13/12/2016 - 17:14

أشبه بيوم القيامة... #حلب_تباد وإعدامات بالجملة

انشغل مستخدمو الشبكات الاجتماعية في العالم العربي، بالمعارك الدائرة في حلب، وأطلقوا وسوم عدة للتعبير عن تضامنهم مع من تبقى من أهالي حلب وغضبهم تجاه الإبادة الجماعية التي ينفذها نظام الأسد وحلفاؤه تجاه المدنيين المحاصرين، مثل وسم #حلب_تباد

أشبه بيوم القيامة... #حلب_تباد وإعدامات بالجملة

اتهمت الأمم المتحدة الجيش السوري بقتل 82 مدنيا على الأقل، أمس الإثنين، ونقلت مصادر محلية عن شهود عيان قولهم إن فظائع ترتكب بشرقي حلب من قبل قوات النظام، وإنه تم إحراق 4 نساء و9 أطفال على قيد الحياة، في حين قتل 67 رجلا رميا بالرصاص. وتحدثت تقارير أخرى، بعد سيطرة قوات النظام على نحو 95 في المئة من حلب، عن ارتكاب إعدامات ميدانية.

وانشغل مستخدمو الشبكات الاجتماعية في العالم العربي، بالمعارك الدائرة في حلب، وأطلقوا عدة وسوم (هاشتاغ) للتعبير عن تضامنهم مع من تبقى من أهالي حلب وغضبهم تجاه الإبادة الجماعية التي ينفذها نظام الأسد وحلفاؤه تجاه المدنيين المحاصرين، مثل وسم #حلب_تباد الذي استغاث عبره السوريين بالعالم من بطش النظام السوري الذي يقوم بإعدامات ميدانية.

وعبر مازن غريبة عن عجزه أمام المجازر التي ترتكب في بلاده بقوله: 'أنا عاجز وتافه وما بقدر أعمل أي شي... الحقد والغضب والكره والثأر والذنب والعجز وعدم الجدوى والوحدة والحزن والإنكار والانكسار والخسارة واليأس والكره...

كلشي عم نعملو ما بيعمل ولاشي... كلشي عم نفكر فيه حقو فرنك... نحنا حقنا فرنك (...) وهالعالم عم تموت ببلاش'.

وعلق الصحافي المصري أحمد ندا، على إبادة الأسد للمدنيين المحاصرين في حلب، بقوله إن 'بشار الأسد على العنف من اللحظة الأولى، العنف المفرط بلا شبهة تنازل. واستمرار جريمة الحرب اللي بيمارسها في حلب دلوقتي بمنتهى السفالة والانحطاط والبشاعة غير المسبوقة تأكيد على اختياره للنهاية... للإبادة.

#حلب_تباد'.

أما المخرج جمال داوود، فكتب على حسابه الشخصي في موقع 'فيسبوك': 'بتعرف الزلمة يلي بيحمل كم جرزة بقدونس وكزبرة ويوقف براس حارتكم يبيع بيعز البرد؟

بتعرف الزلمة يلي بيقعد عند السمان بحارتكم يحكي قصص الحارة عطال بطال كأنه ماعنده بيت يآويه؟

بتعرف الزلمة يلي يجر عرباية عليها لعب أطفال وزمامير؟ ومبيد حشري ولمبات وبودرة وقصاصة أظافر؟

بتعرف الموظف الفقير يلي إيمت ما سألته كيف أحوالك بيقلك مستورة وهي فاتورته بالدين عند جيرانه ما فتح ورزق؟

بتعرف شخص عديم الحيلة ما بيعرف يتصرف بالأزمات والمصايب؟

بتعرف الزلمة بياع مرقة الفول؟ يلي مو مخابرات؟

بتعرف الأرملة الخياطة يلي مات زوجها وعم تشتغل من بيتها لتستر ولادها؟

بتعرف الأب يلي ما خلف غير بنات ويخاف على بناته من الغربة والسفر وحب يحافظ عليهن؟

بتعرف العيلة يلي ضحت ليطلعوا الولاد لبرا، ورضيوا يبقوا ببيت العيلة أب وأم ختايرية؟

