27/02/2019 - 15:46

التطرف والحداثة: كيف تجري أَسْلَمَة التطرف؟

التطرف والحداثة: كيف تجري أَسْلَمَة التطرف؟

 

السؤال والفرضيّة

هل يُعَدّ التطرّف نقيضًا للحداثة ومفاهيمها؟ أم أنّ التطرّف جزء من منجزات الحداثة ذاتها؟ هذا هو السؤال الّذي ستحاول هذه الورقة الإجابة عنه.

ونفترض في سبيل ذلك، أنّ التطرّف في شكله الذهنيّ والسيكولوجيّ أوّلًا، وفي تجلّياته الفكريّة والسياسيّة ثانيًا، جزء من تشكيل الحداثة ذاتها وتكوينها، وليس نقيضًا لها كما يُراد لنا عبر الماكينة الإعلاميّة، أو مراكز البحث والمؤسّسات الأكاديميّة الغربيّة، والّتي تُعَدّ منجزًا حداثيًّا بذاتها، في محاولة منها لتبرئة الحداثة من أثرها السلبيّ، في خلق الفكر الأصوليّ المولود من رحم منجزات الحداثة. 

 

مدخل

تعالج هذه الورقة التطرّف بصفته مفهومًا، في علاقته بالحداثة منجزًا حضاريًّا – مادّيًّا، وليست مفاهيم فقط، وتحاول توضيح كيف أخفقت الحداثة في مشروعها الحضاريّ، في تحقيق وعودها المتعلّقة بالعقلانيّة والحرّيّة، والشكل الّذي أفضى فيه خطاب الحداثة وأدواته، إلى فرز الخطابات الأيديولوجيّة على أرضيّة مولد الحداثة ذاتها في أوروبّا، وليس في المجتمعات المستعمَرة فقط، ومن أجل فهم ذلك؛ فإنّنا نسعى أوّلًا إلى تناول إشكاليّة مصطلح التطرّف في دلالتيه اللغويّة والفكريّة، والتحوّلات الّتي طرأت على مفهوم التطرّف في المعجم السياسيّ الغربيّ، وصولًا إلى مفهوم التطرّف الدينيّ في العقود الأخيرة.

 

لوحة تُجسّد أربعة رجال بروتوستانتييّين يقتلون البابا | جيلورامو دي تريفيسو

 

ثمّ ستكون محاولة لفهم علاقة الحداثة - منذ نشأتها - بصناعة الفكر المتطرّف بأشكاله المتعدّدة؛ وذلك عبر فحص منجزات الحداثة، مثل: الدولة الوطنيّة الحديثة، تقدّم المعرفة العلميّة - ما يُعرف بسلطة العقل -، إضافة إلى مفهوم الهويّة؛ كونه أحد مفاهيم الحداثة في التاريخ، وأخيرًا تحاول الورقة مناقشة ثنائيّة الحداثة والتطرّف، بما تعنيه من ثنائيّة الغرب والشرق في العقود الأخيرة، والوقوف عند ظاهرة التطرّف الدينيّ، ظاهرةً حداثيّةً لا إسلاميّة كما يُروَّج لها، وكذلك فهم كيف يجري "أسلمة التطرّف".

 

أوّلًا: التطرّف، إشكاليّة المصطلح بين الإسقاط والخلط

يهيمن على المشهد الإعلاميّ الدائر، في ظلّ تصاعد نشاط الجهاديّة السلفيّة، في المنطقة والمدن الأوروبّيّة أيضًا، اصطلاح التطرّف واصطلاحات أخرى، مثل الأصوليّة والراديكاليّة والإرهاب والأرثوذوكسيّة وغيرها، وتُستخدم كلّ هذه التعابير في إحالة إلى التطرّف الدينيّ الإسلاميّ، ويجري ذلك في الإعلام الغربيّ وكذلك العربيّ المحلّيّ، كما لو أنّها متماثلة، ومتداخلة، وتحيل إلى المفهوم ذاته المتعلّق بالتطرّف، إلّا أنّها ليست كذلك في الحقيقة، من حيث الواقع التاريخيّ ومفهومه، على الرغم من أنّ جميعها تعمل في الحقل نفسه؛ أي التطرّف.

