02/02/2021 - 01:50

«شمس»... الكتاب الّذي يحرّك ساكنًا

«شمس»... الكتاب الّذي يحرّك ساكنًا

غلاف كتاب «شمس»

 

شمس من زجاج

قصّة «شمس» للفنّانة العراقيّة سندس عبد الهادي قصّة للأطفال، صادرة عن «مؤسّسة تامر للتعليم المجتمعيّ»، رام الله، فلسطين، عام 2020. الكتاب في 63 صفحة مقسّمة على 4 فصول، يتناول قصّة الطفلة شمس، الّتي وُلِدَت من سلالة الرعد والأمّ الأرض، ذات القلب الكبير والعينين الدافئتين والشعر الحرّ.

تتعرّض شمس إلى حادثة انفجار في مدينتها، حيث يتكسّر جسمها المصنوع من الزجاج ويندلق ماؤها، وتشعر بالتعاسة، لكنّها تنجح رويدًا رويدًا في النهوضِ على قدميها ولملمة شتاتها، وتساعدها في هذه المهمّة صديقتها شفاء، فتستعيد شمس ذاتها، وتكسو الألوان جسدها من جديد، وفي النهاية تتحرّر شمس تمامًا، وتطير إلى المدى المفتوح حاملةً معها جذورها.

ثيمته (...) التعافي بعد الأزمة/ الصدمة/ الكارثة، انطلاقًا من الذات وبحثًا عن مكامن القوّة الداخليّة وتعزيزها، والاستناد إليها في لملمة الذات المتبعثرة بفعل الأزمة.

تشكّل شمس الشخصيّة المركزيّة في العمل الّذي يضمّ أيضًا شخصيّة شفاء المساندة لشمس، ولا يوجد في العمل إشارة أو توظيف لأيّ شخصيّات أخرى، وينسجم ذلك مع موضوع النصّ الأساسيّ، وثيمته الّتي هي التعافي بعد الأزمة/ الصدمة/ الكارثة، انطلاقًا من الذات وبحثًا عن مكامن القوّة الداخليّة وتعزيزها، والاستناد إليها في لملمة الذات المتبعثرة بفعل الأزمة، ومن ثَمَّ تشذيبها وصقلها والنهوض بها. ولذا، جاء توظيف الكاتبة لشخصيّة مركزيّة بعينها، وهي شمس المصنوعة من الزجاج، أكثر الموادّ قابليّة للكسر، منسجمًا مع موضوع القصّة الأساسيّ، ومعزّزًا لفكرة أنّ القوّة مصدرها داخليّ قبل أن يكون خارجيًّا، وفي السياق ذاته وظّفت الكاتبة شخصيّة مساندة واحدة فقط هي شفاء، بما يُسْهِم في تسليط الضوء بشكل واضح على شمس ومنابع القوّة فيها، أساسًا أوّليًّا وجوهريًّا لعمليّة التعافي.

 

السقوط من أعلى الولادة الجديدة

تخلق الكاتبة في سياق مشروع كتاب «شمس»، شخصيّة مبتكرة على شكل نخلة بوجه مثلّث، في ما يتمركز القلب موضع بؤبؤ العين، مصنوعة من زجاج ورمل، ويجوّفها الماء الرقراق النقي. تكوين فائض الحساسيّة والهشاشة، كما هي الحال لدى الأطفال في مناطق الصراع وبؤر التوتّر والنزاع في دول العالم الثالث، الّذين يتعرّضون بصورة متكرّرة إلى الخطر الجسيم في مسار من الحروب العبثيّة الطويلة، تكوينهم هذا يتشظّى بعد كلّ أزمة إلى آلاف القطع الصغيرة. الأمر ذاته تعيشه بطلة القصّة شمسس؛ إذ لا يمكن عقلها أن يُمَنْطِق الانفجار في ما يفضي إلى حالة الصدمة النفسيّة، الّتي هي ضمن تَمَوْضُعِها ومراحلها في بناء المشروع تشكّل قضيّة الكتاب بصورة جوهريّة. تبدأ هذه الحالة في الكتاب لحظة وقوع الانفجار، حيث تقول الكاتبة في وصف شمس بعد حدوث الانفجار الثاني مباشرة:

"أحسّت شمس بالشلل وغرقت في بركة من مائها، كانت ملقاة في مكانٍ ما، يذرف دموعًا جافّة، وقلبها ينبض مئات النبضات في الدقيقة"[1].

