22/05/2023 - 16:09

«أوراق السجن»... قصّة نجاة

«أوراق السجن»... قصّة نجاة

«دفاتر السجن: من أروقة الكنيست إلى سجون الاحتلال» (2022)

 

للحديث عن «أوراق السجن» في مساحة محدودة ما يحمل على التكثيف، وأيّ تكثيف أكثر جرأة من تجميد الزمن في لحظات تكتب السجن وترسمه؟ هذا ما فعله باسل غطّاس بالكتابة، وما فعله وليد دقّة بالرسم. ونحن، في العوالم الغريبة للإنسانيّات والعلوم الاجتماعيّة، نسعى دومًا إلى تحويل التجريد الكلاميّ إلى صور، وتحويل التجريد الصوريّ إلى كلام؛ في محاولة بائسة لترجمة ’النصّ‘ للآخرين بادّعاء مفاده أنّنا نتقن اللغتين.

اليوم، لدينا وثيقتان في وصف السجن، تدوِّنان تاريخه السياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ؛ واحدة بالرسم أنجزها وليد دقّة، وأخرى بالكلام أنجزها باسل غطّاس، ثمّ تقاطعت مصائر صانعَي الوثيقتين في الأسر. قبل عامين من تفكير باسل في إسعاف الأسرى بهواتف نقّالة، بين العامين 2014 و2016، اعتقد وليد أنّ تصوير حياة الأسرى بالرسم أسهل من الكتابة لتهريبها/ تحريرها إلى خارج السجن. لذا، تقدّم هذه المقالة وصفًا موجزًا لهاتين الوثيقتين، وبعض مفاتيح القراءة من حيث الماهيّة، تقاطع المصائر، القدرة على تحويل الروتين إلى بشارة، تحويل الملل إلى فنّ، استعادة مفهوم الفداء ليصبح السؤال: مَنْ يخلّص المخلّص؟

في الوثيقة الأولى، رسم الأسير في السجون الصهيونيّة منذ عام 1986، وليد دقّة، سلسلة كاريكاتير مكوّنة من 8 صفحات، تحاكي مقاطع كاميرا المراقبة في «سجن هداريم»، الّتي حصلنا على تصوير هاتفيّ لها رديء الدقّة بعد أربع سنوات على رسمها.

في الوثيقة الأولى، رسم الأسير وليد دقّة، سلسلة كاريكاتير مكوّنة من 8 صفحات، تحاكي مقاطع كاميرا المراقبة في «سجن هداريم»...

تصوّر الرسومات حياة الأسرى اليوميّة في مقاطع مستطيلة (Panels)، بمعدّل 6 مستطيلات في الصفحة الواحدة، بحيث يعكس كلّ منها جانبًا من حياة الأسرى، ويبلغ عددها الكلّيّ 22 مشهدًا؛ أي ضعف فصول الكتاب، و5 مقاطع غير مرقّمة، ومقطعًا فارغًا. تصف الرسومات ما تخيّله وليد من مقاطع لشاشة كاميرا المراقبة لغرف أو ’إكسات‘ قسم (3)، الخاصّ بالأسرى الفلسطينيّين السياسيّين، وعددها 40 غرفة. كلّ مقطع منها يمثّل فاعليّة من الروتين اليوميّ للأسرى في تلك ’الإكسات‘، الّتي كان يدرك وليد أنّ كاميرات المراقبة الخاصّة بإدارة السجن تسجّلها على مدار الساعة. لكنّه لم يكمل هذه السلسلة بسبب نقله من «سجن هَداريم» في أمّ خالد المحتلّة، إلى «سجن رامون» في صحراء النقب المحتلّة، ومن ثَمّ إلى «سجن نفحة» المجاور.

