09/10/2022 - 08:59

المنافسة الجديدة بين "سبوتيفاي" و"تيكتوك ميوزيك"

في الوقت الحالي تعتبر أفضل وأسهل الطرق لإيجاد المقطوعات الموسيقية التي تشد المستمع هي استخدام تطبيق "شازام" من إنتاج "آبل" وهي خدمة تعتمد على الموجات الصوتية وتواتر الزمن. بمجرد أن تتمكن

المنافسة الجديدة بين

(توضيحية)

مما لا شك فيه أن "تيكتوك" يعتبر ثورة في عالم التواصل الاجتماعي، فهل يعمل "تيكتوك" الآن إلى نيل المركز الأول في سباق منصات تشغيل الموسيقى ويسحب البساط من تحت قدمي "سبوتيفاي"؟

التعرف على المقطوعات الموسيقية وسبوتيفاي

التعرف على المقطوعات الموسيقية و سبوتيفاي

عندما يتعلق الأمر بالأغاني والمقطوعات الموسيقية المفضلة، فإن الكثيرين يجدون ما يستهويهم على "تيكتوك" مؤخرا. وإذا كنت واحدا من الأشخاص الذين تعرفوا على بعض الأغاني الناجحة والتي نالت إعجابهم على تطبيق "تيكتوك" فأنت واحد من 75% من مستخدمي هذا التطبيق.

في الوقت الحالي تعتبر أفضل وأسهل الطرق لإيجاد المقطوعات الموسيقية التي تشد المستمع هي استخدام تطبيق "شازام" من إنتاج "آبل" وهي خدمة تعتمد على الموجات الصوتية وتواتر الزمن. بمجرد أن تتمكن من تحديد الأغنية أو المقطوعة الموسيقية التي تبحث عنها يصبح بإمكانك إيجادها على خدمة بث الموسيقى المفضلة لديك.

يعتبر 422 مليون شخص من حول العالم أن "سبوتيفاي - Spotify" هو الوجهة الأمثل للاستماع إلى هذه المقطوعة وغيرها إذ أنه التطبيق الأكثر شعبية بين تطبيقات الاستماع إلى الموسيقى. يذكر أن "سبوتيفاي" قد إنطلق للاستخدام العام في 2018 وقد حافظ على هامش ربح منخفض بالرغم من تزايد واضح في الدخل الناتج عنه.

لقد تربع "سبوتيفاي" على عرش تطبيقات بث الموسيقى لفترة طويلة من الوقت حيث قد جرى إطلاقه قبل منافسيه الأبرز مثل "يوتيوب ميوزيك" و"آبل ميوزيك"، ولكن هل يصمد أمام "تيكتوك" المنافس الشرس القادم للانقضاض عليه خصوصا أنه يسيطر على قسم كبير ما يستمع إليه الناس بشكل مسبق؟

تيكتوك وعلاقته بالموسيقى

تيكتوك وعلاقته بالموسيقى

تقدمت الشركة الأم لتطبيق "تيكتوك - ByteDance" بأوراق الملكية لتطبيقها الجديد "تيكتوك ميوزيك". ومنذ إطلاق "تيكتوك" في 2017 شهد نموا ونجاحا مبهرا وشعبية هائلة وقد كسب أكثر من 4 مليار دولار في 2021 ويتوقع أنه سيكسب أكثر من 12 مليار دولار في 2022.

بالنسبة للكثيرين ممن يستخدمون تطبيق "تيكتوك" لم تأتِ الخطوة الموسيقية هذه إلا كنتيجة منطقية لطبيعة "تيكتوك" إذ أن المشتركين فيه أو صناع الفيديوهات على "تيكتوك" يستخدمون الموسيقى بطريقة مثيرة جدا وإبداعية سواءً بهدف التسلية أو التعليم أو الإعلان خصوصا أن الأشياء التي تتفوق على مقاطع فيديو قصيرة ومثيرة قليلة جدا وقد تكون غير موجودة حتى.

بالإضافة إلى ذلك فإن تطبيق "تيكتوك" متاح لنجوم الصف الأول من حول العالم لأنه تطبيق مستقل ما يعطيه شعبية إضافية وعامل جذب لا يضاهى. في الحقيقة فإن هذه الشعبية التي ينالها صناع المحتوى على "تيكتوك" توفر على المنتجين و استوديوهات الإنتاج أطنانا من الدولارات التي كان سيتم إنفاقها على الدعاية والإعلان والحملات الإعلامية للتسويق والترويج للفنانين وأعمالهم القادمة.

