري الإعداد لها منذ بضعة أشهر، خرجت في الأسابيع الأخيرة إلى حيز النور، عندما تلقت 130 إسرائيلية و60 شركة دولية تعمل في اسرائيل رسائل تحذير غير عادية بهذا الخصوص، تحمل توقيع الحسين بصفته مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أسماء 25 شركة اسرائيلية معروفة بينها "دور ألون" و"أميسراغاز" و"أريسون هشكعوت" و"كافيه كافيه" و"سلكوم" و "إلكترا" و"أتش بي" و"هوت" و"تعسياه أفيريت" و"ماتريكس معرخوت" و"موتورولا" و"نيشر" و"بارتنر" و"باز" و"رامي ليفي" و"شيكون بينوي" و"شوبرسال" و"سونول".

وتنضم هذه الشركات إلى قائمة تتألف من 12 شركة، نشرتها في السابق القناة الإسرائيلية الثانية، والتي شملت "بنك هبوعليم" و"بنك ليئومي" و"بيزك" وبيرك بينليئومي" و"كوكاكولا" و"أفريكا يسرائيل" و"تيفاع" و"آي دي بي" و"إيجد" و"مكوروت" و"نطفيم" و"إلبيت معرخوت".

وتخشى إسرائيل من تداعيات هذا الإجراء على عمل الشركات الدولية في نطاقها، وقد حاولت خلال الأشهر الأخيرة ممارسة كافة أشكال الضغوطات عبر القصر الهاشمي ومن خلال الإدارة الأميركية لثني الأمير الأردني عن قراره المذكور إلا أنها اصطدمت بإصرار غير مسبوق.

مثل هذه الحالات الفردية لا يقتصر مفعولها على الضرر الاقتصادي الذي يمكن أن تسببه لإسرائيل إضافة إلى عزلها ومحاصرتها دوليا بل في أنها تعيد للإنسان الفلسطيني والعربي الثقة والأمل المفقودين أيضا، وتكشف القدرة الكامنة في الفرد العربي إذا ما كان مسلحا بالإيمان بعدالة قضيته.

بالمقابل ننظر بألم إلى مظاهر مثل تسامح المؤسسة الفلسطينية مع المخرج اللبناني المطبع زياد دويري والسماح بعرض "قضية 23" في ختام مهرجان رام الله "ايام فلسطينية"، لولا الضجة التي أقيمت حول الموضوع. ومن المؤلم أيضا أن نرى مواطن فلسطيني من عرب 48 يحتج ضد الشركة الكويتية للطيران التي ترفض أن تقل مسافرين إسرائيليين على متنها.

المواطن المذكور الذي يدعى نصير ياسين يعيش في أميركا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، ظهر في شريط فيديو وهو يلوح فخرا بجوازه الإسرائيلي مطالبا بشكل وقح بأن تعيد له الشركة، "الفايبر" و"الويز" بصفتها اكتشافات إسرائيلية، وهو وذلك عوضا عن أن يقوم بتحية الشركة على موقفها الملتزم تجاهه كفلسطيني وتجاه قضيته الوطنية.

ومن المؤلم أن يتم استخدامنا كأدوات "ناجعة" لإضعاف المقاطعة وكسر ظهرها، كما هو حال ما تسميه إسرائيل بـ"منتخب الأحلام" الذي يضم صبايا وشباب سذج، أثارت إحداهن العديد من ردود الفعل الساخرة لدى ظهورها على شاشة "مساواة"، عندما ظلت تردد أنا إسرائيلية وأعيش في إسرائيل ولا أتدخل بالسياسة حتى اعتقدنا أنها في تحقيق لـ "الشاباك".

.

.

التعليقات