16/12/2020 - 14:37

ظاهر العمر... بين صقر أبو فخر وإبراهيم نصر الله

ظاهر العمر... بين صقر أبو فخر وإبراهيم نصر الله

جانب من لوحة تجسّد ظاهر العمر الزيداني | زياد الظاهر

 

في خلافهما حول شخصيّة ظاهر العمر الزيدانيّ (1695 – 1775)، على موقع «العربيّ الجديد» مؤخّرًا، أدان الكاتب في الشأن الفلسطينيّ صقر أبو فخر في مقال له ظاهر العمر، واعتبره منذ عنوان المقال متمرّدًا لا بطلًا، واصفًا تخريجه على هذا النحو بالتلفيق الفلسطينيّ للتاريخ، وهو ما اعتبره الروائيّ الفلسطينيّ إبراهيم نصر الله نَيْلًا يقصده أبو فخر من روايته «قناديل ملك الجليل»، فردّ عليه بمقال دافع فيه نصر الله عن روايته وظاهر معًا، ثمّ قام أبو فخر بالردّ على الردّ في مقال ثانٍ يوضح فيه اللبس حول عنوان مقاله الأوّل، مؤكّدًا موقفه الثابت من ظاهر العمر.

لم يقف السجال بالطبع عند شخصيّة ظاهر العمر، إنّما اتّسع خلافهما نحو مفهوم الهويّة الفلسطينيّة، وشَكْلَ تَشَكُّلِ كيانها وتاريخه، وأدوات كتابة التاريخ عمومًا.

 

التمرّد يفسّر البطولة ولا ينفيها

جاء عنوان مقال صقر أبو فخر الأوّل كالآتي «ردًّا على التلفيق الفلسطينيّ، ظاهر العمر متمرّدًا وليس بطلًا».

لندع تعبير «التلفيق الفلسطينيّ» جانبًا، ربّما لم يقصده أبو فخر على النحو الّذي أثار حفيظة نصر الله، أو لنَقُل إنّ الرجل يستطيع أن يدّعي ما يشاء، فما لنا وله؟ غير أنّ توظيفه للتمرّد نقيضًا للبطولة هو الاستعجال الأساسيّ بدءًا من العنوان.

إنّ كلّ قصص البطولة حكاية تمرّد بالضرورة، بصرف النظر عن الشخصيّة والمكان والزمان؛ فالبطولة مشروطة دائمًا بالتمرّد، بما يعنيه التمرّد في أيّ سيرة من كسر لإيقاع سطوة سُلْطَة ما...

إنّ كلّ قصص البطولة حكاية تمرّد بالضرورة، بصرف النظر عن الشخصيّة والمكان والزمان؛ فالبطولة مشروطة دائمًا بالتمرّد، بما يعنيه التمرّد في أيّ سيرة من كسر لإيقاع سطوة سُلْطَة ما. وبالتالي، إذا ما كان ظاهر العمر بطلًا، فإنّ ذلك مستمدّ من تمرّده على العثمانيّين وليس من شيء آخر، فالتمرّد الّذي ينفي به أبو فخر بطولة ظاهر، هو ذاته التمرّد الّذي يُثْبِت بطولته عند كلّ مَنْ اعتبره بطلًا.

 

سقوط عن فهم الإسقاط

يُدين أبو فخر ظاهر العمر، وكذلك كلّ أشكال كتابة التاريخ الفلسطينيّ الّتي تنظر إلى ظاهر بطلًا وطنيًّا، معتبرًا ذلك إسقاطًا للحاضر على الماضي، الّذي لمّا تكن تشكّلت فيه الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة بعد، ولا كيانيّة فلسطين بمعناها السياسيّ الحديث. على اعتباره أنّ مفاهيم الوطن والمواطن والهويّة الوطنيّة، هي من منجزات الحداثة الأوروبّيّة الّتي وصلت المجتمعات العربيّة متأخّرة، في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

إنّ مفهوم «الهويّة الوطنيّة» حديث، نشأ في إطار الدولة القوميّة الحديثة، لكن ما فات أبو فخر أنّ الدولة العثمانيّة لم تكن كذلك. الإسقاط الوطنيّ على شخصيّة ظاهر القرن الثامن عشر، الّذي يعيبه أبو فخر على الفلسطينيّين، يَسقط فيه هو نفسه بإسقاطه مفهوم «الوطنيّة» على الدولة العثمانيّة، وذلك بقوله عن ظاهر «خائن لدولته»، وهو سقوط في الإسقاط مرّتين، الأوّل: بتخوينه لظاهر؛ لأنّ الخيانة - مفهومًا لا اصطلاحًا - لدى أبو فخر مستمدّة من نفس قاموس الهويّة الوطنيّة الحديث، والثاني: بقوله لـ «دولته»، فالدولة العثمانيّة في حينه لم تكن دولة وطنيّة بالمعنى الحديث لمفهوم الدولة؛ فهي سابقة في تعريفها وبنيتها على ذلك، لأنّها من نوع الدول التقليديّة ذات الحاضرة الإمبراطوريّة، الّتي يقوم الانتماء إليها على الولاء للأسرة الحاكمة المُسْتَمَدّ اسم الدولة منها، على غرار الدول في التاريخ، مثل الأمويّة والعبّاسيّة، حيث لم تكن تتطابق الدولة مع مجتمعها بتعبير عبدالله العروي. بينما شرط وطنيّة الدولة الحديثة تطابقها التامّ مع المجتمع، كأمّة مواطنين في إطار السيادة على إقليم جغرافيّ محدّد.