في واقع الحال، إنّ هذه المصطلحات تختلف في ما بينها؛ فكلّ مصطلح منها له حمولته الدلاليّة، وسياق تكوّنه الاشتقاقيّ والنفسيّ والتاريخيّ الخاصّ به، وهي جميعًا مصطلحات غربيّة المنشأ والسياق، أُسقطت على الواقع العربيّ - الإسلاميّ حديثًا؛ فالأصوليّة Fundamentalism اصطلاح غربيّ المنشأ مرتبط بالبروتستانتيّة، والأرثوذوكسيّة مذهب مسيحيّ يدعو إلى العودة إلى أصول العقيدة النصرانيّة، والراديكاليّة أيضًا مصطلح أُطلق على الراديكاليّة الليبراليّة، الّتي ظهرت أواخر القرن التاسع عشر؛ في مواجهة الليبراليّة التقليديّة، وهكذا. كلّ هذه المصطلحات يجري إيقاظها من ذاكرة التجربة الغربيّة، ثمّ توظيفها في ما يُعرف بالصراع "الأوروبّيّ – الإسلاميّ"؛ أي صراع "الحداثة – التطرّف" على مستوى اللغة والرموز.

 

ونخلص إلى أنّ التطرّف المشتقّ من الجذر "طرف"؛ يعني نقيض الوسط أو التوسّط، ويعادل لفظ التطرّف في اللغات الأوروبّيّة لفظ Extremism؛ بما يعني التشدّد والتزمّت، وهذا ما يُعرف بنقيض الوسطيّة والاعتدال، والراديكاليّة Radicalism تعني الجذرانيّة؛ وهي الحالة الّتي تسعى دائمًا إلى فعل التغيير السياسيّ في الواقع والسلطة

 

يجري الخلط أيضًا بين كلٍّ من مصطلحَي التطرّف والراديكاليّة، بينما المصطلحان مختلفان كلّ الاختلاف؛ فالأصوليّة الإسلاميّة التقليديّة - بوصفها حالة "متطرّفة" - تتمسّك بالمصادر الأصليّة على أساس التأويل الحرفيّ، الّتي لا تقبل أيّ تغيير، لكنّما الراديكاليّة محاولة سياسيّة لفعل التغيير حرفيًّا، بينما الأصوليّة وقوف في وجه أيّ تغيير، وتدعو إلى الطاعة لأولي الأمر والحكّام؛ فهي لا تشكّل بذلك أيّ تطرّف يهدّد استقرار المجتمع؛ وبهذا تتماثل الأصوليّة الإسلاميّة مع الأرثوذوكسيّة المسيحيّة واليهوديّة، الّتي لا همّ لها في الواقع أو السياسة ولا في السلطة؛ من هنا فإنّ ترجمة مصطلح الراديكاليّة إلى التطرّف أو التشدّد ليس في محلّه؛ لأنّ التطرّف نزعة فكريّة أو أخلاقيّة، لا تعني بالضرورة إحداث تغيير محدّد، في المقابل تسعى الراديكاليّة إلى تغيير جذريّ، دون أن يكون ذلك بالضرورة عبر طريق العنف.

ونخلص إلى أنّ التطرّف المشتقّ من الجذر "طرف"؛ يعني نقيض الوسط أو التوسّط، ويعادل لفظ التطرّف في اللغات الأوروبّيّة لفظ Extremism؛ بما يعني التشدّد والتزمّت، وهذا ما يُعرف بنقيض الوسطيّة والاعتدال، والراديكاليّة Radicalism تعني الجذرانيّة؛ وهي الحالة الّتي تسعى دائمًا إلى فعل التغيير السياسيّ في الواقع والسلطة، على خلاف التطرّف بصفته حالةَ تشدّد أو تزمّت.

 

ثانيًا: حداثيّة التطرّف

ليس التطرّف ظاهرة حديثة؛ إنّما أنماطه هي الّتي في حالة استحداث دائم، في سياقَي الزمان والمكان. قبل ذلك، رافق التطرّف الإنسان منذ وجوده؛ لأنّه حالة ذهنيّة - سيكولوجيّة بالدرجة الأولى، ومن هنا يصعب - على أيّ باحث - التأصيل للتطرّف، أو الإمساك به زمنيًّا ومكانيًّا، بينما يمكننا فعل ذلك إزاء أنماط التطرّف.

