24/07/2019 - 09:52

نزع الكولنياليّة من المعرفة: حول أطروحات رامون غروسفوغل

نزع الكولنياليّة من المعرفة: حول أطروحات رامون غروسفوغل

رومان غروسفوغل

.

"النظريّة التقليديّة تسلّم بمجموعة من الأشياء بلا مساءلة: بأنّها ذات دور إيجابيّ في مجتمع فعّال، وأنّها مرتبطة، وإن كان ذلك بشكل غير واضح وغير مباشر، بإرضاء الحاجات العامّة، وبكونها جزءًا من المسار المتجدّد ذاتيًّا للحياة. لكن كلّ هذه المقتضيات، تلك الّتي لا يحتاج العلم إلى أن يشغل بها باله لأنّ الثقل الاجتماعيّ للعالم هو الّذي يحدّدها ويؤكّدها، هي موضع استشكال في التفكير النقديّ. إنّ الغاية الّتي يسعى إليها الأخير، وهي الحالة العقلانيّة للمجتمع، تنطلق من البؤس الكامن في الحاضر. النظريّة النقديّة لا تعمل في خدمة الواقع الراهن، ولا تسعى إلى فرضه؛ بل تقوم بكشف خباياه".

         هوركهايمر، "النظريّة النقديّة: نصوص مُختارة".

 

يضع هوركهايمر الإطار التاريخيّ لبروز النظريّات التقليديّة ومقابلها النظريّات النقديّة، ويخدم مقالتنا من خلال تحديده للمعيار العلميّ، وبالتالي النقديّ للنظريّة في مرحلة إنتاجها وتشكيلها؛ معيار نقد الواقع الراهن من خلال تقفّي أثر البؤس في المجتمعات؛ لذلك فإنتاج المعرفة النقديّة، بالضرورة ينطلق من قضايا المقهورين والمقموعين، ويكشف العلاقات الّتي تُفيد وتُثبت وتؤسّس للقهر والقمع.

 

ماكس هوركهايمر

 

أودّ في هذه المقالة مراجعة أطروحات رامون غروسفوغل النقديّة تجاه الدراسات "الما بعد استعماريّة"، التاريخيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، واستنتاج معايير نقديّة، نراها ضروريّة لفهم علاقات الاستغلال والقهر والقمع، المادّيّ وأيضًا المعرفيّ، الّتي تُمارَس على المستعمَرين، وهذه المعايير نجدها ضمن نسق النظريّة النقديّة كما عرّفها هوركهايمر.

 

هدم الأسس العنصريّة

تهدم أطروحات غروسفوغل الخمس عشرة الأسس العنصريّة للإنتاج المعرفيّ الكولنياليّ، وتضع معايير أو أسسًا لمعرفة منزوعة الآثار الكولنياليّة؛ وبذلك نتمكّن من فهمِ آليّات التفكير المضادّ للكولنياليّة عند الباحث غروسفوغل من بورتوريكو، الجزيرة المستعمَرة التابعة للولايات المتّحدة.

يبدأ غروسفوغل، من خلال استعادة المكان والزمن والجسد للسؤال البحثيّ في الدراسات "الما بعد استعماريّة"، الّتي تتجذّر فيها "الأورومركزيّة" على حدّ قوله؛ كون هذه الدراسات لا تنطلق من الموقع الجيوسياسيّ ومن الجسد السياسيّ للمقموعين والمستعمَرين، وترى أنّ القرون الاستعماريّة تمثّل منافسة "بين - أوروبّيّة" على المستعمرات، وضمان التراكم الأوّليّ لرأس المال، وقد تجاهلت بذلك شبكة العلاقات الّتي هيمنت على المستعمَرين، من دون الإقلال من أهمّيّة العامل الأخير.

