22/11/2018 - 11:56

مُقاطَعَة: نريد لموسيقانا أن تكون وسيلة للتشويش، وخللًا في النظام

مُقاطَعَة: نريد لموسيقانا أن تكون وسيلة للتشويش، وخللًا في النظام

مُقاطَعَة | photophunk

 

المصدر: The Guardian.

ترجمة: فريق تحرير روزَنَة - فُسْحَة.

 

يُعرف "مُقاطَعَة" محلّيًّا على أنّه "عرّاب" مشهد الـ "هيب – هوب" في مدينة رام الله الفلسطينيّة، فبعد أن كان عضوًا سابقًا في المجموعة المشهورة "رام الله أندرغراوند"، شكّل فرقة لـ "الهيب – هوب" التجريبيّ، ترتكز على اختيار عيّنات من أصوات المدينة، أثّرت في جيل جديد من الموسيقيّين الفلسطينيّين.

ينحدر "مُقاطَعَة" من أسرة لاجئين فلسطينيّة، انتقلت بين نيقوسيا/ قبرص، وعمّان/ الأردنّ، قبل أن تعود إلى رام الله. وقد ظهر مؤخّرًا في فيلم وثائقيّ جديد: "فلسطين أندرغراوند Palestine Underground"، وهو يتتبّع أفراد ثقافة رقص الشوارع الصاعدة، الّذين يحيون حفلات ذاتيّة التنظيم في المنطقة. الوثائقيّ أُطلق على شبكة الإنترنت يوم 30 تشرين الأوّل (أكتوبر)، على موقع "شبكة Boiler Room".

 

 

"مُقاطَعَة" تعني أن تعطّل أو تقاطع؛ كيف تعكس موسيقاك هذا المعنى؟

إنّني أقدّم عيّنات من الموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة في تسجيلات، فحينما أُخذت منّا أرضنا، كُتم صوت ثقافتنا؛ إنّها إذن، طريقة تحاول أن تعطّل هذا وتشوّش عليه، فمن المهمّ أن تكوّن خللًا في النظام. حين تهاجم الدولة تراثك، عليك أن تجد طرقًا لتبقى متذكّرًا؛ لذلك أنا أقدّم عيّنات كثيرة، فكثير من تسجيلات الموسيقى العربيّة القديمة، الّتي كانت في منازل أجدادي في يافا وصفد، على سبيل المثال، أُخذ حينما صودرت هذه المنازل؛ إذن هذه طريقة لإعادة تلك الأصوات وإحيائها، وكان عليّ أن أبحث كثيرًا عن هذه التسجيلات في الخارج وأجدها؛ في المملكة المتّحدة، وفرنسا، واليونان، وإذا ما حالفني الحظّ، كنت أجد بعضها في محلّات الأغراض المستعملة هنا، لكنّ هذا الأمر نادر الحدوث. ومن تفضيلاتي الحاليّة، تسجيل "الحنّا" لليلى نظمي.

 

ما الأصوات الأخرى الّتي أخذت منها عيّنات في أعمالك؟

بعض أصوات الحواجز العسكريّة الإسرائيليّة. اشتريت مسجّل Tascam قبل سنوات قليلة، وهو آلة تسجيل كنت أستخدمها، محاولًا أخذ عيّنات للأصوات من حولي، كان شكل المسجّل يشبه سلاح الصاعق الكهربائيّ؛ لذلك لم يكن حمله في الشارع مريحًا، وهذا دفعني إلى استخدام هاتفي بدلًا منه؛ بما أنّه أكثر سرّيّة؛ إذ أضعه في جيبي وأبدأ التسجيل وأنا أتمشّى.

 

 

كيف تصف مشهد النوادي في فلسطين؟

لا نملك حقيقةً ثقافة نوادٍ هنا؛ إذ تُقام الحفلات في المقاهي والمطاعم أو الحانات في الغالب، لا نملك نوادي حقيقيّة؛ لذلك يُختصر المشهد في فعاليّات صغيرة هنا وهناك، وفي نهاية الأسبوع نجلب إلى هذه الأماكن مكبّرات صوت، لكن في الغالب تُمنع؛ فالموسيقى الجديدة وثقافة الرقص غدتا من السياسة هنا؛ لمحاولة وضع فلسطين على الخريطة، وهذا أمر ستشعر به فور أن تسمعها.