أو الختايرة يلي ما ضللن حدا يسأل عنن؟

بتعرف الموظف المتقاعد يلي معاش تقاعده يا دوب يكفيه حق دخان؟

تعرف المريض يلي معه مرض عضال ما يخليه يمشي أو يسافر مسافات طويلة؟

بتعرف جاركم الدقة قديمة يلي عرض عليه ألف حدا يبيع بيته ورفض بسبب حبه لبيته ومكانه وتعلقه فيه؟

بتعرف العيلة يلي معها تدفع لولدين تهريب برا حلب وعم تستنى ليصير معها فوقهن ليطلعوا الكل؟

بتعرف قليل الحيلة يلي قلك أنا متل السمك بالمي متى ما طلعت برا حلب بغرق؟

هدول يلي انتصرتوا عليهن!

لكن لما نقلك آلاف المدنيين محاصرين مين بتفكر'؟

وأضاف في منشور آخر: 'عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في بقعة صغيرة لا تتجاوز الـ2 كم

وهم جميعا سوريين وهم جميعا أصحاب بيوتهم وأراضيهم ودكاكينهم وبقعة الأرض التي تدعى وطن

النزوح من حلب منذ البداية كان يكلف مبالغا كبيرة

وحدود تركيا مغلقة منذ أكثر من سنة ونصف

والحدود الجنوبية والغربية مغلقة بسبب حصار النظام

يعني أنها مجزرة للفقراء ضمن بيوتهم

قبل أن تكون مجزرة للذين يرفضون نظام الأسد

تذكر هذا إن كنت تحتفل وأنت سوري فقير

أو غني

تحت سقف دكانك أو منزلك 'الآمن' في سوريا

لقد دفنتوهم تحت سقف منازلهم

هذا هو نصركم

#حلب #حلب_تباد'.

وشارك المصور الصحافي أمين الحلبي، رسالته الأخيرة على صفحته في 'فيسبوك' أثناء انتظاره 'الموت' قائلا: '#رسالتي_الأخيرة

أنا بانتظار الموت أو الأسر من قبل نظام الأسد ولكن يشرفني أن أموت منتصرا على تراب أرضي خيرا من أن يأسروني أو أن أكون من صفوف ميليشياتهم التي لا دين لها.

سامحوني وادعوا لي بالمغفرة واذكروني بالخير

لعله آخر منشور أقوم بنشره بسبب تقدم قوات النظام علينا

حق ما يحصل في حلب الآن شبيه بيوم القيامة

#حلب_المحاصرة'.

وفي منشور آخر قال: 'إلى كل من يريد الاطمئنان علينا...  من تبقى في أحياء حلب المحاصرة على قيد الحياة هو بسبب عدم وصول قوات الأسد والمليشيات الإيرانية إلينا وصمود الثوار في وجههم بالرغم من القصف العنيف علينا.

أحدثكم من داخل الأقبية، لا يمكننا الخروج منها بسبب القصف العنيف نريد منكم إيقاف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب المحاصر الذي طالب بحريته...

إيران تريد احتلال أرضنا ونحن أقسمنا ألا نسلم أرضنا إلى محتل. إما منتصرين أو مدفونين في ثراها.

#حلب_المحصارة'.

 

ونشر الصحافي الفلسطيني، فراس خطيب، دليل نصائح لليساريين بعد 'انتصار حلب'، افتتحه باعتذاره عن طول النصائح فـ 'القضية ملحة'، نحن كلنا من آجل اليساريين...

وتساءل فراس في منشوره: 'عزيزي اليساري، قلي، كيف تبدو اليسارية من على متن طائرة السوخوي؟ أنا متأكد أنها أجمل بكثير من أن تكون يساريا على الأرض، فهموم الشعوب مملة وبائدة. كن الى جانب الطيار الذي لا يختلط بنكد الناس ويرى الناس أهدافا عبر شاشة.

إياك أن تجعل الضمير اليساري يؤنبك، على العكس، للحرب ثمن يدفعه المدنيون في كل مكان، فلينزحوا أو يموتوا أو ينفجروا المهم يجب تحرير البلاد من الإرهاب والتكفيريين.

قل إنك لا تؤيد النظام، قل إنك ضد الإمبريالية التي تدعم التكفيريين.