مؤخرا، أخذ بعض المغنين والموسيقيين نشر أغانيهم الجديدة أو التي يعملون عليها على تيكتوك لأخذ رأي الجماهير العريضة عن أعمالهم القادمة، كما أن هذه الخاصية تسمح للأغنية بأن "تضرب" وتصبح رائجة قبل إطلاقها بشكل رسمي حتى.

تطبيقات موسيقية أخرى من ByteDance

مع أن "تيكتوك" في الجوهر يعتمد كثيرا على الموسيقى في صناعة محتواه ويقدم ميزات موسيقية رائدة ومشوقة من حيث الاستخدام، إلا أنه لا يعتبر تطبيق بث موسيقي. قامت شركة (ByteDance) سابقا بإطلاق تطبيق مختص بالموسيقى والاستماع إليها وبثها إلا أن "تيكتوك ميوزك" هو التطبيق الأول الموجه للولايات المتحدة الأميركية.

Resso

هو تطبيق (ByteDance) الموسيقي الاجتماعي الأول وهو مخصص للإضاءة على الأغاني المفضلة لدى المستخدم وعلى مشاركة كلمات الأغاني وكذلك التعليق عليها وكل أنواع المحتوى التي يمكن للمستخدم صناعتها بالإضافة بالطبع إلى الاستماع إلى الأغاني كاملة بدون تعديل أو تدخل. يتميز (Resso) بتوجهه إلى بلدان محددة في شرق آسيا أهمها الهند التي جرى منع "تيكتوك" فيها لفترة من الزمن وبأن لديه عقودا ورخصا من شركات عالمية كبرى مثل وارنر ميوزيك جروب وسوني ميوزيك إنترتيمنت وميرلين وبيغرز جروب وغيرها من الأسماء العملاقة في صناعة الموسيقى.

Qishui Yinyue

مع أن موقع الصين الجغرافي يوحي أن (Resso) قد يعمل فيها إلا أن شركة (ByteDance) قامت بإطلاق خدمة بث موسيقية خاصة بالصين تحت اسم (Qishui Yinyue). في الحقيقة سبق إطلاق هذا التطبيق إطلاق تطبيق "تيكتوك ميوزيك" ما يعطي فكرة عن حجم الاستثمار الذي تنوي (ByteDance) تخصيصه لخدمات بث الموسيقى وقد يعطي أيضا فكرة عن مدى إمكانياتها على تقديم تطبيق يفضله المستخدمون على منافس عريق مثل "سبوتيفاي". يحتوي هذا التطبيق على أكثر من 10 مليون أغنية ومقطوعة موسيقية وقد تم تصميمه وفق خوارزمية (ByteDance) الخاصة.

هل يمكن لتيكتوك ميوزيك أن ينافس سبوتيفاي حقا؟

إن الأمر المثير للاهتمام هنا هو أن "تيكتوك" قد قام مسبقا بإطلاق خدمة بث الأغاني الخاص به والتي تعتبر منصة ناجحة وهي (Resso) التي تعتبر تطبيق بث الأغاني والموسيقى الأول التابع لشركة (ByteDance) والتي جرى إطلاقها في الهند والبرازيل وإندونيسيا في آذار/مارس 2020 وحققت نموا بمعدل 30% يعود بشكل كبير إلى توصيات وإعلانات على "تيكتوك" الأخ الأكبر لـ(Resso). ومع أن معدل النمو يعتبر عاملا ومؤشرا إيجابيا بالتأكيد لتطبيق "تيكتوك" الجديد وإمكانية نجاحه، لا يزال من غير الواضح إذا ما كانت الشركة ستتمكن من تحقيق معدل ربح فعال.

ومع أن "سبوتيفاي" لا يزال الاسم الأنجح في بث الموسيقى في العالم، إلا أن هذه الشركة طالما عانت لتحقيق دخلٍ من محتواها الموسيقي. فخلال السنين القليلة الماضية، توجه تطبيق "سبوتيفاي" إلى دعم محتواه من البودكاست فاستحوذت على شبكات بودكاست مثل ميغافون ورينغر بصفقات تعادل 400 مليون دولار في 2020. وفي 2019 قامت الشركة أيضا بشراء جيملت وأنكور المنصتان اللتين تختصان بالبودكاست كذلك.

إلا أن عدد مستخدمي تطبيق "سبوتيفاي" الهائل له قيمة إضافية غير الاستماع إلى الموسيقى، إذ أن البيانات والمعلومات التي يتمكن هذا تطبيق من تجميعها تعتبر كنزا للكثير من الشركات. ومع ذلك إذا استطاع تطبيق "تيكتوك ميوزيك" إثبات جدارته وفعاليته وتفوقه على "سبوتيفاي" فلا بد أن ملايين المستخدمين سيلجأون إليه ويهجرون الأخير.

التعليقات