 وتبعًا لذلك، يكون سؤاله البحثيّ: ما المنظومة الاستعماريّة العالميّة الّتي تشكّلت منذ القرن الخامس عشر، من منظور امرأة من بوليفيا، مثلًا؟

جذور الإنتاج المعرفيّ الكولنياليّ مرتبطة بفهم نقطة الصفر لعمليّة الفصل بين الأوروبّيّ وغير الأوروبّيّ، هذا الفصل كان له أثر قمعيّ بالمعنى المادّيّ، وأيضًا بالمعنى المعرفيّ

سؤاله هذا يُبرز لنا إعادة تموضع الأسئلة، لتظهر من خلال مكان وزمن وجسدٍ غير أوروبّيّ، مستعمَر؛ وذلك يمكّننا من نقد أساس المعرفة الكولنياليّة، وتحديد معايير بناء المعرفة، على أساس فهم شبكة العلاقات الّتي هيمنت على جسد امرأة في المستعمرات.

قبل تحديد شبكة علاقات الهيمنة، علينا فهم الجذور التاريخيّة للإنتاج المعرفيّ الكولنياليّ.

 

بداية الإنتاج المعرفيّ الكولنياليّ

جذور الإنتاج المعرفيّ الكولنياليّ مرتبطة بفهم نقطة الصفر لعمليّة الفصل بين الأوروبّيّ وغير الأوروبّيّ، هذا الفصل كان له أثر قمعيّ بالمعنى المادّيّ، وأيضًا بالمعنى المعرفيّ. في مقالته "ما العنصريّة؟"، يحاول غروسفوغل أن يستعيد مفهوم العنصريّة عبر حصره فقط في مسألة اللون. بدايةً، يميّز بين الحيّز الأوروبّيّ/ حيّز الوجود، والحيّز غير الأوروبيّ/ حيّز عدم الوجود، وهذا التمييز هدفه فهم العلاقات الكولنياليّة بشكل منفصل عن "سياسات الضبط" في الحيّز الأوروبّيّ؛ بمعنى أنّ الضبط والقمع في الحيّز الأوروبّيّ يكونان على أساس اجتماعيّ، مثل الجندر و/ أو الطبقة، ولكن تبقى ضمن حيّز الوجود، ويمتاز هؤلاء برزمة من الحقوق. أمّا "سياسات الاستعمار"، فهي تتأسّس على القمع والإبادة على أساس عنصريّ. إنّ مزجًا من العرق واللون والدين، يقضي بأنّ هؤلاء ينتمون إلى حيّز عدم الوجود؛ فلذلك هم ما دون الخطّ الإنسانيّ الّذي يفصل بين الإنسان وما دونه:

"ففي منطقة عدم الوجود، إنّ الصراعات الّتي تقوم على أساس الطبقة والنوع والجنس يجري التعبير عنها، في الوقت نفسه، بالاضطهاد العرقيّ؛ إذ يكون تدبير هذه الصراعات وإدارتها بطرق عنيفة تقوم على الاستيلاء/ السلب بشكل ثابت. تتفاقم، إذن، أشكال القهر القائمة على أساس الطبقة والنوع والجنس، كما يعيشها ’الآخر غير الموجود‘؛ بسبب التعبير المُتلاحم والمتشابك عن تلك الأشكال من القهر والظلم، وذاك الاضطهاد القائم على أساس عرقيّ".

 

كارل ماركس

 

إنّ عمليّة الفصل بين الحيّز الأوروبّيّ وغير الأوروبّيّ، بالمعنى المادّيّ العرقيّ، ستتفاقم لتصبح فصلًا بالمعنى المعرفيّ، أي فصلًا بين الحيّز الّذي يُنتج معرفة علميّة وكونيّة، وحيّز آخر لا يُنتج هذا الشكل الكونيّ والعلميّ من المعرفة. أمّا خريطة الإنتاج المعرفيّ في العالم، بأنّ غرب أوروبّا والولايات المتّحدة أطلقت جميع المعارف الراهنة، فهذه الخريطة متجذّرة في المؤسّسات الجامعيّة ومراكز الدراسات الغربيّة، وسادت باقي العالم. ويرى غروسفوغل وإنريكي دوسيل أيضًا، أنّ رسم خريطة "إنتاج المعرفة تاريخيًّا" قد بدأ منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مع الغزوات الاستعماريّة الأولى في أمريكا وإفريقيا، وغزو الأندلس؛ وبذلك وُضع حجر الأساس للإنتاج المعرفيّ الغربيّ، وصياغة الكانون (Canon) للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة وباقي العلوم، من خلال معايير الجغرافيا والجسد، وحصر إنتاج المعرفة بالجسد الذكر الأبيض في الجغرافيا الغربيّة.