 

سندس عبد الهادي

 

تصف الكاتبة هنا بشكل لغويّ دقيق الدخول في حالة الصدمة، الّتي ينتج عنها الإحساس بالشلل والارتباك وفقدان القدرة على الفعل، كما يشير إلى ذلك فرويد في كتابه «موسى والتوحيد» (Moise et le Monotheisme)، حيث يصف الارتدادات الناتجة عن الصدمة النفسيّة بـ "أحداث تتعلّق بجسم الطفل، إدراكات حسّيّة بصريّة أو سمعيّة"[2]. وتبني الكاتبة الحدث في الكتاب بتطوّر المراحل الّتي يمرّ بها المصابون بالصدمة، لتتابع الأحداث وفقًا لهذه التراتبيّة؛ فعندما تستفيق شمس من هول الصدمة الأولى، تدخل في حالة الحزن والانزواء والعزلة، ويتغيّر شكلها نتيجةً لذلك. تصف الكاتبة شمس بعد مرورها بالتجربة الصادمة: "تغيّر شكل شمس، وبدت ضعيفة ومحطّمة، لا يستطيع أحد أن يعرفها لو نظر إليها، كانت تقف في مكان ما بارتباك شديد، وكأنّها بلا ملامح تنظر في الفراغ". لغة وصفيّة معجونة بمفردات الحزن والكآبة، وتشير إلى حالة الانغماس في الحزن الّذي يعقب الاستفاقة من شعور ارتباك الصدمة الأوّل.

 

شفاء من ذات التراب

بعد ذلك تبدأ مرحلة التعافي والشفاء الداخليّ، وخروج المكبوت من المشاعر السلبيّة على شكل جملة من التساؤلات، والشعور بالسخط وانعدام العدالة. تقدّم الكاتبة هنا تكوينًا متقاربًا ومتنافرًا في الوقت نفسه لشفاء، الشخصيّة المعادلة موضوعيًّا لليد المنفّذة والمرشدة والمساعدة، تكوينًا من ذات العناصر، الحرير والتراب، إلّا أنّها برأس تحيط به الأسلاك الشائكة وجذور ضاربة في العمق، تقول في وصفها: "كان اسمها شفاء، وكانت مصنوعة من الحرير والتراب، وتحمي رأسها الجميل أسلاك شائكة. أمّا جذورها فكانت ضاربة في العمق". وكأنّ الكاتبة أرادت أن تخلق تكوينًا محاطًا بحماية الخبرة الناتجة عن التجارب المتكرّرة، الّتي تُكْسِب مَنْ يمرّون فيها مهارة الحصول على مخرج في نهاية الأزمة، شفاء من ذات التراب، وبالتأكيد مرّت بالعديد من الصدمات السابقة في أرض الحروب الطويلة والمتكرّرة، ويمكنها بذلك أن تقدّم مخرجًا لشمس الواقعة لتوّها في الصدمة الأولى، لتبدأ شفاء بإكمال ترميم المتكسّر من زجاج شمس المُبَعْثَر بفعل الانفجار.

"حبيبتي لا تخافي، لقد نجا الجميع.

لقد حدثت فاجعة كبيرة، ما يهمّ الآن أنّك بخير".

حيث تبدأ عمليّة التعافي شيئًا فشيئًا، وبصورة تدريجيّة إلى أن تكتمل باندلاق الماء الآسن المترسّب في تجويفِ شمس، الّذي هو بطبيعة الحال ماء تلك التجربة القاسية، "وبحركة لاإراديّة انتفض جسدها الرقيق، وأخرج كلّ الماء غير الرائق الّذي كان بداخلها"؛ لتَخْرُجَ شمس من الأزمة أكثر نضوجًا بعد آلام الولادة الجديدة الّتي وفّرتها التجربة القاسية، تجربة الاقتراب من الموت واهتزاز ركائز الحياة في ذهنها وكيانها، في مرحلة ما قبل الانفجار، قبل حدوث الصدمة الّتي أحدثت ارتباكًا في طبيعة هذه العلاقة مع الحياة، ومن ثَمَّ مع الذات، وصولًا إلى شكل الوجود في تلك الحياة أيضًا، وهي مرحلة فارقة تعيد ترتيب الأشياء وزاوية النظر إلى العالم، تقفز بشمس سنين عديدة لتكبر بنقلة واحدة،  "الصغيرة شمس، لم تعد صغيرة بعد الآن، لقد تغيّر شكلها، صارت أكبر، وبدت أكثر ثباتًا وقوّة".