توقّف الزمن عند المقطع الفارغ في أسفل الصفحة رقم (8)؛ فلم يتمكّن وليد من استكمال رسم الفعاليّات اليوميّة للأسرى في بقيّة ’الإكسات‘، إذ كان قد أُبْلِغَ بالنقل بعد الانتهاء من المقطع 22. حينذاك، أرسل وليد الرسومات الفعليّة في بريد الأسرى - أي بالتهريب - من «سجن هداريم» إلى «سجن إيشل» في بئر السبع المحتلّة، ومنه إلى «سجن رامون»، حيث تسلّمها إخوته الأسرى، وأخرجوا منها نسخة عبر تطبيق «واتساب»، هي النسخة الوحيدة الّتي لدينا الآن.

حين وصل وليد إلى «سجن رامون»، رفض هناك استقباله مَنْ رفض استقباله، ولمَنْ رفض استقباله عباءة من حرير. عندها، سلّم رفاق وليد الأسرى الرسومات له ليخرجها معه إلى «سجن نفحة»، لكنّ تفتيش حقيبته، بتوصية من «جماعة الكابو» على ما يبدو، أدّى إلى مصادرة الرسومات الّتي يُعْتقَد أنّها أُتْلِفَتْ بعد الاطّلاع على فحواها.

***

 

أمّا الوثيقة الثانية، فكانت مذكّرات باسل غطّاس «أوراق السجن»، الّتي نشرها «المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات» بعنوان: «دفاتر السجن: من أروقة الكنيست إلى سجون الاحتلال» (2022)، والّتي كتبها في فترة أسره الممتدّة من 2 تمّوز (يوليو) 2017 إلى 27 أيّار (مايو) 2019، في خمسة سجون وسبعة أقسام، وعلى ’كَتّابة‘ أهداه إيّاها وليد دقّة.

دخل باسل السجن إثر محاولة تهريب هواتف نقّالة للأسرى؛ متأثّرًا بمعاناة أمّهات الأسرى اللواتي فقدن القدرة على زيارة أبنائهنّ، وبخاصّة الراحلة صبحيّة - أمّ كريم يونس، والباقية فريدة - أمّ وليد دقّة. لم تشفع الحصانة البرلمانيّة لباسل غطّاس في زيارته إلى «سجن النقب» في 19 كانون الأوّل (ديسمبر) 2016، بعد لقائه وليد دقّة، فصوّرته كاميرا المراقبة وهو يسلّم رزمًا لأسير آخر، هو ممثّل المعتقل. بدأت حملة الملاحقة والشيطنة الصهيونيّة لباسل وحزبه؛ فتنازل عن حصانته المخترَقة لأنّه عربيّ، واحْتُجِز لغرض التحقيق، واستقال من البرلمان، وواجه وزارة المحاكم الصهيونيّة والنيابة، ودخل السجن بعد نحو سبعة أشهر من فعلته ’النكراء‘، ودفع غرامة ماليّة عالية.

بعد سجنه بوقت قصير، توقّف باسل عن عدّ الأيّام، وصار ’أسير عن جدّ‘، يصف الأيّام ولا يَعُدّها. كتب باسل مذكّراته، لكنّها تعرّضت للمصادرة ثلاث مرّات: مرّة خلال النقل من «هداريم» إلى «نفحة»، ومرّة خلال إخراجها، ومرّة خلال محاولة إدخالها لإطلاع وليد دقّة عليها. لكنّه كان أكثر حظًّا من وليد؛ إذ تمكّن من استعادتها عن طريق المحكمة. وبعد أربع سنوات أيضًا، تصلنا، اليوم، وثيقة باسل غطاس في كتاب مع مقدّمتين للأسيرين والقائدين الوطنيّين مروان البرغوثي ووليد دقّة، وقد تحلّل فيها باسل من الترتيب الزمنيّ لصالح ترتيب الزمن في أحد عشر فصلًا، تصف: الفورة، والبريد المتأخّر، والأوضاع الصحّيّة، وجامعة السجن، والبوسطة، والزيارات، والمناسبات الاجتماعيّة، والحياة الطبيعيّة، ومقتنيات المكتبة، وحكايات الرفاق، ويوم الحرّيّة. 