لقد تمرّد ظاهر العمر على العثمانيّين، واعتبرته الأسرة الحاكمة في إسطنبول خائنًا، وتمرّده لم يكن ممكنًا لولا أن جرى في إقليم جغرافيّ احتضن ذلك التمرّد، وهو الجليل...

لقد تمرّد ظاهر العمر على العثمانيّين، واعتبرته الأسرة الحاكمة في إسطنبول خائنًا، وتمرّده لم يكن ممكنًا لولا أن جرى في إقليم جغرافيّ احتضن ذلك التمرّد، وهو الجليل، الّذي بالكاد اقتصرت سلطة العثمانيّين فيه على جَنْيِ الضرائب من أهله عبر وكلاء محلّيّين.

ليس المهمّ فقط، في كيف ننظر أنا وأنت اليوم إلى شخصيّة ظاهر العمر وتجربته، إنّما الأهمّ هو: كيف نظر سكّان إمارة حكمه إليه في حينه؟ عن ذلك، نترك لأبو فخر العودة للأرشيف العثمانيّ، فهناك سيجد الجواب.

 

صناعة الأبطال كظاهرة حداثيّة

في ردّه على أبو فخر، الّذي جاء بعنوان «الفلسطينيّون ليسوا ملفّقين، ردًّا على صقر أبو فخر»، يحاجج إبراهيم نصر الله مدافعًا عن روايته في الأساس بمنطق المؤرّخ لا بمنطق الروائيّ، وهذا ما قد يؤخذ عليه!

ليست الرواية التاريخيّة قصّة، إنّما فيها قصّة وشرطها الجمال والتخييل، ثمّ إنّها ليست كتابة للتاريخ، بقدر ما هي بناء للذاكرة؛ فالأدب يثابر على خلق ما لم يحدث وليس ما حدث فقط. بالتالي، إنّ رواية «قناديل ملك الجليل» لنصر الله ليست تأريخًا لكيان سياسيّ اسمه فلسطين؛ لأنّه لم يكن موجودًا أساسًا، إنّما هي إحياء لذاكرة المكان - الفلسطينيّ الّذي يجري الصراع على الكيانيّة فيه حديثًا، من خلال بعث شخصيّات وترميزها تركت فيه أثرًا حضاريًّا – عروبيًّا مثل ظاهر العمر، بصرف النظر عن موقفه من العثمانيّين، وموقفهم منه.

ليست الرواية التاريخيّة قصّة، إنّما فيها قصّة وشرطها الجمال والتخييل، ثمّ إنّها ليست كتابة للتاريخ، بقدر ما هي بناء للذاكرة؛ فالأدب يثابر على خلق ما لم يحدث وليس ما حدث فقط...

ليس بعث الأبطال في المكان السابق على الكيان السياسيّ فيه وترميزهم اختراعًا فلسطينيًّا، ولا عربيًّا، إنّما هي ممارسة قامت وما زالت في الدول القوميّة الحديثة، في سياق الحداثة ذاتها. لو تواضع أبو فخر قليلًا، وأطلّ برأسه على مناهج تدريس مادّة التاريخ في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لوجد فيها ما هو أكثر من تعبيره من «اختراع وفبركة»، في ترميز وأسطرة لشخصيّات تاريخيّة، سابِق وجودها على نشأة كيانات تلك الدول حديثًا.

غير أنّ تلك الدول، لا ترى في ذلك فبركة ولا تلفيقًا، ودون أن يمسّ ذلك بمتانة هويّاتها الوطنيّة وأنظمتها السياسيّة، على خلاف ما يدّعيه أبو فخر بنوع من السذاجة، إنّما هو جزء من مشروعها الوطنيّ الّذي يقوم على صناعة الذاكرة الجماعيّة وبنائها. حتّى في إطار تركيا الحديثة، الّتي يُعَدّ كيانها القوميّ الحاليّ قَطْعًا مع الإرث العثمانيّ فيها، فإنّ مؤسّساتها الوطنيّة الحديثة، ظلّت تثابر بسياسيّيها ومثقّفيها على إعادة إنتاج الإرث العثمانيّ بسلاطينه وعلمائه وأبطاله، بوصفهم مؤسّسين ورموزًا أتراكًا وطنيّين، دون اعتبار ذلك تلفيقًا؛ لأنّ ذاكرة السكّان في المكان أعمق وأقدم من تاريخ الكيان السياسيّ الحاليّ، فلدى المؤسّسات الوطنيّة الحديثة قناعة مُفادها أنّ في كتابة التاريخ شيئًا غير العلم.