 يكفي جسدًا زجاجيًّا أن يسقط لأيّ سبب حتّى يتكسّر، وفي ذلك إشارة إلى مدى هشاشة الإنسان، وإلى إمكانيّة تعرّضه للكسر لأيّ سبب ومهما كانت طبيعة الأزمة.

وهكذا يترك الأطفال في واقع الحروب والأزمات طفولتهم تباعًا، بعد كلّ صوت انفجار يحدث هنا أو هناك، في فلسطين، والعراق، وسوريا، واليمن، وغيرها.

غير أنّه من الممكن النظر إلى مفهوم الهشاشة بِبُعْدِه الإنسانيّ العالميّ. يكفي جسدًا زجاجيًّا أن يسقط لأيّ سبب حتّى يتكسّر، وفي ذلك إشارة إلى مدى هشاشة الإنسان، وإلى إمكانيّة تعرّضه للكسر لأيّ سبب ومهما كانت طبيعة الأزمة. ومن الممكن النظر إلى هذا الجانب بإيجابيّة عالية، خاصّة عند التعامل مع الأطفال والكبار، ممّن تعرّضوا للصدمات أو الأزمات أيًّا كانت أسبابها، فكلّنا هشّ، وكلّنا قابل للكسر والتبعثر، وهذا أمر قد يحدث، ممّا قد يخفّف من شعورهم بالوحدة، ويشكّل مدخلًا لعمليّة التعافي.

 

القوّة الداخليّة

تركّز الكاتبة في قصّة «شمس» على مفهوم القوّة الداخليّة، وأهمّيّة البحث عميقًا في دواخلنا إلى حين اكتشاف منابع القوّة؛ فبعد تعرّض شمس للانفجار وتشظّي جسدها الزجاجيّ، "وضعت خصلة من شعرها في فمها، وببطء أخذت تمتصّ الماء الّذي انسكب منها، وشعرت بالراحة شيئًا فشيئًا... سحبت قطع الزجاج المتناثرة حولها، وبدأت تجمع نفسها قطعة قطعة... وصار الماء الّذي شربته ينساب في جسمها شيئًا فشيئًا... حتّى دبّت فيها الحياة من جديد". والنصّ حافل بالإشارات اللغويّة والبصريّة لفكرة التعافي الذاتيّ، والبحث عن مكامن القوّة في الداخل؛ فحتّى عندما حاولت شمس البحث عن شيء تألفه قبل الحادثة لم تجد غير الحطام، وحتّى بعد ظهور شفاء - الصديقة الجديدة الّتي حاولت مساعدة شمس بعد الانفجار - لم يشكّل ظهور هذه الشخصيّة السبب لتعافي شمس، وإن كان وجودها مصدرًا للدعم المعنويّ والنفسيّ للبطلة المحطّمة، وفي ذلك تعزيز للموضوع الرئيسيّ للقصّة.

تسلّط الكاتبة الضوء على حالة قد يعيشها كثير من ضحايا الأزمات ولا سيّما الأطفال، وهي حالة جلد الذات، الّتي تنتج عن عدم قدرتهم على تفسير ما تعرّضوا له منطقيًّا، بسبب هول الأزمة أحيانًا؛ لذا قد يلجأ كثير منهم إلى لوم ذاته على وقوع الأزمة، ويؤدّي وقوع الضحيّة في هذه الدوّامة إلى تكثيف حالة الحزن والاكتئاب، ويشكّل تحدّيًا أمام عمليّة التعافي برمّتها. في القصّة مثلًا تسأل شمس نفسها كثيرًا من الأسئلة في محاولة منها لتفكيك ما حدث: "لماذا فعلوا هذا بي؟ هل لأنّني رسمت نخلة طويلة وجميلة؟ هل شعري هو السبب في ما حصل لي؟".