لم يحاول وليد بالرسم الانتقال من الزمن الموازي في السجن الأصغر إلى الزمن الاعتياديّ ’الاجتماعيّ‘ في السجن الأكبر، بل حاول نقل واقعه للّذين يقفون خارج عربة القطار الصدئة...

يبرز السؤال بعد وصف الوثيقتين: كيف نقرأ الواحدة منهما قبالة الأخرى، تنافذيًّا أو طباقيًّا، شكلًا ومضمونًا؟ كيف نقرأ رسم السجن بالألوان ووصفه بالكلمات؟ ثمّة وفرة في هذه المؤسّسة للمرئيّات وتأويلاتها، وللمقروءات وتفسيراتها، ولا شكّ في أنّ السجن لا يحتلّ مركز الصدارة فيها، ولن أحاول جعله كذلك، لكنّني سأكتفي بالإشارة إلى ستّة مفاتيح للقراءة.

أوّلًا، من حيث سبب الأسر، انضمّ وليد دقّة قبل أربعة عقود في عام 1983 إلى «منظّمة التحرير الفلسطينيّة»، تحت لواء «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»؛ استجابة لصرخة امرأة على كومة جثث في مذبحة صبرا وشاتيلّا: "وينك يا الله". آنذاك، وجد وليد نفسه يقاتل في سبيل توفير إجابة عن صرخة تلك المرأة؛ فإنّ الله يتجلّى في صورة مقاتل أحيانًا، والمقاتل يتجلّى في صورة مخلّص لرفاقه الأسرى أحيانًا أخرى. كان هدف وليد، في العمليّة الّتي حوكم عليها مع مجموعته الفدائيّة التابعة لإبراهيم الراعي، قبل أسره واستشهاده، كان تحرير الأسرى بالتبادل.

أمّا باسل فقد ناضل في صفوف «التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ»، الّذي انضمّ إليه وليد بالمناسبة في عام 1996، دون أن يدير ظهره إلى «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، ووجد نفسه يقاتل في سبيل إحداث كوّة تواصل بين سكّان السجن الأصغر من الأسرى، وسكّان السجن الأكبر من أهاليهم. كان هدفه تحرير أصوات الأسرى، وقد عزّ تحرير أجسادهم.  

***

 

ثانيًا، من حيث وسيط وصف السجن، لم يحاول وليد بالرسم الانتقال من الزمن الموازي في السجن الأصغر إلى الزمن الاعتياديّ ’الاجتماعيّ‘ في السجن الأكبر، بل حاول نقل واقعه للّذين يقفون خارج عربة القطار الصدئة الّتي يُحْتَجَزُ فيها الأسرى. لم يحاول باسل الذهاب في رحلة معاكسة من الزمن الاعتياديّ إلى الزمن الموازي، لكنّه وجد نفسه هناك محاولًا كسر عزلة مَنْ حشرهم قيامهم بواجبهم الوطنيّ المقاوم، في عربة قطار علقت في نفق النسيان، وصار سكّانها هم «المنسيّين في الزمن الموازي»، كما عنون وليد مسرحيّته الشهيرة.

ثالثًا، من حيث إخراج تعبير ’رفيق‘ من لعنة الابتذال، لم يتّخذ باسل ولا حزبه من وليد ورفاقه وإخوانه الأسرى رصيدًا انتخابيًّا، بل ذهب حتّى النهاية في كسر عزلته، حدّ أنّه دخل الأسر في سبيل ذلك. ولعلّ في ’كلمة‘ وليد التقديميّة للكتاب، وفي الفصل الخامس الّذي كرّسه باسل لـ ’البوسطة‘، ما يشير إلى أنّهما لم ينقذا مفهوم ’رفيق‘ فحسب من لعنة الابتذال، بل أنقذا مفهوم ’رفيق القيد‘ من لعنة المجاملة أيضًا؛ حيث قُيِّدا معًا، وحرفيًّا، بقيد واحد في رحلة اليومين الطويلين، في ’جهنّم البوسطة‘ من «سجن جلبوع» في بيسان المحتلّة، إلى «سجن رامون» و«نفحة» في صحراء النقب المحتلّة. كان باسل غطّاس رفيق وليد دقّة في القيد ’حتّى العظم‘، كما كان زكريّا زبيدي رفيق وليد دقّة في المرض "حتّى النخاع".

