01/10/2018 - 20:00

السعداوي في بلاد العجائب: النخبة أصل "الهري"

عرضت المفكرة والكاتبة المصرية نوال السعداوي، إلى حملة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، ظهرت خلاله في إحدى الندوات الثقافية تتحدث باللغة الإنجليزية وتدعي أنها "شاهدت كلينتون في ميدان التحرير توزع دولارات.."

السعداوي في بلاد العجائب: النخبة أصل

نوال السعداوي (أرشيفية)

تعرضت الكاتبة المصرية نوال السعداوي، إلى حملة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، ظهرت خلاله في إحدى الندوات الثقافية تتحدث باللغة الإنجليزية وتدعي أنها "شاهدت بأعينها وزيرة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، هيلاري كلينتون، وهي تقوم بتوزيع دولارات على الشباب المصري المشارك في ثورة 25 يناير عام 2011، في ميدان التحرير".

وزعمت السعداوي خلال حديثها في ندوة ضمن فعاليات معرض غوتنبرغ للكتاب المقام في السويد: "رأيت بعيني هاتين هيلاري كلينتون في ميدان التحرير توزع دولارات على الشباب لانتخاب الإخوان المسلمين".

وتساءلت السعدواي انطلاقا من صدقية ادعاءها "لماذا؟ لماذا يهتم الأميركيون بانتخاب الإخوان المسلمين في مصر؟ السبب هو أن الشعب المصري لم يكن يريد الإخوان المسلمين... كان يكرههم... لكن هذه القوى الكبرى والمحلية تعاونت ونسقت لإيصالهم للحكم عبر ما سموه انتخابات نزيهة... لم تكن في الحقيقة نزيهة إطلاقًا".

وتابعت "قوى عظمى رأسمالية وإمبريالية واستعمارية وعنصرية، عملت على إجهاض الثورة التي كانت ستمتد لأقطار أخرى حال نجاحها".

وأثارت تصريحات السعداوي غضب ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، من ناحية، إذ اعتبروها تستخف بعقول المصريين وتتعمد الكذب في عصر التوثيق؛ وسخريتهم من ناحية أخرى، إذ كيف للكاتبة المتنورة أن تمرر معلومة مغلوطة كهذه في سياق حديثها في زمن الـ"نيو ميديا"، وخصوصًا أنها تتحدث عن شخصية معروفة، يسهل مراجعة مواقفها ورصدها في سياق عملها الرسمي العام.

وفي هذا السياق، قامت كاتبة الأطفال والناشرة، فلورا مجدلاوي، بمشاركة الفيديو معلّقة: "نوال السعداوي ومأساة المثقفين العرب عندما يتحدثون في المنابر الغربية. قد نتفق أو نختلف مع الأيدولوجية التي تعتنقها، لكننا لا يمكن إلا أن نسفّه اللامنطق والترهات التي تعرضها. ها هي تقول إن أحد عوامل إحباط الثورة في مصر هو التآمر الإمبريالي الأميركي، وإنها رأت بأم عينيها هيلاري كلينتون في ميدان التحرير توزع الدولارات على الشباب كي ينتخبوا الإخوان المسلمين".

وأضافت: "لا عجب أن الصحف السويدية أعطتها ما يليق بكلامها هذا الصباح. تصويري من ندوتها البارحة في معرض غوتنبرغ للكتاب المقام في السويد".

فيما قالت اللبنانية فاطمة التريكي على "فيسبوك": "نوال السعداوي طبيبة وسياسية وكاتبة. طالعة على التلفزيون السويدي تقول إنها شاهدت بعينيها هيلاري كلينتون في ميدان التحرير توزع دولارات على الشباب لينتخبوا الإخوان المسلمين...
هيلاري حاملة كيس دولارات وتوزع عالناس والدكتورة شافتها... دعكم من السياسة أنا السؤال اللي حيجنني: هذه كيف تخرجت من كلية الطب؟ كيف نجحت أساسًا في الحضانة".

وتابعت "في مشكلة يا جماعة في وظائف المخ نفسه... الأيسر داخل عالأيمن شايل الفصوص سايح التفكير عالانفعالات والمخيخ مش باين... نحن خطر على الكوكب والله".

فيما قال هادي العجلة: "قلت دومًا إن نوال السعداوي قد ‘خرفنت‘ وإن احترامنا لما قدمته للثقافة بإنتاجها الأدبي (الجدلي والغير مفهوم) يحتم علينا وقف مهزلة دعوتها للمنتديات والحوارات الدولية والعربية، فقد أثر عمرها على قدرتها على التركيز والحديث والتخبيص، فأصبحت أضحوكة بدلاً من أن تكون شخصية مؤثرة".

وختم بالقول: "نوال السعدواي شخصية جدلية ولكن لا يمكن أن نقبل أن تتحول لشخصية هزلية وترفيهية بأحاديثها ولقاءاتها".

وعلّق آخر على "تويتر" بأن "النخب هم أصل ‘الهري‘".

فيما انتقدت أخرى تصدير السعداوي لرواية كاذبة حول أحداث الثورة المصرية باللغة الإنجليزية لمتابعين سويديين غير مطلعين بالضرورة على الشـأن الداخلي المصري.

واعتبرت ناشطة أخرى على تويتر أن مستوى المثقفين يدعو إلى "فرمتة للمجتمع كله".

فيما رأى آخر أن أهم ما في حديث السعداوي هو أنه يكشفها "أمام المنخدعين من التيار المجني".

ونوال السعداوي من مواليد 1930 وهي طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص.

التعليقات