ولا تنتهي القصّة عند نجاح شمس في لملمة جسدها المكسور وتعافيه، تبقى روحها مضطربة تبحث عن العدالة، ومرّة أخرى تجد القوّة في داخلها، في دموعها الّتي تسقط على بتلاتها فيتلوّن جسدها...

ولا تنتهي القصّة عند نجاح شمس في لملمة جسدها المكسور وتعافيه، تبقى روحها مضطربة تبحث عن العدالة، ومرّة أخرى تجد القوّة في داخلها، في دموعها الّتي تسقط على بتلاتها فيتلوّن جسدها، ويعكس ما حوله من جمال. وفي النهاية، تبحث شمس عن الحرّيّة والتحليق في عالمها المفتوح، حيث تُخْرِج قدميها من الأرض وتطير، تحلّق عاليًا وبعيدًا، لكنّها في الوقت ذاته تحمل جذورها معها، وفي ذلك التقاء بين عالم مفتوح واسع تريد أن تكون شمس جزءًا منه، وبين عالمها الأصليّ وهويّتها المتمثّلة بجذورها.

 

الكتابة فعل للتطهّر

سندس عبد الهادي، الكاتبة والرسّامة العراقيّة الّتي عاشت حدثًا مماثلًا في واحدة من زياراتها إلى العراق، وسمعت أصواتًا عديدة لسلسلة من الانفجارات، كما عبّرت عن ذلك في فعاليّة إطلاق الكتاب الّذي نظّمته «مؤسّسة تامر للتعليم المجتمعيّ» الّتي نشرته، أرادت بلا شكّ أن تتطهّر، ومعها كلّ الأطفال الّذين يتعرّضون لأزمات يسبّبها وجودهم في دائرة خطر الموت المفاجئ، في كلّ مناطق الحروب، من وقع هذه التجربة ومرارتها، والكتابة بلا شكّ تستطيع أن تفعل ذلك.

يُنْظَر إلى الكتابة تاريخيًّا كأداة من شأنها التخفيف من ثقل هذه الأعطاب بترجمتها إبداعيًّا، تحديدًا منذ النظرة الأرسطيّة الّتي يصنّف أرسطو بواسطتها التطهير في كتابيه «فنّ الشعر» و«السياسة»، بأنّه تصفية لانفعالات الشفقة والخوف اللذين تثيرهما التراجيديا، جاعلًا منه نتيجة حتميّة لتأثيرات العرض المسرحيّ على نفس المتلقّي وما تبثّه من مشاعر. والتطهير بلفظ «katharis» مصطلح باللغة اليونانيّة مستخدَم في الطبّ، ويعني التفريغ العاطفيّ والجسديّ، وقد استخدمه اليونانيّون بمعانٍ عدّة، منها دينيّ وجماليّ وفسيولوجيّ وطبّيّ ...، وهو "إجلاء أو إخلاء أو كما يُقال غالبًا تزكية أو تصفية في الكلام على تصفية الأهواء، وهو مصطلح استعمله المحلّلون النفسانيّون، ولا سيّما بروير وفرويد، للعمليّة الطبّيّة النفسيّة الّتي تقوم على الوعي بفكرة، أو بذكرى يُحْدِث كبتها اضطرابات جسديّة أو عقليّة، وتخليص الشخص منها بهذه الطريقة"[3].

وبذلك تُسهم الكتابة في تجاوز الفجوة القائمة بين يأس الواقع ورجاء أمل الخلاص منه، والأطفال يحتاجون إلى مَنْ يشير بوضوح إلى أزماتهم كما يفعل هذا الكتاب، أن يقول لهم إنّي أعرف أنّ ما حدث هو فعل من التهشيم والانكسار، وبأنّي أيضًا أستطيع أن أرى بوضوح الندوب والجروحات الّتي خلّفها ذلك، وأن أحسّ بمجرى القلق في عروقكم وما يترافق معه من أسئلة، وأتفهّم شعوركم بانعدام العدالة وانعدام ثقتكم بالكثير من القِيَم وتداعي إيمانكم بها، لكنّني ومعكم نستطيع الخروج بصيغةٍ ما من كلّ هذا.