لم يتّخذ باسل ولا حزبه من وليد ورفاقه وإخوانه الأسرى رصيدًا انتخابيًّا، بل ذهب حتّى النهاية في كسر عزلته، حدّ أنّه دخل الأسر في سبيل ذلك...

رابعًا، ومن حيث المقولة الوطنيّة الجامعة، دشّن وليد في سنوات أسره الّتي قاربت على الأربعين، وباسل في سنوات أسره الّتي بدت كذلك، نماذج ملهِمة في تجاوز طائفيّة اليسار، وقبليّة اليمين، و’مياصة‘ الوسط. أقام باسل في قسم أحمد سعدات، وحاضر في جامعة مروان البرغوثي، وقرأ من مكتبة إبراهيم حامد، وساجل باسم خندقجي، وفسّر أحلام ثائر حمّاد. لذا؛ لا غرابة أن جاءت مذكّراته مرآة للصراع بين حركة التحرّر الوطنيّ الفلسطينيّ، والحركة الصهيونيّة ودولة مستوطنيها، ولما تبقّى للفلسطينيّين من صوت يحمل مقولتهم الوطنيّة العفيّة لا يزال موجودًا في ’الجغرافيا السادسة‘، الّتي لا سيادة فيها إلّا لإرادة الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة الأسيرة، ومقولتها الجامعة.  

خامسًا، ومن حيث النقد، الّذي أوصى إدوارد سعيد بتقديمه على التضامن، عرّى وليد انحراف الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة في رحلتها التراجيديّة من الكفاح المسلّح إلى كفاحِ المسلّح، في «يوميّات المقاومة في مخيّم جنين» (2004)، وفي «صهر الوعي» (2010)؛ فبعد «انتفاضة الأقصى»، يسّرت الرسميّة الفلسطينيّة صهر وعي الفلسطينيّين في السجنين الأصغر والأكبر في المرحلة الأولى. في ما أسهم الانقسام الفلسطينيّ في المرحلة الثانية، واستشراء التنسيق الأمنيّ في السجن الأكبر - الّذي امتدّ إلى السجن الأصغر ليتّخذ شكل «الكابو» - في تعميق سياسات ’الإغواء والإغراء‘، وتعزيز النقلة الّتي حدثت في نظام السجن الصهيونيّ من مراقبته للفلسطينيّين إلى مراقبة الفلسطينيّين لأنفسهم؛ أي من مراقبة الأقلّيّة للأكثريّة إلى مراقبة الأكثريّة للأقلّيّة. أمّا باسل فقد اعتمد تنظير وليد، وذهب مباشرة وبجرأة؛ لتسمية العدوّ عدوًّا، والمتواطئ متواطئًا، والرفيق رفيقًا، من غير سوء.

أخيرًا، ومن حيث قصّة هاتين الوثيقتين، وعلى وفرة من قصص النجاح في فلسطين المُؤَنْجَزَة، فهي قصّة نجاة لم تتورّط في ادّعاء النجاح؛ فالوثيقتان، رسومات وليد وكلمات باسل، تشكّلان مدوّنة أصليّة وأصلانيّة في وصف التاريخ السياسيّ والاجتماعيّ والثقافيّ للسجن. كما أنّ من المفارقة تمكّن الوثيقتين من النجاة من نظام الرقابة الصهيونيّ، الّذي تحضر فيه كاميرات المراقبة على نحو بغيض.