 

"الأنا" الديكارتيّة و"الأنا" الاستعماريّة

يذكر لنا غروسفوغل أنّ الفلسفة الديكارتيّة حجر الأساس في عمليّة تشكيل الإبستيميّة الغربيّة، عبر خطوات عدّة قام بها ديكارت؛ بدايةً فصل العقل عن الجسد، في ما يُسمّى Dualism، أي عمليّة نزع الآثار المادّيّة عن العقل، بمعنى تحديد العقل في حالة وجوديّة، كونيّة وغير مرتبطة بالسياقات الاجتماعيّة والتاريخيّة، وأيضًا غير منحاز؛ وعلى إثر ذلك يستطيع العقل أن يحلّ محلّ الله المسيحيّ الكاثوليكيّ. وجملة ديكارت: "أنا أفكّر، إذن أنا موجود"، "الأنا" في سياقها المعرفيّ منفصلة أيضًا عن العلاقات الاجتماعيّة. إنّ إنتاج المعرفة متعلّق بحوار فرديّ Monologue، قائم على الشكّ، ولأوّل مرّة أصبحت "الأنا" الفرديّة تُنتج المعرفة على أساس كونيّ، وهذا خلاف منهجيّات فلسفيّة أخرى آنذاك. وقد وضع دافيد هيوم أساسًا للإنتاج المعرفيّ القائم على الحوار بين الذوات المفكّرة Dialogue.

تشكيل "الأنا الكولنياليّة" استمرّ على مدى القرون الاستعماريّة، من خلال تحطيم الإبستيميّة غير الغربيّة وإبادتها

يطرح غروسفوغل وإنريكي دوسيل السؤال الآتي: ما السياقات الاجتماعيّة والتاريخيّة الّتي أنتجت هذه "الأنا" الديكارتيّة "الكونيّة"؟

قد سبقت "الأنا المفكّرة" عند ديكارت، "الأنا الكولنياليّة" منذ 150 عامًا، حيث كانت قد بدأت الحملات الاستعماريّة لشعوب وحضارات أخرى. إنّ السياق التاريخيّ للغزو قد مكّن وحفّز صعود منهجيّات التفكير "الكونيّة"، الّتي تنظر إلى نفسها بأنّها قادرة على إنتاج معرفة غير منحازة، واستبدلت الله المسيحيّ الكاثوليكيّ مصدر المعرفة ومركز الكون، ليصبح "الأنا" الرجل الأبيض الأوروبّيّ مصدر المعرفة. ثمّ إنّ تشكيل "الأنا الكولنياليّة" استمرّ على مدى القرون الاستعماريّة، من خلال تحطيم الإبستيميّة غير الغربيّة وإبادتها، وقد حصل ذلك في أربع مراحل متعاقبة: الأولى إبادة المعرفة العربيّة، واليهوديّة، والإسلاميّة في الأندلس تحت شعار "طهرانيّة الدم"، والثانية غزو الشعوب الأصلانيّة في القارّة الأمريكيّة، والثالثة كانت استعمار إفريقيا واستعباد القبائل ونموّ تجارة العبيد، والرابعة قمع النساء في أوروبّا وخارجها وقتلهنّ. هذه المراحل الأربع جرى فيها تحديد مَنْ يحقّ له إنتاج المعرفة وفق معايير الجسد السياسيّ - نقصد بذلك الأبيض -والجغرافيا السياسيّة أيضًا، أي غرب أوروبّا والمستوطنين حيثما كانوا.