عزيزي اليساري، عليك أن تحفظ جملة تقول إن الانتصار في حلب يعني انتصارا لفلسطين. هذه جملة نارية عليك التركيز عليها. ولكن إذا سألوك عن التنسيق الأمني الإسرائيلي الروسي وسماح الروس لقصف المطارات السورية وأسلحة المقاومة، قلهم هذا تكتيك وغير الموضوع مباشرة وإياك أن تذكر تركيا فأنتم اليوم حلفاء. لا تشتم أردوغان، اتركه الآن.

إياك قبول مقارنة حلب بغزة أو غروزني، عليك أن تكون مثقفا، أذكر ستالينغراد وتحرير برلين. هكذا تبدو مثقفا أكثر. فلا أحد يعرف ان تحرير برلين تم على يد القوى التي تدعي أنت معارضتها.

عزيزي اليساري، إن اليسارية أجمل حين تكون مع الأنظمة والمؤسسات والرؤساء...اليسارية من فوق أجمل. من الأجمل أن تكون مع الشرطي الذي يمنع اللاجئين من دخول الحدود. فاليسارية مع بوتين أجمل من نكد الامهات الباحثات عن حليب في مخيمات اللجوء... هل هناك ما هو أجمل من أن تسهر ليلة كاملة تتغزل ببوتين وهو يباطح التماسيح... فاليسار الذي مع المدنيين ممل جدا: دمار وتهجير ونكد... كن مع الجيش وسلاح الجو والجنود... هاشتاغ: لعيونك يا فلسطين!

عزيزي اليساري، لا تلم نفسك كثيرا، حين يشكك أحد بيساريتك اتهمه بالمقابل بأنه يؤيد التكفيريين والدواعش، ويؤيد السعوديين ويقبض ثمن مواقفه. عندها لن يسألك أحد كيف تؤيد رؤساء مثل بوتين (أبو علي) الذي يملك ملياري دولار في حسابات بنكية سرية رأسمالية. قلهم بوتين يضع حدا لأمريكا وهذا المهم ولا شأن لي بماله. مال شعبه وهو حر فيه!

عزيزي اليساري، اياك ان تدخل في متاهات النقاش، كيف هتفت في جادة روتشيلد من أجل العدالة الاجتماعية لكل المجتمع الإسرائيلي وتنكر مأساة المدنيين في حلب. لا تقبل مقارنة اللاجئين الفلسطينيين بالسوريين. نحن الفلسطينيين نختلف. تهجير أهالي حلب هي بداية عودة لاجئين فلسطينيين. عليهم ان يدفعوا الثمن!

حبيبي اليساري، سنظل نصدقك دائما إنك مع الشعوب كي يتحدوا. عندما تطالب بمحاسبة من قتل شبابنا سنصدقك، عندما تطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين سنصدقك، وعندما تخرج في تظاهرة تلوم فيها إسرائيل على استهداف المدنيين سنصدقك... نحن دائما نعيش من أجل تناقضاتك.

وأخيرا، يجب أن تفرج عن نفسك قليلا... قد تكون مدعوا إلى عرس الليلة، هناك سيغنون مجدك يا قلعة حلب انتظر جملة 'لعيونك يا أبو حافظ' لكن احذر كي لا يقع كأس العرق عن جبينك وأنت ترقص!

وعلى غراره، تساءل الكاتب والشاعر علي مواسي: 'كيف نستغرب ممن يحتفلون اليوم بما يسمونه 'تحرير حلب'؟ ولماذا نستغرب أصلا، وهم الذين صفقوا خلال كل السنوات الماضية للدبابات في مواجهة دوائر الأغاني والرقص في الشوارع والأزقة والمساجد، ولمحاصرة الناس وتجويعهم حتى اضطروا إلى أكل العشب والقطط، وللبراميل المتفجرة التي لم تبق حجرا على حجر، وللكيماوي الذي سُلمَ لـ 'قوى المؤامرة' بعد استخدامه ضد السوريين فقط لا غير، ولتهجير قرابة 12 مليون لاجئ إلى المنافي الداخلية والخارجية لأنه 'إما الأسد أو تنحرق البلد'، ولأساطيل السلطان بوتين العسكرية التي جاءت غازية في لعبة بسط نفوذ مع أمريكا على حسابنا، ولكتائب إيران تقتحم المدن باسم 'زينب' و'الحسين'.