كانت شاشات كاميرات المراقبة في «سجن هداريم» محلّ المخيال الفنّيّ لوليد، وهو الأسير الّذي لا يملك إلّا الحصانة الوطنيّة من صهر الوعي، ومن مكاسب ملهى الإغواء والإغراء. وأمّا شاشات المراقبة في «سجن كتسيعوت»، فكانت محلّ المخيال الكابوسيّ الّذي لازم باسلًا في معموديّة أسره، رغم حصانته الّتي أفسدتها عروبته. لكن يبقى السؤال: هل كان وليد سيضيف مقطعًا لغرفة زيارة الأسرى إلى ’إكساته‘ الأربعين، لو لم تصادر إدارة السجن رسوماته بتوصية من «الكابو» الفلسطينيّ؟

هذا سؤال برسم وليد الّذي توقّف عن الرسم والكتابة منذ أن هزل جسده، واتّسع القيد، حرفيًّا على معصمه، ومنذ أن تواطأ المرض مع إدارة السجن على جسده. تحرّر باسل بعد انقضاء محكوميّته، ومن محاسن القدر أنّه بيننا الآن. أمّا وليد فكان من المفترض أن يكون يوم الجمعة 24 آذار (مارس) 2023 هو اليوم الأوّل في حرّيّته، بعد أن قضى في الأسر الصهيونيّ 37 عامًا. لكنّه يقبع الآن في «مستشفى سجن الرملة»، بعد أن استُؤْصِل جزء كبير من رئته اليمنى، فضلًا على استفحال مرض السرطان في نخاعه.

***

 

حارب وليد دقّة وحيدًا ظلم النظام الصهيونيّ في حكمه الأوّل في عام 1987، وفي تحديد فترة المؤبّد في عام 2012، وفي تمديد حكمه لسنتين إضافيّتين في عام 2018 - بسبب قضيّة الهواتف النقّالة الّتي حاول باسل إدخالها - وفي رفض عشرات الالتماسات. كما حارب، وحيدًا، خذلان الحركة الوطنيّة في استثنائه من صفقات التبادل والإفراج، أربع مرّات، وخذلان التذكّر.

وهبنا وليد أعمق ما يمكن أن يُكْتَب في تجربة السجن: سيرة ورواية ونظريّة. وها هو يحارب، وحيدًا، اللهمّ من رفقة زوجته المناضلة سناء سلامة و«حملة إطلاق سراح الأسير وليد دقّة»...

وهبنا وليد أعمق ما يمكن أن يُكْتَب في تجربة السجن: سيرة ورواية ونظريّة. وها هو يحارب، وحيدًا، اللهمّ من رفقة زوجته المناضلة سناء سلامة و«حملة إطلاق سراح الأسير وليد دقّة»، يحارب استفحال المرض في جسده المقاتل، واستفراد العدوّ في جسد الأسرى. 

ربّما تأمّل وليد مقام رأس الإمام الحسين الّذي في الجوار، حين كان في «مستشفى برزيلاي» في عسقلان المحتلّة، وربّما يتأمّل الآن طيف الخضر على حصانه وبيده الرمح الّذي سيصرع به التنّين في اللدّ المحتلّة الّتي في الجوار، وربّما تأمّل مسار يوحنّا المعمدان الّذي عمّد يسوع النبيّ قبل أن يدخل السجن، ويفقد رأسه حتّى يخلّص المخلّص الّذي في القدس. هذه أسئلة برسمنا، رسمها وليد دقّة بالألوان، ورسمها باسل غطاس بالكلمات، وسجّلت قصّة نجاتها على أجساد أصحابها. لنُجب عنها على نحو جماعيّ، ولنكن مع وليد دقّة وجميع الأسرى المرضى، والأسرى الشهداء، والشهداء الأسرى من أنيس دولة إلى خضر عدنان.

 


 

* نصّ المداخلة في حفل إطلاق كتاب باسل غطّاس «أوراق السجن: من أروقة الكنيست إلى سجون الاحتلال»، في «مؤسّسة عبد المحسن القطّان»، رام الله، بتاريخ 16 أيّار (مايو) 2023.

 


 

عبد الرحيم الشيخ

 

 

 

 أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافيّة والعربيّة في «جامعة بير زيت».

 

 

 

التعليقات