29/04/2021 - 10:37

الأخبار من خلال الرسائل الإلكترونيّة أو النشرات الإخباريّة... منحى آخذ في التوسُّع

يُقبل عدد متزايد من الصحافيين على تسويق المحتويات التي ينتجونها، سواء من خلال الرسائل الإلكترونية أو النشرات الإخبارية أو حتى الرسائل النصية، لاستقطاب قراء في مقابل بدل مالي عن منشوراتهم.

الأخبار من خلال الرسائل الإلكترونيّة أو النشرات الإخباريّة... منحى آخذ في التوسُّع

توضيحية (pixabay)

يُقبل عدد متزايد من الصحافيين على تسويق المحتويات التي ينتجونها، سواء من خلال الرسائل الإلكترونية أو النشرات الإخبارية أو حتى الرسائل النصية، لاستقطاب قراء في مقابل بدل مالي عن منشوراتهم.

وينجح صحافيون في بيع هذه الخدمات، مثيرين اهتمام "تويتر" و"فيسبوك"، ومُلتفّين على وسائل الإعلام التقليدية.

وقد خاضت الصحافية أنا كودريا-رادو هذا الغمار في أيار/ مايو 2019.

وذكرت الصحافية التي كان يتبع رسالتها الإخبارية المجانية نحو 2500 مشترك: "حينها، كنت أقول لنفسي إن تلقي المال من الناس في مقابل رسالة إخبارية فكرة غريبة".

وبعدما باتت رسالتها الإخبارية الأسبوعية "لانس" المعنية بأخبار الصحافة المستقلة مدفوعة من طريق منصة "سابستاك" المتخصصة، تراجع عدد المشتركين إلى 130، ثم ارتفع تدريجا إلى 330.

وقالت: "لقد شكّل ذلك مصدر دخل جيد"، رغم أنها اضطرت إلى التوقف عن تقاضي الأموال في مقابل رسالتها الإخبارية بسبب الجائحة.

وعلى غرار الصحافية البريطانية الثلاثينية التي تقدّم أيضا مدونة صوتية (بودكاست)، يُقبل عدد متزايد من الصحافيين على هذه الخطوة لاستقطاب قراء في مقابل بدل مالي عن منشوراتهم.

وكانت الرسائل الإخبارية موجودة منذ ما قبل الإنترنت، بنسق مجاني أو مدفوع، غير أن هذه الموجة الجديدة تعود إلى ظهور أدوات رقمية جديدة، ولكن خصوصا لانتشار ممارسات جديدة.

وقال جيريمي كابلان المسؤول التربوي في كلية الصحافة بجامعة "سيتي يونيفرسيتي" في نيويورك التي تقدم برنامجا مخصصا لرواد الأعمال: "قبل عشر سنوات، لم تكن فكرة الاشتراكات منتشرة".

أما الآن "فقد بات الناس مشتركين في خدمات شتى" ويظهرون انفتاحا على فكرة "الاشتراكات المصغرة" في مقابل بضعة دولارات لتوفير دعم مالي لمدونة صوتية مثلا أو قراءة رسالة إخبارية.

ويقترح البعض حتى توفير خدمات إخبارية للقراء بواسطة الرسائل النصية، وهي خاصية تقدمها منصة "سابتكست".

كما أن أزمة الصحافة التي تجلت خصوصا من خلال ازدياد عمليات الاندماج وزوال وسائل إعلامية وعمليات طرد واسعة، تدفع بالصحافيين إلى استكشاف نماذج بديلة.

وقال جون شلويس رئيس "نيوزغيلد"، أبرز النقابات الصحافية الأميركية، إن "غياب الرواتب اللائقة والتغطية الطبية المقدمة من المجموعات الصحافية تدفع بعدد متزايد من الأشخاص إلى أن يغادروا إلى سابستاك أو سواها".

ومن أبرز الامتيازات المتاحة لهؤلاء الصحافيين هو الحصول على تمويل مباشر، بعد اقتطاع "سابستاك" عمولة بنسبة 10%.

وقالت أنا كودريا-رادو: "بصفتي صحافية مستقلة، أحصل على مستحقاتي من دون تأخير، هذا الأمر مهم كثيرا على الصعيد المالي".

وتضم "سابستاك" حاليا أكثر من 500 ألف مشترك بنسختها المدفوعة، مع تعرفة شهرية تراوح بين خمسة وعشرة دولارات لأكثرية الرسائل الإخبارية الأكثر استقطابا للقراء.

ودرّت المنشورات الأكثر شعبية في المجموع إيرادات فاقت 15 مليون دولار العام الماضي، وفق ما أفادت المنصة لوكالة "فرانس برس".

وتتصدر السياسة والثقافة الشعبية قائمة المواضيع الأكثر استقطابا للقراء. وفي أكثر الأحيان، يتيح أصحاب المنشورات جزءا من المحتويات بصورة مجانية، أو يربطونها بمدونة صوتية لتوسيع الجمهور ودرّ إيرادات إعلانية محتملة.

وقال آيزاك سول القائم على رسالة "تانغل" الإخبارية الأميركية السياسية التي تضم نحو ثلاثة آلاف مشترك: "الأمر الأفضل لي في كل ذلك هو أني لست مرتبطا بأي علامة تجارية أو مؤسسة".

وأضاف: "هذا امتياز هائل في عالم السياسة".

وأشار ديفيد سيروتا مؤسس مشروع "ذي دايلي بوستر" الذي يعمل ضمنه صحافيون كثر إلى أن الاتصال المباشر يرسي علاقة سليمة أكثر مع القراء مقارنة مع تلك القائمة مع المؤسسات الإعلامية الكبرى التي تدعي الموضوعية.

وأضاف سيروتا الذي يكتب مقالات أيضا في صحيفة "ذي غارديان": "لا نعطي انطباعا مغلوطا لقرائنا ولا نتعامل معهم كأطفال من خلال الإيحاء بأننا لا نملك وجهة نظر".

بدورها، تعتمد "ذي دايلي بوستر" على "الأصداء التي تتلقاها من مشتركيها، ومساهماتهم وأفكارهم عن المواضيع".

وتشتد المنافسة في ظل تنامي الشهية على هذا النسق. فقد بات على "سابستاك" أن تواجه "غوست"، وهي منصة تفرض تعريفات أكثر تنافسية، إضافة إلى منصة "باتريون" الرائدة في مجال الاقتصاد التشاركي الفني، و"تايني ليتر" و"باتن داون".

وفي كانون الثاني/ يناير، اشترت تويتر منصة "ريفيو" وهي من الجهات الصغيرة العاملة في القطاع، فيما كشفت فيسبوك منتصف الشهر الفائت عن مشروع مستوحى مباشرة من المنصات القائمة حاليا.

وفي ظل إدراكها حجم المخاطر الحالية، تعتمد "سابستاك" إستراتيجية التعاقد مع أسماء لامعة، في عقود تصل قيمتها إلى مئات آلاف الدولارات، ما أثار اعتراض مؤلفين كثر ساءهم نقص الشفافية في المنصة.

أما وسائل الإعلام التقليدية فليس لديها ما تخشاه من هذا النوع الجديد من الصحافة، إذ تنظر إليه على أنه مكمّل لدورها أكثر من كونه منافسا لها، وفق آيزاك سول الذي يقول إن "هذا أمر جيد للقطاع".

التعليقات