هؤلاء الذين كانوا يشرفون طيلة كل السنوات الماضية على ذبح الإنسان السوري لأنه تجرأ وخرج على النظام عام 2011، ماذا نتوقع منهم؟ الذين راقبوا كيف أباد النظام وحلفاؤه مدنية الثورة في بداياتها ليسلموها لمن أتقنوا سرقتها وخدموهم هم وحدهم بهذه السرقة؟

أي قيم إنسانية وأخلاقية نتوقع أن يحمل هؤلاء كي لا يحتفلوا اليوم بـ 'تحرير حلب' على يد نيرون العصر؟ وهم الذين صفقوا للسيسي قبل ذلك، وفرحوا لانقلاب تركيا، وانتشوا بعودة السبسي، من مخلفات النظام البائد، في تونس، وكانوا مؤمنين إيمان الوثني بأن الحراك الثوري السوري المدني ليس سوى مجسمات صُنِعَت في قطر وغيرها ليشرعنوا إبادتها؟!

من آمن بالحرية طلبها كلها، كاملة غير مجتزأة، فلا يتذرع بالتكفيريين وغيرهم كي يمجد من هو أسوأ منهم وأعتى وأكثر طغيانا ودموية.

كفاكم نفاقا وتمثيلا، كفاكم لهوا بدم الشعب السوري.

ستلاحقكم روح حمزة الخطيب، ذلك الطفل الذي كتب على جدارٍ في درعا خلال آذار 2011: 'الشعب يريد إسقاط النظام' لأنه رأى طفلا مثله يفعل ذلك في مصر وتونس والبحرين وغيرها، وستلاحقكم معه مئات آلاف الأرواح تسألكم: بأي ذنبٍ قُتِلَت! وستلعنكم!

سنتهمكم يوما بأنكم من أجل 'الأسد' رضيتم أن يتآمر عالم كامل على طموح العرب بالحرية والاستقلال، وأنكم مجدتم الجزمات العسكرية'.

وقالت مديرة مركز 'مدار'، هنيدة غانم: 'لم نسكت على تدمير حلب فقط، بل نكلنا فيها وفي جثث أطفالها المحروقة... وبصقنا على حق الشعب السوري وكل شعب عربي في أن يطالب بالحرية والكرامة... المثقف الذي ملأ العالم عواء وهو يطالب العرب بأن يثوروا على الظلم... كان اول من يقف ضد الثورات ويتهمها بالعمالة وبالتبعية...

اليساري الذي لم يترك رئيسا أو نظاما عربيا إلا ولعنه... انكشف في حلب شبيح صغير يهلل لانتصارات الأسد ...أنا كفرت باليسار بسببكم!!

من يقف مع نظام الأسد في المحرقة التي يقوم بها ضد شعبه، لا يملك أي حق أخلاقي في معارضة إسرائيل في أي شيء تقوم به ضد الفلسطينيينن ولا ضد غيرهم... الأخلاق لا توزع حسب المزاج'!

وكتب أديب دوحا: 'في الوقت الذي يقوم فيه كل العالم بمحاربة داعش بالموصل والرقة، تدمر وتحرق وتباد حلب بالطيران الروسي وجيش نظام الأسد ومرتزقتة بمشاركة إيرانية وميلشيات عراقية وحزب الله. ولم تطلق هذه القوة رصاصة واحدة على مقاتلي داعش، بل ودخل داعش تدمر بسهولة كما دخلها سابقا.

افرحوا على الدمار، افرحوا على إبادة الشعب السوري، افرحوا على 500 ألف قتيل وملايين النازحين وملاين المهجرين.

يبدو أن كل هذا رخيص أمام جلوس الابن على كرسي أبيه. ما الغريب على أحزاب وتنظيمات نشأت وتمولت على أيدي أنظمه طاغية عاشت على سحق وإذلال شعوبها. ما الغريب عليهم وهم يتحسرون حتى اليوم على أيام ستالين وبريجنيف، وكانوا يرحبون بإرهابي ومجرمي الخمير الحمر ويفتخرون اليوم بنظام ورئيس كوريا الشمالية'.

