19/06/2022 - 16:45

المركز العربي يطلق موقع "القدس: القصة الكاملة"

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عن إطلاق موقع "القدس: القصة الكاملة"، وهو متخصص بتاريخ القدس المحتلة ويعرض الرواية العربية للمدينة باللغة الإنجليزية، إذ يخاطب الباحث والقارئ الغربي ويقدم له

المركز العربي يطلق موقع

د. عزمي بشارة خلال محاضرة إطلاق موقع "القدس: القصة الكاملة"

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عن إطلاق موقع "القدس: القصة الكاملة"، وهو متخصص بتاريخ القدس المحتلة ويعرض الرواية العربية للمدينة باللغة الإنجليزية، إذ يخاطب الباحث والقارئ الغربي ويقدم له الحقائق والمعلومات المتعلقة بالمدينة المحتلة، والصراع الذي يدور حولها وعلى أراضيها.

ويعرض "القدس: القصة الكاملة" مواضيع تحليلية ذات طابع أكاديمي، كما بإمكان الباحث والقارئ الاطلاع على سير ذاتية تتناول حياة المقدسيين الذين قدموا مساهمات مختلفة للمدينة، ونسيجها المجتمعي عبر التاريخ.

كما يستعرض الموقع في أقسامه المختلفة أيضا دليلا شاملا عن المنظمات الفلسطينية التي تعمل في القدس، ورسوما واقعية عن رؤية الفلسطينيين ومشاعرهم وعلاقتهم بهذه المدينة، على وقع المشاريع الإسرائيلية. ويوجد في الموقع تعريف مفصّل لإجراءات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية وتأثيرها على مدينة القدس والمقدسيين.

وتعدّ مقاطع الفيديو والصور والرسوم البيانية التي تشرح قصة المدينة جزءا أساسيا من الموقع، الذي يفرد كذلك مساحة للمدونات تحت عنوان "دفتر يوميات القدس"، تحتوي على مقابلات مع مقدسيين أو قصص عنهم. كما تتناول تقاليد مجتمعية سائدة في المدينة ولمحات عن حياة الفلسطينيين في القدس.

ويوفر الموقع أيضا للباحثين في أحد أقسامه (الحقائق بسرعة)، معلومات سريعة ومختصرة وموثقة عن المدينة. ويجري العمل في المرحلة الثانية للموقع على ما يمكن اعتبارها "مكتبة" الموقع، وهي عبارة عن المراجع والأبحاث التي تتحدث عن حياة الفلسطينيين، بما في ذلك الصور والخرائط والفيديوهات.

وخلال إطلاق الموقع، قال المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المفكر العربي د. عزمي بشارة، إنّ العمل على "القدس: القصة الكاملة" بدأ قبل 3 سنوات، مدفوعا بغياب أي موقع باللغة الإنجليزية يعرّف العالم الغربي على قضية القدس.

وأضاف أنه رغم أنّ هذا الدور كان يجب أن تقوم به الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو لجنة القدس، أطلق المركز العربي للأبحاث الموقع، كي لا تبقى السردية الصهيونية هي السائدة، وهي التي تقدم المعلومات عن القدس للباحث والقارئ الغربي، مشيرا إلى أنّ الموقع يقدّم السردية الفلسطينية لقصة القدس والنكبة، من خلال آلاف المواد والوثائق والخرائط والقصص والصور والفيديوهات.

من جهتها، عرضت مديرة الموقع كيت روحانا، أبرز أبواب الموقع "الذي سعى لرسم صورة واقعية عن القدس، بعين وإحساس الفلسطينيين تجاه المدينة".

وسبق إطلاق الموقع محاضرة عامة بعنوان "القدس ومعركة البقاء" من تقديم المؤرخ الفلسطيني والأستاذ في جامعة بيرزيت، نظمي الجعبة، جاء فيها أنه "لأكثر من 74 عاما، كانت القدس ولما تزل، في قلب السياسة الإسرائيلية الاستعمارية في فلسطين، وظلت تتعرض هي وسكانها لسياسات التهجير القسري، والتطهير العرقي، والمحو والإزالة، والتهويد، والإفقار، والخنق والحصار. وطوال تلك السنوات، عملت إسرائيل على نزع الطابع العربي الفلسطيني عن مدينة القدس، في انتهاك واضح للقوانين الدولية. وعقب إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، اعترافه بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها، اشتدت الهجمة على المدينة وازدادت تعقيدًا، ولا يزال هذا القرار يُلقي بتداعياته الكارثية عليها".