هذا الوضوح في التعامل مع الأطفال مهمّ جدًّا، ومُقَدَّم بسلاسة في كتاب «شمس»، على النقيض ممّا يحدث أحيانًا من مراوغة للأطفال، وتسليع جملة من المفاهيم الجاهزة الّتي تضع حلولًا نموذجيّة وسحريّة لكلّ شيء...

هذا الوضوح في التعامل مع الأطفال مهمّ جدًّا، ومُقَدَّم بسلاسة في كتاب «شمس»، على النقيض ممّا يحدث أحيانًا من مراوغة للأطفال، وتسليع جملة من المفاهيم الجاهزة الّتي تضع حلولًا نموذجيّة وسحريّة لكلّ شيء، كما تفعل اتّجاهات الكتابة الكلاسيكيّة المقدّمة للطفل في سوادها الأعظم. إنّ ما يقوم به كتاب «شمس» من تحريك للساكن في المفاهيم التقليديّة المتعلّقة بالكتابة للطفل، الّتي تضع جملة من المحاذير حول حساسيّة ما يمكن أن يُقَدَّم له، وهذا التحريك الساكن الّذي يحيط بهذه المفاهيم، في حقيقته هو إنجاز لواقع الطفل الّذي هو واقعنا كذلك. إنّه ترجمة لفهمٍ أكثر نفاذًا إلى جوهر العلاقة القائمة بين الأطفال من جهة، ومَنْ يصنع لهم كتابًا، من كتّاب وكاتبات، ورسّامين ورسّامات، وناشرين وناشرات، ومناقشين ومناقشات.

 

الرسومات

وتشكّل رسومات الكتاب محطّة مميّزة في العمل، الّذي قد يجده كثير من القرّاء مُنْتَجًا فنّيًّا بصريًّا في الدرجة الأولى. ومن الممكن جدًّا النظر إلى الكتاب فعلًا كمجموعة من اللوحات المتكاملة، الّتي تقدّم في حدّ ذاتها فكرة التعافي من منظور إبداعيّ؛ فبِتَتَبُّع لوحات الكتاب، ثمّة تقديم مختلف مبتكر لشخصيّة شمس، سواء في توظيف الألوان الّتي بدأت بالأسود والأبيض، ثمّ تحوّلت مع مسار الأحداث إلى ألوان زاهية ومنعشة، بما ينسجم مع القصّة ومراحل التعافي. ويُعْتَبَر تصميم الكتاب وإخراجه تجربة متميّزة على مستوى إصدارات أدب الأطفال في فلسطين؛ إذ إنّ إخراج اللوحات ورقيًّا ورد في مواقع عدّة في الكتاب، بطريقة تجعل اللوحات مكمّلة لذاتها، وتمنحها امتدادًا يعزّز فكرة النصّ وثيمة العمل ككلّ.

تقدّم سندس عبد الهادي في كتاب «شمس» مشروعًا ثقافيًّا مكتملًا لأدب الطفل، مشروعًا أدبيًّا علاجيًّا فنّيًّا تراثيًّا تلفّه المحاولة المستمرّة، والانحياز إلى كلّ ما هو حقيقيّ وقريب ومعايش بصورة حيّة لاحتياجات الأطفال، ومُسْتجيب لها؛ فقد مكثت في إنجازه نحو عشر سنوات من المحاولة والاختبار والتجريب والنموّ لهذه التجربة، لتضع عملًا إبداعيًّا بين يدي القارئ الصغير.

..........

إحالات:

[1] سندس عبد الهادي، شمس (رام الله: مؤسّسة تامر للتعليم المجتمعيّ، 2020).

[2] سيغموند فرويد، موسى والتوحيد، ط4 (بيروت: الطبعة الرابعة، 1986).

[3] لالاند أندريه، موسوعة لالاند الفلسفيّة، المجلّد الأوّل (بيروت: عويدات للطباعة والنشر، 2012).

 

 

التعليقات