وقال المحامي فؤاد سلطاني، إن 'كل من شارك بقتل الأبرياء في حلب، ومن أي طرف كان ومهما كانت تبريراته أو دوافعه ونواياه، فهو سفاح ومجرم حرب

المجد كل المجد للشهداء.'

أما الكاتب علاء حليل، فعبر عن موقفه 'بخصوص سورية' في منشور على حسابه الخاص، قائلا إنه 'موقفي من أول لحظة ولهاي اللحظة واضح: مع الشعب ضد النظام، زي أي دولة عربية انتفضت. من وقتها لليوم تغيرت وتبدلت كتير شغلات، الثورة انخطفت والقوى الدولية والإسلامية الإقليميّة سيطرت على الساحة، مع تفاوتات في القوة والممارسات على الأرض. بقدر أناقش شخص بطرح أفكاره عن الواقع المركّب، وحتى بقدر أتفهم وأعيش مع إنسان بحكي إنه بقاء النظام لفترة انتقالية ضروري للتخلص من الوضع الحالي وإنو الهدف الأول القضاء على الإرهاب. ماشي، مطروح للنقاش. هاي قراءات سياسية نابعة من قناعات وتوجهات واختلافات في الحياة. لكن ما بقدر أتقبل حدا برقص بالفيسبوك إنّه شبيح وبحكي بحقد وكراهية غير محدودين، كإنه تدمير حلب عن بكرة أبيها شيء ثانوي قدام الانتصار على ميلشيا ما، أو تسجيل نقاط تكتيكية في التوسعات الروسية بالمنطقة.

لما اندلعت الثورة السورية وكانت بأولها، رحت على مخبز لعربي (يساري!) من عكا عشان أشتري خبز، وكان يحكي لصاحبه إنو الأسد لازم يطلع على المتظاهرين بالدبابات، لإنهن حلفاء الأمبريالية... والحكي وقتها كان على التظاهرات السلمية!!

يومها كان آخر يوم بفوت على مخبزه...

من كم يوم وأنا أتابع الفيسبوك والنقاشات حول حلب، بحاول أفهم وجهات نظر البعض وأقبل الاختلافات في التقييمات اللي بتيجي من أفكار/ معتقدات/ قراءات مختلفة للواقع، وهاد شرعي طبعا، بس عم بنتق وببوّل -بيني وبين حالي- على كل الشبيحة المتعطشين للدماء والهائمين بأبو علي بوتين والبودل تبعه... وعم بعمل أنفريند لأكثرهم حقارة وهمجية. صرت عامل شي 20 أنفريند من كم يوم، ولسا بتحسهن كتار... يمكن مش بالعدد، بس كل ما تصطدم بواحد أو وحدة منهن بتحس إنو العالم كله صار صفر قدام هاي البشاعة والكراهية.

ومؤخرا في ظاهرة الرقص على الدماء في الأعراس. على أغنية 'مجدك يا قلعة حلب'، بنعفوا الشبيحة حالهن، سكرانين، ريحتهن دم وعرق، وبصيروا يتشخلعوا كإنهن جنود روسيين سكرانين. بجَعروا هني والمطرب الحقير: 'بوجودك يا بو حافظ...' بوجودو أيش بالزبط؟ رافعين راسكو بجبان مدعوم؟.. عم بعوضكو عن بطولاتكو المفقودة في حياتكو؟!

وأنا بحكي خصوصا على الفلسطينيين، شعب الله المنكوب...

من وين بتطلعوا يا ولاد الكلب؟!

#نحن_نُباد'.

وقال زكريا محارب في منشور أرفقه بصورة معدلة للأسد وبوتين فوق أنقاض حلب: 'يستطيع بشار الأسد أن يرقص فوق ركام حلب ويدخل بجيشه وميليشيات حلفائه الأصوليين المدينة، وينتقم من قلعتها، ويدمر قبر المتنبي، معلنا انتصارا فوق خراب المدينة الأجمل وبقاياها.