 

ما شبكة علاقات الهيمنة؟

هذه الشبكة الّتي نتجت وتأسّست من خلال العلاقات الكولنياليّة تجاه المستعمَرين، شبكةٌ أساسها الهيمنة الغربيّة، وتمكين "الأنا الكولنياليّة" على مستوًى عالميّ، وقد حدّدها غروسفوغل من أجل وضع معايير وأسس للإنتاج المعرفيّ النقديّ في الدراسات الاجتماعيّة والإنسانيّة؛ وقد وضع في ذلك خمس عشرة أطروحة، هي:

الأطروحة الأولى: بروز طبقة عالميّة على أكتاف طبقات أخرى من العُمّال، والعبيد، وإنتاج السلع، تنخرط في المستعمرات، لإنتاج فائض القيمة وزيادة ربح الطبقة العالميّة. يرى غروسفوغل أنّ تشكّل الطبقة العالميّة منذ القرون الاستعماريّة الأولى، لا تكفي لفهم نقديّ، بل تكون النقطة المركزيّة هي: كيف تشكّلت هذه الطبقة؟ ولماذا؟

 

رينيه ديكارت

 

أوّلًا، نضع المكان والزمن والجسد السياسيّ للمستعمَرين في صُلب العمليّة البحثيّة، فنجد أنّ العُمّال والعبيد في المستعمرات كانوا الجسد المستغلّ، وثانيًا من أجل زيادة فائض القيمة والربح، من خلال آليّات تقسيم العمل. حدّد كارل ماركس في كتابه "رأس المال"، أنّ "الاستعمار المسيحيّ" موّل وغذّى نفسه عبر الذهب والفضّة في أمريكا، وأعمال الغزو والنهب في جُزر الهند، وتحويل إفريقيا إلى مورد للعبيد، فكانوا المادّة الأوّليّة لتجارة الرقّ، وبذلك كان "الفجر المشرق" لعصر الإنتاج الرأسماليّ. بالطبع غروسفوغل ينقد ماركس لحصره عصر الإنتاج الرأسماليّ في ذلك.

الأطروحة الثانية: تقسيم العمل على مستوًى عالميّ، بين مراكز رأسماليّة وأطراف عاملة، ورأس مال ينظّم العمل على مستوى العالم، وتشكيل أنظمة وسُلطة لخدمة ذلك؛ ما يجعلنا نرى عمليّة هدم لجميع السلطات غير المتوافقة مع مصالح المستعمِر في الأطراف، وبناء سلطات تخدمها. هنا يتبيّن لنا علاقات السلطة والمعرفة الأوّليّة، وقد تشكّلت وتأسّست هذه العلاقات من أجل خدمة المصالح الكولنياليّة؛ وهنا تتّضح عمليّات تقسيم العمل على أساسات معرفيّة، وهذه العلاقة لا يمكننا فصلها تاريخيًّا.

يجد غروسفوغل أنّ هذه العلاقات مرتبطة ومتشابكة ضمن المنظومة العالميّة، ولا يمكن فصلها في سيرورتها التاريخيّة الّتي ننظر إليها، من خلال ما شعرت فيه امرأة تعيش في المستعمرات من ضبط وقمع وهيمنة على مجالات حياتها في العمل.

الأطروحة الثالثة: الدولة الاستعماريّة شبكة من الأنظمة السياسيّة - العسكريّة، منظّمة عبر الرجل الأبيض الأوروبّيّ، من أجل إدارة المستعمرات.

الأطروحة الرابعة: تقسيم للعالَم من خلال تصنيف إثنيّ عرقيّ، تحت الإدارات الاستعماريّة، وإبراز أفضليّة العرق الأبيض الأوروبّيّ وهيمنته. ويذكر أندرسون في كتابه "الجماعات المُتخيّلة" أنّ آليّات التعداد السكّانيّ عند الإدارة الاستعماريّة، تمثّل بداية خلق العرقيّة والإثنيّة وتشكيلهما على مستوًى عالميّ.

"الاستعمار المسيحيّ" موّل وغذّى نفسه عبر الذهب والفضّة في أمريكا، وأعمال الغزو والنهب في جُزر الهند، وتحويل إفريقيا إلى مورد للعبيد، فكانوا المادّة الأوّليّة لتجارة الرقّ

الأطروحة الخامسة: هيمنة الهيراركيّة الجندريّة الأوروبّيّة على باقي التشكيلات الجندريّة عند الشعوبِ الأخرى، الّتي لم تكن تُعطي أو تُبدي تقسيمًا معياريًّا للذكر والأنثى، وخاصّةً عند القبائل في إفريقيا وأمريكا، وفي الهند وقبائل المغرب العربيّ أيضًا، بينما الهيراركيّة الأوروبيّة تمنح الذكر أفضليّةً على الأنثى.