وأدارت الفعالية آيات حمدان، الباحثة في المركز العربي، وحضرها جمهور غفير من الباحثين والمهتمين، فضلًا عن رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية طارق متري، والمدير العام للمؤسسة خالد فراج.

واستهل الباحث محاضرته بالتطرق إلى الخلفيات السياسية والاجتماعية للحراك المتواصل في القدس، ومن ضمن ذلك السياسات الإسرائيلية وما أنتجته من واقع، وأكد أنّ ما يجري في القدس حاليًّا هو حالة استثنائية ستنعكس على ما يدور في المنطقة العربية والشرق الأوسط. واستعرض سياسات الاحتلال الإسرائيلي وتأثيرها في المدينة وسكانها، مؤكدًا أنّ الاحتلال يستعمل سلاحَي الأرض والسكان لمحو هوية القدس.

ورأى الباحث أنّ العامل الديموغرافي مقلقٌ للاحتلال الإسرائيلي إلى حدّ بعيد، وتوقّع أن عدد السكان الفلسطينيين قد زاد على 50% من عدد السكان في عموم فلسطين التاريخية، مقارنةً بالهجرة العكسية للإسرائيليين. أما بالنسبة إلى الأرض، فقد تمثّلت محاولات الاحتلال في حصر السكان الفلسطينيين للعيش على 10% فقط من مساحة المدينة. ورأى الباحث، أيضًا، أنّ السياسات الإسرائيلية للسيطرة على الأرض قد نجحت كثيرًا عبر الاستيطان المتنامي على نحو واضح. وأضاف أنّ الاستيطان لا يهدف إلى السيطرة على الأرض فقط، بل يهدف كذلك إلى تفتيت النسيج الوطني الاجتماعي، لكن المقاومة الشعبية غير المُسيّسة تقف حائلًا دون هذه السياسات. أمّا بشأن نمو السكان، فقد ذكر الباحث أنه يصب في مصلحة الكتلة السكانية الفلسطينية؛ إذ يزيد عدد المواليد الفلسطينيين في القدس كاملة على عدد المواليد اليهود، الذين يَكثرون حصرًا في الطوائف اليهودية المتدينة.

وأمّا بشأن الوضع الاقتصادي لسكان القدس، فقد أشار الباحث إلى أن الاحتلال اتبّع سياسة محكمة لإفقار سكان المدينة؛ عبر إجبار الطبقة الوسطي على الخروج من القدس والاستثمار خارجها، وتوجيه الطبقة العاملة إلى العمل في الداخل الإسرائيلي المحتل، وفي وظائف ذات رواتب متدنية، كالنظافة وأعمال البناء. وتطرّق كذلك إلى محاولة قراءة مستقبل مدينة القدس؛ بناءً على المعطيات الحالية، وفي ضوء مشاريع الاحتلال التي تستهدف المدينة وسكانها الفلسطينيين، ولا سيما داخل أحياء البلدة القديمة التي أخفق الاحتلال في تهويدها، رغم كل محاولاته المستميتة التي تستخدم كل وسائل القوة.

واختتم الباحث محاضرته بتناول محاولات إسرائيل خلقَ سردية مزيفة، واعتبر ذلك "حرب الرواية"؛ بين الروايتين الإسرائيلية الشعبية الواسعة التي تقودها حركات قومية دينية صهيونية من جهة، والرواية الفلسطينية التي تتحدى هذه الرواية بوعي ذاتي وهوياتي من جانب الفلسطينيين الذين بات الجيل الشاب منهم يتحرك من دون توجيه الفصائل الفلسطينية، على اختلافاتها كافة، أو السلطة الفلسطينية، وهو ما يجعل أهداف الاحتلال، الذي لا يستطيع مواجهة العمل الشعبي الجماهيري غير المنظم، أمرًا صعبًا. وقد أعقب ذلك نقاشٌ شارك فيه الحضور، فضلًا عن جمهور المتابعين عبر منصة "زووم" وسائر سائط التواصل الاجتماعي.

وكان المركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية قد أطلقا، في عام 2021، "محاضرة النكبة السنوية"، حيث قدم د. عزمي بشارة، المحاضرة الأولى فيها، في 22 أيار/ مايو 2021، وكانت بعنوان "في راهنية النكبة".

للدخول إلى موقع "القدس: القصة الكاملة".. اضغطوا هنا

التعليقات