 

التأريخ من الأسفل، متجاوزًا عبوديّة الوثيقة

يعيب أبو فخر في كلا مقالَيه على بعض مَنْ يكتب تاريخ فلسطين بالاستناد على المرويّات الشفويّة، الّتي يعتبرها «حكايات ريفيّة شعبويّة»، كما يعتبر كتب سيرة ظاهر العمر لميخائيل نقولا الصبّاغ، ومن قبله جدّه عبّود إبراهيم الصبّاغ «حكايا متقادمة وبالية»، مقترحًا العودة للأرشيف العثمانيّ، الّذي لم يستند إليه أبو فخر نفسه، ولو بمعلومة واحدة موثّقة عنه في مقالَيْه، إنّما اكتفى في تخوين ظاهر وظاهرته وسبّهما.

إنّ مناهج «كتابة التاريخ» الحديثة، الّتي ينادي صاحبنا بالالتزام فيها، قد تطوّرت في مدارس علم التأريخ الغربيّة، بدءًا بـ «المدرسة المنهجيّة» لكتابة التاريخ في مطلع القرن التاسع عشر، حين أعطى مؤرّخوها للتاريخ معنًى علميًّا، تحرّر فيه من الفلسفة واللاهوت، وأصبح التاريخ يُصْنَع بالوثائق إلى حدّ تقديسها.

إنّ أيّ باحث في التاريخ، وتحديدًا التاريخ الاجتماعيّ، يحترم تخصّصه ويعتبر نفسه مفتوحًا على تحوّلات مناهج كتابة التاريخ الحديثة، لا يمكنه أن يعتبر المرويّ من الإرث الشفويّ في بلاده كلامًا شعبويًّا وباليًا...

ثمّ طوّرت «مدرسة الحوليّات» في النصف الأوّل من القرن العشرين علم التاريخ، إلى أن اتّسعت مناهج كتابته في النصف الثاني من نفس القرن، على مساحات شملت التراث المرويّ – الشفويّ، في محاولة علميّة لتجاوز سلطة الوثائق الرسميّة، من أجل الإصغاء لصوت المنسيّين، وإبراز أثرهم المُهَمَّش والمُسْتَثْنى من التاريخ، ما يُعْرَف بـ «التأريخ من الأسفل»، أي النظر إلى التاريخ من دهليزه لا من على سطحه فقط.

إنّ أيّ باحث في التاريخ، وتحديدًا التاريخ الاجتماعيّ، يحترم تخصّصه ويعتبر نفسه مفتوحًا على تحوّلات مناهج كتابة التاريخ الحديثة، لا يمكنه أن يعتبر المرويّ من الإرث الشفويّ في بلاده كلامًا شعبويًّا وباليًا، إلّا إذا كان مدّعيًا.

 

عودة على ظاهر العمر

في كتابه «ظاهر العمر» (مطبعة وأوفست الحكيم – الناصرة، 1979)، يتناول المحامي توفيق معمر تاريخ سيرة ظاهر العمر والزيادنة عمومًا، معتمدًا على مصادر متنوّعة، مثل كتب البيوغرافيا، ورحلات الرحّالة والمستكشفين، فضلًا على الوثائق الكنسيّة وتقارير القناصل الأجنبيّة، بدون رجوعه إلى الأرشيف العثمانيّ الّذي لم يكن متاحًا لمعمر في سبعينات القرن الماضي، عند إعداده الدراسة في حينه.

غير أنّ ما يميّز مصادر دراسته شمولها للموروث المرويّ – الشفويّ، الّذي تناقلته الأجيال في الجليل من سرد مرويّ، وشعر عامّيّ – محكيّ، وأهازيج وغناء وموثبات، الّتي جمعها توفيق معمر عن رواة ومسنّين، حفظوا عن أجيال سبقتهم تلك الذاكرة المتعلّقة بمرحلة الزيادنة وحكمهم.

ما يميّز الإرث المرويّ – الشفويّ، ليس صحّته التاريخيّة من عدمها، إنّما لأنّه يعطي لغة حيّة لتاريخ مرحلة حكم الزيادنة في القرن الثامن عشر...

