19/10/2016 - 22:00

هرج ومرج في أعقاب تكريم "شاعر الترهات"

نشط الشاب السوري، يسر دولي، على منصات التواصل، العام الماضي، من خلال منشوراته النثرية التي تكتب بلغة غير متناسقة تكثر فيها التعابير المبتذلة على صفحته "حكي فاضي ليسر دولي".

هرج ومرج في أعقاب تكريم "شاعر الترهات"

يسر دولي (فيسبوك)

كرّم ملتقى 'كلمات' الذي خصصته وزارة السياحة في حكومة الأسد للشعر والفن والثقافة، في 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الشاب يسر دولي بصفته 'شاعرا كبيرا'، ما أثار حالة من الهرج والمرج على شبكات التواصل الاجتماعي.

ونشط الشاب السوري، يسر دولي، على منصات التواصل، العام الماضي، من خلال منشوراته النثرية التي تكتب بلغة غير متناسقة تكثر فيها التعابير المبتذلة على صفحته 'حكي فاضي ليسر دولي'، كتب ولا يزال يكتب فيها منشورات عن الوطن والحبّ والجمال والصداقة باللهجة العامية، وصفها معجبوه بـ'الأشعار' ومنتقدوه بالـ'ترهات'.

'وين صافن؟ بمين عم تفكّر ولاه؟ عم لاقي شي طريقة ضم فيها عيونك.. شاطر بالحكي.. بس مو معي هالقصص.. شاطرة بالكبرياء.. لأنك بتعرفي حالك كل القصص.. احكيلي شي قصة منن.. بعشق ربك.. خلصت القصة”، هي إحدى 'أشعار' يسر دولي الكبيرة. حازت هذه الكلمات على 2800 إعجاب و28 مشاركة.

وألقى 'الشاعر الكبير' قصيدته 'مايا' في الملتقى بفندق “الداما روز” وسط دمشق، وجاء في مطلعها: “مايا بنت من لهب، نار نور من ضو، مايا بلحظة بتروقك، وبلحظة بتلعن ديبك بالشوق”، وسط تصفيق حار من 'المعجبين'.

وقالت وكالة 'سانا' السورية الرسمية للأنباء، خلال لقاء صحافي مع دولي: إنه 'حالة شعرية أثبتت خصوصيتها بين جمهور الشباب'، ووصفت أسلوبه 'الشعري' بـ 'السهل الممتنع'، مضيفة أن يسر يقوم 'بتوليفة أدبية' من خلال شعره إذ يضمّنه 'مختلف أشكال الزجل والقصة والخاطرة' ليكون بذلك قريب من الشباب، أيّ أنه شخص متعدد المواهب ويتقن معظم الفنون الأدبية. وأضافت أنه 'حجز لنفسه مكان بين الشعراء الجدد» لكونه نجح في «كسر النمطية الشعرية بإحساسه المرهف'.

واستفز تكريم دولي حتى الإعلام الموالي، فانتقدت 'الأخبار اللبنانية' المستوى الثقافي الذي وصلت له سوريا: 'من المنطقي أن يصبح يسر دولي موديل متثاقف برتبة شاعر يكتب المشاعر كما يدّعي على صفحته الفايسبوكية، حيث يروّج لقصص هندية، عن ذكرياته مع طفولته، ومعاركه الشرسة في وجه الحياة، وإرهاصاته التي ولّدت هذا الجبل الشامخ من الخواء! لكنه يحوز على آلاف الإعجابات الافتراضية، ويحاصر بمئات المعجبات اللواتي يسعين نحو 'قصائد' تشبه كل شيء إلا الشعر، حتى ما يكتب على باصات 'السكانيا' أكثر بلاغة وأعمق أثر، وأقل ابتذال مما يقصفنا به دولي'.

ولم تسكن السخرية على مواقع التواصل منذ إعلان التكريم، والتي استهدفت بالإضافة لدولي، وزارة السياحة والوزير بشر يازجي، فيما فضّل قسم من المنتقدين إعادة نشر 'معلقات شاعر الأسيتون»' (تسمية أطلقها عليه البعض للسخرية من 'قصيدة' كان قد كتبها سابقا)، على صفحة في موقع 'فيسبوك' بعنوان 'يسر دولي ستايل' كنوعٍ من النقد والسخرية.

وساهمت الانتقادات في انتشار 'شعر' دولي على نطاق أوسع مما كان عليه. وبلغت السخرية ذروتها حين تساءل أحدهم: 'مين أي مزبلة طالع هالديك؟'.

اقرأ/ي أيضًا| باصات التهجير الخضراء... لا فناء لثائر!

ورسم فنان الكاريكاتور السوري، مرهف يوسف، كاريكاتورا ساخرا من حال الشعر، كتب فوقه: 'في رثاء الشعر المقفى.. إنه عصر شعر الفيس تو فيس'.

 

التعليقات