الأطروحة السادسة: هيمنة الهيراركيّة الجنسيّة الأوروبّيّة الّتي تنحاز إلى العلاقات الغيريّة الجنسيّة وتفضّلها، وتقمع جميع أنواع العلاقات المثليّة الجنسيّة، الّتي كانت منتشرة عند الشعوب غير الأوروبّيّة.

الأطروحة السابعة: هيمنة الهيراركيّة الدينيّة (الروحانيّة)، المسيحيّة الكاثوليكيّة، ولاحقًا البروتستانتيّة، على باقي الروحانيّات والأديان.

الأطروحة الثامنة: هيمنة الهيراركيّة الإبستيميّة للمعارف الغربيّة على باقي المعارف الحضاريّة في العالم؛ إذ جرى تحديد المعارف الغربيّة على أنّها كونيّة وحقيقة، ورسم مسار مُتخيّل لتطوّر المعارف الغربيّة على أساس الجغرافيا واللغة الغربيّة أيضًا، ووسم المعارف الأخرى بأنّها أدنى أو تقليد للغرب.

الأطروحة التاسعة: اللغة الغربيّة لغة النظريّات والمعرفة، ويُقصد بها اللغة اللاتينيّة وما تفرّعت عنها من لغات، وباقي اللغات في العالم ثقافيّة أو فلكلوريّة، وليست لغات متوافقة مع حاجات البحث العلميّ ومتطلّباته والنظريّات والمعارف.

الأطروحة العاشرة: الهيراركيّة الجماليّة؛ بحيث أصبحت الجماليّات الغربيّة في جميع الفنون، كالموسيقى والنحت والرسم، لديها قيمة أفضل من جماليّة باقي الشعوب.

الأطروحة الحادية عشرة: الهيراركيّة التربويّة؛ فالآليّات وأساليب التربية والتعليم عند الغرب، أصبحت متفوّقة على آليّات وأساليب تربويّة أخرى عند باقي الشعوب والمستعمرات.

الأطروحة الثانية عشرة: الهيراركيّة في التمثيل الإعلاميّ؛ فالغرب أصبح يسيطر على معاني الإنتاج الإعلاميّ وموادّه، أمّا الهيمنة الإعلاميّة فتعني أنّ الرجل الأبيض وحده قادر على أن يُمثّل ذاته، أمّا باقي الشعوب والأعراق فهي غير قادرة على تمثيل ذاتها.

الأطروحة الثالثة عشرة: الهيراركيّة العُمريّة؛ فالمنظور الغربيّ للفترة المُنتجة (بالمعنى الرأسماليّ) من حياة الإنسان، تقع بين الـ 15 عامًا والـ 65 عامًا، وهذه الهيراركيّة تُهيمن على باقي التصنيفات العُمريّة الأخرى عند باقي الشعوب.

الأطروحة الرابعة عشرة: الهيراركيّة الإيكولوجيّة؛ فالمفهوم الغربيّ للطبيعة "شيء" يجب السيطرة عليه وتوظيفه لغايات الرجل الأبيض أصلًا، مقابل قمع مفاهيم أخرى للطبيعة، مثل أنّها جزء من وحدة الوجود، وكذلك التصوّرات الغنوصيّة والباطنيّة والطاويّة الصينيّة أيضًا.

الأطروحة الخامسة عشرة: قمع أشكال الحياة الاجتماعيّة الريفيّة والزراعيّة وهدمها، على أنّها أدنى وأقلّ إنتاجيّة من الشكل الاجتماعيّ للمدينة الغربيّة.

 

 

محمّد قعدان

 

 

طالب في جامعة تل أبيب ضمن برنامج مُتعدّد التخصّصات؛ سوسيولوجيا، أنثروبولوجيا، تاريخ الشرق الأوسط، دراسات بيئيّة. عضو مؤسّس لـ "منتدى إدوارد سعيد في جامعة تل أبيب." 

 

 

 

التعليقات