15/02/2021 - 13:22

تفاعل الشبكة مع وفاة الروائي مريد البرغوثي

أثارت وفاة الروائي الفلسطيني، مريد البرغوثي، أمس الأحد، مشاعر محبيه وجمهور القرّاء على منصات التواصل الاجتماعي، وكل واحد رثاه وعبّر عن فقدانه بطريقته الخاصّة، إما من خلال الاقتباس وإما من خلال التعبير عن حجم الفقدان.

تفاعل الشبكة مع وفاة الروائي مريد البرغوثي

الروائي الأديب والشاعر مريد البرغوثي

أثارت وفاة الروائي الفلسطيني، مريد البرغوثي، أمس الأحد، مشاعر محبيه وجمهور القرّاء على منصات التواصل الاجتماعي، وكل واحد رثاه وعبّر عن فقدانه بطريقته الخاصّة، إما من خلال الاقتباس وإما من خلال التعبير عن حجم الفقدان.

كتب الصحافي والكاتب، معن البياري، منشورًا على حسابه في "فيسبوك"، عقب وفاة مريد البرغوثي، وقال "قبل نحو أسبوعين، عرفتُ أن مريد البرغوثي في حال صحي مقلق، واستوضحت الأمر فقلقت أكثر. ومساء اليوم يأتي النبأ أنه انتقل إلى رحمة الله.. وهذه خسارة حقيقية، ذلك أن مريد شاعر كبير بحق، وصوت خاص، وناثر بديع، وكاتبٌ يستحق القراءة والمتابعة، ويحرز الإعجاب.. وإنسان دافئ".

وأكمل البياري: "لا أنسى لقاءاتنا العديدة، في الدوحة ودبي وعمّان وأبوظبي.. لا أنسى عزومة الغداء الخالدة (والضاحكة) معه (وأصدقاء) في منزل شقيقه في الدوحة قبل 25 عاما، لا أنسى جلسة غداء تالية مع جمهرة من الأصدقاء في منزل صديقنا محمود الريماوي في عمّان.. لا أنسى أحاديث أخرى لم تنقطع مع شاعر أحببتُ نصوصه منذ قرأت له إبّان كنت طالبا في جامعة اليرموك، مطالع الثمانينيات... رحمه الله".

واقتبست الشاعرة ناريمان كروم، الأديب الروائي مريد البرغوثي، من خلال منشور كتبته على "فيسبوك".

"كتب مُريد البرغوثي: ‘المكانُ هو الحُرِّيةُ‘. أنا أكبرُ من إسرائيلَ بأربعِ سنواتٍ، والمؤكَّدُ أنَّني سأموتُ قبلَ تحريرِ بلادِيَ من الاحتلالِ الإسرائيليّ. عمري الّذي عشتُ معظمَهُ في المنافي تركَني محمّلًا بغربةٍ لا شفاءَ منها، وذاكرةٍ لا يمكنُ أن يوقفَها شيء. عندما سُمِحَ لي بزيارة فلسطينَ بعدَ ثلاثين سنةٍ من العيشِ في أماكنِ الآخرينَ، لم أكُنْ بحاجةٍ لمعايشةِ أماكن الماضي، بل ماضِي الأماكنِ. مُريد البرغوثي".

وكتب الروائي سليم البيك، على حسابه في "فيسبوك"، يوم أمس الأحد، عقب وفاة البرغوثي، منشورًا قال فيه "مريد البرغوثي، سرديّتنا الفلسطينية مدينةٌ لك، شكرًا بحجم ما قدّمته".

وكتب المؤرخ والكاتب، ماهر الشريف، منشورا على حسابه في "فيسبوك": "لم يكن شاعرًا مرهف الإحساس، خلّف لنا 12 ديوانًا شعريًا، وكاتبًا ترك لنا سيرة روائية جميلة ‘رأيت رام الله‘ صدرت في طبعات وترجمات عدة، وحازت جائزة نجيب محفوظ للآداب، فحسب، وإنما كان، في الأساس، مثقفًا نقديًا حذر من انشغال الفلسطينيين عن صراعهم المصيري ضد الصهيونية ومشروعها بقضايا ثانوية، ورفض تجزئة الشعب الفلسطيني الواحد، واعتبر أن رواية الفلسطيني التاريخية لصراع على الأرض اندلع قبل أكثر من قرن من الزمن هي أحد أهم مكونات هويته الوطنية، فكتب: ‘لكن انزلاقات كامب ديفيد وأوسلو وحدها لا يمكن أن تبرر انزلاق المثقفين إلى اعتناق معنى عكسيّ للقضية برمتها وإلى غيبوبة واعية تبدد الجوهريّ وتموت فيها مفاهيم بأكملها. كيف يفسر لنا مثقفونا السعداء سكوتهم عن موت المعنى الفلسطيني وإسقاطه من عقولهم وكتاباتهم؟ هل يغتفر لمثقف أن يقبل إعادة تعريف نقطة البداية في صراعنا التاريخي الطويل فلا يبدأ تحليله السياسي إلا من نقطة الرابع من حزيران/ يونيو أو الخلاف بين ‘فتح‘ و‘حماس‘، أو حصار غزة، فيشتري من السياسي العابث مفردات مثل «هم بدأوا لا نحن» «لا بد أن ينصاعوا وإلّا» ثم ينقسم المثقفون على مقياس انقسام سياسييهم وبنفس درجة العمى عن مسارات تاريخية بأكملها، لأن الثقافة الراضية السعيدة كانت تمارس نعاسها الأبدي وتحصر الصراع في ربع ساعته الأخيرة؟ هل يعقل أن تصبح «المصالحة» التي يهندسها أمنيون في دول الجوار هي القضية الفلسطينية! وهل يغتفر للمثقف السعيد أن يقبل إعادة تعريف الشعب الفلسطيني بصفته سكان مناطق السلطة الفلسطينية فقط، فلا يقترب من قضايا شعبنا الباقي في أرضه منذ انفجار الصراع على الساحل الأول أو قضايا أبناء الشتات واللجوء والنزوح والمخيمات والمنابذ والمنافي؟ وهل يعقل أن يشتري المثقف تلويث المصطلح ويتبناه فيصدق أن عملية السلام سلام وأن البرلمان برلمان وأن الانتخابات انتخابات وأن الشرعية شرعية وأن المعارضة معارضة وأن الواقعية واقعية بينما الواقع يقول لنا إن الأسماء زاغت عن مسمياتها ونأى عن اسمه كل مسمّى؟‘ ("الثقافة الفلسطينية: إني اتهم"، "فلسطين" ملحق صحيفة السفير، حزيران 2010)، مريد البرغوثي وداعًا.... ستفتقدك الثقافة الفلسطينية النقدية أيها الأديب المبدع".