 

في الفيلم الوثائقيّ، ثمّة الكثير من المراجع لـ "صوت فلسطين"؛ ماذا يعني لك ذلك؟

من الصعب تعريفه على أنّه صوت واحد، لكنّني سأقول إنّه عنيف قطعًا، إنّه مرتبط بالدفاع عن النفس والمقاومة، إنّه جواب صوت الحواجز وهيليكوبترات الجيش، وكلّ هذه الأشياء الّتي اعتدنا سماعها يوميًّا. لم أزر حيفا يومًا، لكن وصلني أنّ لهم طاقة موسيقيّة مختلفة هناك؛ طاقة مرتبطة ببيئة مختلفة؛ أي العيش تحت سلطة الحكومة الإسرائيليّة مباشرة، لكن لا يُسمح لي الذهاب إلى هناك لأنّني أعيش في رام الله، وأحتاج لذلك إلى تصريح خاصّ. يمكنني وصف موسيقاي بأنّها "هيب – هوب" آلاتيّ Instrumental، لكنّ آخرين أعطوها أوصافًا من قبيل: غريبة/ مدغمة Syncopated/ غليتشيّة Glitchy/ سوداويّة/ صاخبة. موسيقاي تأويلي الخاصّ لـ "الهيب – هوب" وما يُحيط بي.

 

 

ما الاتّفاق الّذي تملكونه حول حظر ما بعد منتصف الليل؟

تقع الضفّة الغربيّة تحت حكم السلطة الفلسطينيّة، ولا يوجد اتّفاق في الواقع، ينحصر الأمر فقط في قدوم الشرطة عند منتصف الليل إلى فعاليّاتنا؛ ليوقفوها بلا سبب، يقولون "إنّكم تزعجون الجيران"، أو "الصوت عالٍ جدًّا"، لكن حينما تكون هنا فعاليّات تقليديّة، مثل الحفلات الكبيرة الّتي تحييها نخبة الأغنياء، يُسمح لهم بالاستمرار، ثمّ إنّ الأعراس تستمرّ حتّى الرابعة أو الخامسة فجرًا، وتكون أيضًا صاخبة.

 

في اعتقادك، ما قوّة موسيقى الرقص في مكان مثل رام الله؟

في رام الله، وفي فلسطين بعامّة، ثمّة ثقافة رقص، لكنّها ليست منحصرة في الرقص فقط؛ إذ ننظّم فعاليّات كثيرة، لا يقوم فيها الناس إلّا بالجلوس والتحدّث أو المشاهدة، إنّ الأمر يتعدّى الموسيقى؛ فالأمر الأكثر أهمّيّة هو اجتماع الـ DJs، والمنتجين، ومغنّي الراب، ويستمرّ فنّانون آخرون كثر في الظهور بين الفترة والأخرى.

 

 تصميم غلاف ألبوم "إن كانَ كنت" |  باسل عبّاس و روان أبو رحمة

 

يُظهر الوثائقيّ أيضًا، مواهب شبابيّة جديدة، مثل "فريق الجزر"، و DJ التيكنو الأنثى "سماء"، و"الناظر"؛ كيف تشعر حيال جيل الفنّانين الجدد، الّذين يمثّلون فلسطين بطريقتهم؟

من الجيّد أن يُلقى الضوء على هذه المواهب، لا يوجد صوت واحد؛ فثمّة الكثير ممّا يقع في موسيقى الرقص الإلكترونيّة، و"الهيب – هوب"، وهذا الجيل يسمع اليوم، كلٌّ بطريقته؛ أعني أنّ هذا الأمر يحصل منذ زمن طويل، ومن المهمّ أن نرى الكمّ الّذي يُنجَز بالقليل.

 

 

روزَنَة: إطلالة على الثقافة الفلسطينيّة في المنابر العالميّة، من خلال ترجمة موادّ من الإنجليزيّة والفرنسيّة إلى العربيّة وإتاحتها لقرّاء فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة، بإشراف المترجمين، أسامة غاوجي ومعاد بادري.

موادّ روزَنَة لا تعبّر بالضرورة عن مبادئ وتوجّهات فُسْحَة، الّتي ترصدها وتنقلها للوقوف على كيفيّة حضور الثقافة الفلسطينيّة وتناولها عالميًّا. 

* الموادّ البصريّة الواردة في هذه المقالة من اختيارات هيئة التحرير، لا المصدر الأصل.

 

 

التعليقات