لماذا يحاكم سلمان العودة؟

نشر العودة كتابًا بعنوان "أسئلة الثورة" الذي دخل قائمة الحظر في السعهودية على الفور، خاصّةً بعد أن صرّح في وقت سابق لنشره أنّ "حكومات الخليج تقاتل الديمقراطية العربية، لأنها تخشى أن تأتي إلى هنا".

لماذا يحاكم سلمان العودة؟

الداعية سلمان العودة (فيسبوك)

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس، الثلاثاء، مقالًا قالت فيه إنّ السعودية تحاكم الداعية سلمان العودة وتسعى لإعدامه نتيجةً لما سمّته بـ"دوافع سياسية لرجل دين بارز انتقد الطريقة التي تحكم بها المملكة".

وأضافت الصحيفة أنّ العودة شخصية بارزة في مجال الدعوة الإسلامية، وأنّه بخلاف معظم رجال الدين في السعودية المعروفين "كأبواق للسلطة"، عُرِف بأنه غير مقرّب من الحكومة.

ويأتي نشر المقال في ظلّ محاكمة العودة أمس، بتهمة الوقوف على رأس "منظمة إرهابية"، إلى جانب 36 تهمةً أخرى، ضمن حملة القمع التي يقوم بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والتي كان أبرز أحداثها اعتقالات طالت العشرات من رجال الدين والأمراء ورجال الأعمال، ونشطاء وناشطات عديدات ضمن مجال حقوق الإنسان.

وقد كان العودة أحد الدعاة الذي عرف بقيادته لما سمّي بـ"الصحوة الإسلامية" التي انتقدت الحكومة السعودية لأسباب دينية، وكان أبرز انتقاداتها آنذاك لقرار السماح بدخول القوات الأميركية إلى الأراضي السعودية، أثناء حرب الخليج في تسعينات القرن الماضي.

وتقول الصحيفة إنّ نشاطه في "الصحوة الإسلامية"، "تسبب بسجنه لمدة خمس سنوات، لتتغير طروحات عديدة لديه بعد خروجه، فدعا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، إلى ضرورة إجراء انتخابات وفصل السلطات، وهي أفكار تخافها السلطات في السعودية كونها تهدد سيطرتها".

فقد نشر العودة كتابًا بعنوان "أسئلة الثورة" الذي دخل قائمة الحظر في السعهودية على الفور، خاصّةً بعد أن صرّح في وقت سابق لنشره أنّ "حكومات الخليج تقاتل الديمقراطية العربية، لأنها تخشى أن تأتي إلى هنا، انظروا الى ما فعلوه في مصر، حيث أرسلوا مليارات الدولارات بعد.. هذا مشروع خليجي وليس مشروعًا مصريًا".

وتقول "نيويورك تايمز" إنّ العودة تجنّب الخوض في السياسة بشكل علني، مكتفيًا بحسابه على "تويتر"، المتابَع من قبل 14 مليون شخص، والذي ينشر فيه تغريدات ومقاطع دعوية إسلامية، مع هذا نرى السلطات السعودية تحاكمه بتهم سياسية، معتبرًا أنه "فضاء المهمّشين".

وقال ابنه، عبد الله العودة، المقيم خارج السعودية، إنّ " الحكومة لديها مشكلة منذ فترة طويلة مع والده وخاصة في ظل التغييرات السياسية التي تشهدها المملكة، الذي توقف منذ فترة عن أي نشاط، ولكن يبدو أنهم الآن ينتقمون من كل مشاركاته ونشاطاته وصراحته".

وأضاف العودة أنّ "محاكمة والدي هي رسالة للسعوديين كي تبقى انتقاداتهم هادئة، كل شخص سوف ينتقد السلطات سوف يتم إسكاته"، وهو ما أعلنت عنه السلطات السعودية أمس فعلًا، بعد أن سنّت قانونًا يقضي بمحاكمة وسجن من يقوم بنشر محتوى ساخر ينتقد سياسات الحكومة السعودية.

ويرى موالو السلطة في السعودية، أنّ العودة داعية للثورة والانقلابات، لا للإسلام، وتصف الصحيفة رؤيتهم للعودة على أنه "ذئب يرتدي ملابس الغنم". بالمقابل، استنكر العديدون محاكمة العودة، ورأوا في محاكمته تحوّلًا للسلطات السعودية في تعاملها معه.

 

التعليقات