كما تستطيع الدول العربية والإقليمية التي استباحت الانتفاضة الشعبية السورية بالمال والنفط والغاز والسلاح غير المجدي، أن تطرب، حتى وهي ترى اتباعها يُهزمون، لأنها نجحت في وأد فكرة الحرية وكرامة الانسان التي جعلت مئات آلاف السوريين يحتلون الشوارع، بهتافهم وموتهم الذي احتلّ السماء.

يستطيع بوتين أن يتباهى بأن تدخل طيرانه وخبرائه وآلة الدمار التي تملكها روسيا حوّل كل سورية إلى غروزني، وحقق أمنية الديكتاتور السوري الصغير الذي أعلن شعاره: 'الأسد أو ندمّر البلد'.

وتستطيع الدبلوماسية الأميركية أن تقدّم درسا للعالم في الخبث والضِعة والكلام الفارغ من المعنى، وهي تشاهد كيف أنجزت دمار سورية من دون التكلفة الباهظة التي دفعتها من أجل تدمير العراق.

لقد دمر المستبد السوري بلده بيديه، متكئا على حلف إقليمي دولي أسود، يعتقد أنه يستعيد فوق خراب سوريا امبراطورية روسية غاربة، أو حلم امبراطوري ايراني.

وتستطيع إسرائيل الليكودية العنصرية أن تنتشي، وهي تشهد كيف تدمر بلاد الشام على أيدي الطاغية.

وفي النهاية يستطيع الأصوليون أن يفاخروا بأن قمعهم للشعب السوري في المناطق التي استولوا عليها، لم يكن أقل وحشية من قمع النظام. وأنهم حين داسوا علم الثورة السورية، كانوا يدوسون على الحلم الديمقراطي، وبذا اكتسبوا تجربة دموية جديدة تؤهلهم للعب أدوار جديدة عند مشغليهم المباشرين وغير المباشرين.

كل القتلة والسفاحين اجتمعوا من أجل قتل سوريا، واذلال شعبها. فعندما تخطف رزان زيتونة وسميرة الخليل في دوما التي يحكمها «جيش الإسلام»، وعندما لا يرفع الأصوليون سوى شعار إذلال المرأة السورية، وحين لا يكون هم «داعش» سوى السبي والقتل والحرق، فإننا نكون أمام مشهد يعيد صوغ وحشية سجن تدمر، وإصرار شبيحة النظام على اجبار المعتقلين على تأليه الأسد، واحتفالية القتل والاغتصاب والاذلال، التي اتقنها الشبيحة، وهم يستبيحون سوريا، ويحولون ذكرى تيمور لنك إلى مشهد في الحاضر.

افرحوا أيها القتلة والسفاحون، ويحق لكم ذلك. فلقد كانت سوريا هي النقطة المفصلية التي أعلنت انهيار القيم الأخلاقية والانسانية، ودخول العالم بأسره وعلى رأسه الغرب الامريكي في نفق الوحشية والعنصرية.

لا نريد أن نلوم أحدا، الشعب السوري انفجر بثورة نبيلة شكلت نموذجا لإرادة شعب وصلابته وقدرته على التضحية في مواجهة الطغيان والاستبداد. كانت مظاهرات المدن والبلدات السوريا وشعاراتها الوطنية التي قمعت بالرصاص والقتل والتعذيب والاذلال، اعلانا صارخا بأن نداء الحق والحرية يستطيع أن يصنع لغته، رغم كل شيء.

لا نريد أن نلوم أحدا، بلى يجب أن نتوجه بالسؤال إلى من نصّب نفسه قيادة لم تستطع أن تقود، فانجرفت إلى أوهام التدخل الخارجي، وارتمى بعضها على الأقل، في أحضان زمن النفط والاستبداد العربي، بحيث أُكلت الثورة من خارجها، عبر المال والسلاح والفكر الاصولي الظلامي، ليجد الشعب السوري نفسه وحيدا في مواجهة آلات قتل عمياء.