ما يميّز الإرث المرويّ – الشفويّ، ليس صحّته التاريخيّة من عدمها، إنّما لأنّه يعطي لغة حيّة لتاريخ مرحلة حكم الزيادنة في القرن الثامن عشر، فضلًا على أنّ المرويّ – الشفويّ يُفْصِح عن القاموس الاجتماعيّ، المتضمّن تفاصيل من إيقاع اليوميّ، والوجدانيّ الشعبيّ، والمعيشيّ، كذلك لدى سكّان عرب الجليل في علاقتهم بحكم ظاهر العمر، سواء كانوا مُحِبّين موالين أو خصومًا مُعادين لحكمه، وهذا ما لا يمكن الوثائق الرسميّة ولا الأرشيفات أن توفّره؛ لأنّها بلغة الدولة لا بلغة المجتمع وأهله.

لم يكن ظاهر العمر مؤسّسًا لمشروع وطنيّ فلسطينيّ مبكّر، حتّى لو أراد ذلك مؤرّخ فلسطينيّ معاصر، الّذي استشهد به نصر الله في مقاله، وهو ما ظنّه أيضًا توفيق معمر في كتابه؛ لأنّ ثقل إرث حكم الزيادنة على المستويين الاجتماعيّ والعمرانيّ، ظلّ محدودًا في رقعة جغرافيّة محدّدة من فلسطين – الّتي لمّا تكن كيانًا سياسيًّا بعد – وهي الجليل، وهذا ما يؤكّده أدب التذكّر الشعبيّ – الشفويّ، الّذي يجعل من حكم الزيادنة ذاكرة مقتصرة على عرب الجليل، لا على كلّ عرب فلسطين.

 

في الختام

حظي ظاهر العمر وحكمه بسيرة دافئة في ذاكرة أهل الجليل، وعموم أهالي فلسطين، ليس لأنّه بطل قوميّ، بل لأنّ تجربته تركت إرثًا في عروبة المكان، قبل أن يتحوّل إلى كيان بهويّة وطنيّة حديثة؛ فالإرث العمرانيّ لحكم الزيادنة والباقي منه حتّى يومنا، في كلّ من عكّا وطبريّة والناصرة، وفي بلدات مثل شفاعمرو ودير حنّا وعرّابة وعبلّين وغيرها، يعتبر الوجه العروبيّ المادّيّ للمكان الّذي تستند إليه الهويّة الفلسطينيّة الحديثة، في ظلّ صراعها القائم على الأرض مع الصهيونيّة. من هنا، يمكننا تفسير لماذا ينظر البعض إلى حكم ظاهر العمر كتجربة وطنيّة.

غير ذلك، فإنّ الزيادنة كانوا قد تمدّدوا في النسيج الاجتماعيّ المكوّن لأهل شمال فلسطين، عبر المجاورة وأواصر المصاهرة والنسب، ومن سُلّان ظاهر العمر وأبنائه، ما زالوا باقين في فلسطين إلى يومنا؛ ما يؤدّي إلى النظر بأثر رجعيّ إلى الزيادنة كأسرة فلسطينيّة، حكمت البلاد يومًا ما. فضلًا على تصالح ظاهر العمر وحكمه في حينه، مع التنوّع المذهبيّ – الدينيّ خلال حكمه في فلسطين، ولا سيّما الجليل؛ وهو الأمر الّذي جعل من تاريخ حكمه، ذاكرة وطنيّة جامعة لهذا التنوّع. أمّا اعتباره وفق الأرشيفات العثمانيّة خائنًا فهذا آخر الهمّ.

في فلسطين المحتلّة، للتذكير فقط، نروي حكايانا، وندوّن ذاكرتنا، ونكتب تاريخنا في سياق تحدّ جارٍ على حقّنا في الأرض ووجودنا عليها...

في فلسطين المحتلّة، للتذكير فقط، نروي حكايانا، وندوّن ذاكرتنا، ونكتب تاريخنا في سياق تحدّ جارٍ على حقّنا في الأرض ووجودنا عليها؛ وبالتالي، الانتماء إلى عروبة المكان، سابقة بطبيعتها على الولاء للكيان بمعناه السياسيّ الحديث.

إنّ المثابرة على كتابة تاريخ حقيقيّ ضرورة علميّة، لكنّا نحتاج إلى حقائق تخدمنا وتمكّنّا أيضًا. وعلى مَنْ يقترح علينا حقائق علميّة، ترى بموروثنا وذاكرتنا إرثًا «باليًا»، أن يتريّث ويتواضع قليلًا، فالعلم ذاته بات أكثر تواضعًا ممّا مضى.

 

 

علي حبيب الله

 

 

باحث في العلوم الاجتماعيّة. حاصل على ماجستير فلسفة التاريخ من الجامعة الأردنيّة، وماجستير في الدراسات العربيّة المعاصرة من جامعة بير زيت. يعمل في مجال الاستكمال التربويّ في القدس، ويكتب المقالة في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة.

 

 

التعليقات