وشاركت الشابة ديمة محاميد، تعبيرها على حسابها في "فيسبوك"، وكتبت منشورًا عن وفاة مريد البرغوثي، وقالت: "‏رحم الله الروائيّ والأديب الكبير مريد البرغوثي. من أبلغ وأقسى عباراته التي كتبها واصفًا حاله في المنفى بعيدًا عن وطنه ‘نجحتُ في الحصول على شهادة تخرّجي ولكنّي لم أجد حائطًا أعلّقه عليها‘ عاش منفيًا في البلاد، لا يملك سوى الوفاء لوطن لم يعش فيه، وواحة من الحبّ والجمال والأدب. ‏قالت في وصف نبله وحبّه رفيقة رحلته رضوى عاشور: ‘غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال ثلاثين عامًا، أن يمضي الزمن وتمرّ السنوات وتتبدّل المشاهد وتبقى صورته كما قرّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى‘، ‏وقال هو يوم رثائها ‘حين ذهبتِ، حقلٌ من عباد الشمس تلفّت نحوكِ وتخلّى عن وجه الشمس؛ يا رضوى إنّي والقمر والنجمات نسير إليكِ الليلة‘".

وقالت الطالبة، بانة حاج يحيى، من خلال منشور لها كتبته على حسابها في "فيسبوك": "يرتبُ القدر دعوة لقاء بينه وبين حبيبته رضوى عاشور، فيُلبيها مُريد البرغوثي راحلًا عن الدنيا. هو يرحلُ، وضوضاء إرثِهِ تبقى ممتدة في الذاكرة الجماعية. مُريد البرغوثي في القلبِ، في الهويةِ، وفي حُلم التحرر. #مريد_البرغوثي رحمك الله".

وغرّدت الإعلامية، ديمة الخطيب، على حسابها في "تويتر" قائلة "رحيل الشاعر الفلسطيني والصديق الغالي مريد البرغوثي خسارة كبيرة إنسانيًا وأدبيًا وشعريًا وثقافيًا وفكريًا ووطنيًا.. حزني أعمق من أن أصفه مريد كان أول شخص بعد والدي يشجعني حين قال لي: أنت كاتبة فاكتبي رحم الله مريد وألهم ابنه تميم الصبر في هذه المحنة الكبرى لا كلام يسعفني".

وغرّد أحمد قميقم على "تويتر": "الشاعر الكبير والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي في ذمة الله، انتقل إلى حيث سبقته حبيبته التي تغنى بحبها كثيرا وكان أحزن الناس يوم فارقت دنيانا، عليهما سحائب الرحمة. لروحكَ السلام خال مريد، لروحكِ السلام خالة رضوى. #مريد_البرغوثي".

ويُذكر أن البرغوثي من مواليد دير غسّانة قرب رام الله في العام 1944، وهو زوج الروائية المصريّة الراحلة، رضوى عاشور، وابنهما هو الشاعر تميم البرغوثي.

وترك البرغوثي الضفّة الغربية للدراسة في القاهرة عام 1963، ومنع من العودة إليها لأكثر من 30 عامًا، إذ منع الاحتلال الإسرائيلي من تواجدوا خارج الضفة قبل احتلالها من العودة إليها.

وأوّل دواوينه كان "الطوفان وإعادة التكوين" (1972) وآخرها "استيقِظ كي ترى الحلم" (2018)، وبينهما عشر دواوين، منها "فلسطيني في الشمس" (1974) و"طال الشتات" (1987)، و"زهر الرمان" (2000).

وكتب المفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد في مقدّمة "رأيت رام الله" إن "كتابة البرغوثي، وبشكل مدهش حقا، كتابة تخلو من المرارة فهو لا يُلقي خُطَبًا تحريضية رنّانة ضد الإسرائيليين لما فعلوه، ولا يحطّ من شأن القيادة الفلسطينية جراء الترتيبات الفاضحة التي وافقت عليها وقبلتها علي الأرض. إنه على حق طبعا عندما يلاحظ أكثر من مرة أن المستوطنات تلطّخ وتشوه المشهد الطبيعي الفلسطيني ذا الانسياب اللطيف والجبلي في الغالب لكن هذا هو كل ما يفعله بالإضافة إلى ملاحظته لحقائق يزعج صانعي السلام المفترَضين أن يتعاملوا معها".

التعليقات