بلى يجب أن نعيد النظر في ثقافتنا بشكل جذري، لا لأن المشكلة ثقافية فقط، فالمشكلة سياسية اقتصادية أولا، بل كي نعيد تشكيل النخب الثقافية والفكرية، التي عليها أن تحمل ارث هذا الدم السوري وتحوله إلى فعل تاريخي عبر الالتحام بالناس، والانخراط في آلامهم ومعاناتهم، كي نحوّل هذه المقتلة وهذا الألم العظيم، إلى تاريخ نرى من خلاله مستقبلا تصنعه الحرية.

بلى يجب ألا نغفر للقتلة والسفاحين، ويجب أن نحاكمهم أمام ضميرنا الوطني في كل لحظة، إلى أن يحين موعدهم مع العدالة.

بلى يجب ألا ننسى قوافل الذين قضوا تعذيبا وقتلا، مشاهد الأطفال تحت الأنقاض، ومعاناة ملايين اللاجئين، وأنين المدن التي اقتلعت فيها الحياة.

يستطيع القتلة أن يطربوا، فالفاشية تعم العالم، الرئيس الأمريكي الجديد يجسد الفظاظة والوحشية الرأسمالية وانتقام الرجل الأبيض، وهو يرى في الديكتاتور العربي الذي حطّم بلاده أفضل حليف كي يستمر انحطاط العرب وذلهم وخيبتهم. وهو في ذلك يلتقي بالقيصر الروسي وبالفاشي الصهيوني، الذين لا يرون في بلادنا سوى الخراب الذي تصنعه صحراء الدم.

السوريات والسوريون، الذين علمونا التضحية والكبرياء، يشهدون اليوم خراب هذا الزمن، لكنهم يعلمون أن انتصارات الاستبداد والفاشية والاصوليات العمياء ليست سوى وهم.

صحيح أن مشاهد الخراب أعمت العيون، وصحيح أيضا أن الحناجر قُطعت وجثث الأطفال شُوهت وكرامة الناس حجبها غبار القصف.

لكن ما لا يعرفه الطغاة هو أن من يلعب بالدمار سوف يصير ضحيته، وأن فرحهم اليوم بتدمير الأرض والشعب، هو لحظة مؤقتة لا تستطيع أن تدوم.

فالشعب الذي كسر جدران الخوف، ولبس الحرية، لن يعود إلى زمن الظلمات، مهما كانت قوة البطش.

الشعب الذي كسر تماثيل المستبد لن يرفعها من جديد، حتى ولو جاءت كل قوى الأرض من أجل رفعها.

الشعب الذي يهان اليوم في مخيمات اللجوء، وفي مدن سورية التي صارت كلها مستباحة، لن يرضى بالذلّ.

الطاغية يتوهم أنه انتصر، نعم لقد انتصر، لكنه سيحوّل انتصاره إلى وهم، وسيرى أن لا أحد يستطيع أن يلعب بالموت إلى ما لا نهاية.

انها لحظة للألم، لكنها ليست لحظة لليأس، انها بداية زمن ما بعد اليأس الذي يجب أن نصنعه بالصبر والاصرار على حلم الحرية.

وكتب عمار أبو قنديل: 'من غرفهم الهادئة ومن على باراتهم الفارهة ومن حول مدافئهم الدافئة وهم يحتسون النبيذ المعتق ويقضمون الكستناء الملتهبة يحتفل 'عرب إسرائيل' الانتصار التي حققته 'كابينة' السوخوي وقوات الولي سارق ثورة شعبه والقاضي على الاحزاب الشيوعية في بلده والجيش الذي هرول الى مدريد عام 91 وفرح 'لوديعة رابين' عام 94 والذي انتهكت إسرائيل سماءه تكرارا ومرارا على ثورة أجهضها سفاح واغتصبها رعاع من كل أصقاع الأرض وراح ضحيتها أبرياء صادقون واستمتع بها العرب التافهون.

يستحضرني ما قاله الأديب العراقي عبد الوهاب البياتي ' ثورات الفقراء يسرقها في كل الأزمان لصوص الثورات' والذي رد عليه المثل العربي وقال 'ثمن الكرامة والحرية فادح... ولكن ثمن السكوت عن الذل والاستعباد أفدح'!

فحتما ستنتصر ثورة الإنسان على الظلم والطغيان ذات يوم... القلب مع حلب الإنسان والوجدان'!

 

 

 

 

التعليقات