 

يهود أرثوذوكس خلال طقس دينيّ في القدس | أ ف ب

 

يتجاوز التطرّف ذاتيّة الإنسان إلى وجوده؛ فيتّخذ لغته ورموزه، ومن ثَمّ فكره وفعله إذا ما تحوّل التطرّف إلى فعل، بينما فكر التطرّف فعلٌ بذاته، وهذا ما يعنينا من علاقته بالحداثة، الحداثة بوصفها مفاهيم ومنجزات، وكتلة زمنيّة حضاريّة معًا؛ إذ يستدعي ذلك السؤال الآتي: هل عملت الحداثة بمفاهيمها ومنجزاتها على صناعة تطرّفها؟

للإجابة عن هذا السؤال؛ علينا أوّلًا التذكير بمفاهيم الحداثة، تلك المتعلّقة بمفهومَي العقل والحرّيّة، الّتي جعلت منهما الحداثة الأوروبّيّة أقانيمها؛ فالعقل تحوّل مع الحداثة إلى طاغوت لا يعترف بأيّ معرفة تُقترح خارجه، وكذلك الحرّيّة الّتي تحوّلت إلى خطاب عبوديّ، في الفكر السياسيّ الحديث. إنّ العقل وخطابه السلطويّ، على إثر منجزاته العلميّة الّتي انبثقت من رحم الحداثة، قد نقل الإنسانيّة من طور إلى طور بلا شكّ، إلّا أنّ للعلم أصوليّته أكثر ممّا للدين في التجربة الغربيّة الحديثة؛ فالمنجزات العلميّة في حقل العلوم والأحياء، أسهمت في بلورة تطرّفها تجاه الطبيعة والإنسان؛ إذ إنّ النظريّات العرقيّة الّتي تُحيل تفوّق جنس بشريّ على آخر لعوامل بيولوجيّة، قد حفرت عميقًا في الخطاب الاستشراقيّ – الاستعماريّ الغربيّ تجاه شعوب العالم؛ فأوجد ذلك فكرًا متطرّفًا يصنّف العالم إلى مركز وأطراف على مستويات عدّة؛ لترزح تحت نير هذا الخطاب شعوب بأكملها.

 

أطفال ناجون من "أوشفيتز"، عام 1945 | mizelmuseum

 

في كتابه "الحداثة والهولوكست"، يحاول زيجمونت باومان، أن يستجوب الحداثة لإدانتها وتحميلها مسؤوليّة أحداث المحرقة، الّتي تُعَدّ تجسيدًا جليًّا لتطرّف العقليّة الأوروبّيّة، رافضًا تبريرات مدارس علم الاجتماع الغربيّة، الّتي حاولت تبرئة الحداثة ومفاهيمها من فعل "الهولوكست".

ويدين باومان الحداثة من خلال أمرين: الأوّل: سلطة خطاب العلم، ومنجزاته في حقل علوم الأحياء والبيولوجيا الّتي أسهمت في بلورة خطاب النقاء العرقيّ، الّذي شهدته ألمانيا، في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، تجاه الأعراق والأجناس غير الآريّة في ألمانيا وأوروبّا بعامّة؛ ما أفضى إلى اللاساميّة وفعل المحرقة، والثاني: عقلنة التطرّف على مستوى الخطاب والفعل معًا؛ وهذا ما يستدعي الوقوف عنده في فهم أثر الحداثة على التطرّف؛ فالتطرّف من حيث إنّه سلوك سيكولوجيّ إقصائيّ، يمكن اعتباره سلوكًا انفعاليًّا – عاطفيًّا، إلّا أنّ التجربة النازيّة - كحالة حداثيّة - عملت على عقلنة فعل الإقصاء والتصفية، سواء على مستوى الخطاب الّذي صنّف البشر إلى درجات وأنواع، وكذلك على مستوى السلوك في توظيف التقنيّة الحديثة؛ بغرض التخلّص بأسرع وقت ممكن من ضحاياهم، وبأقلّ كلفة ممكنة من تأنيب الضمير.

أنجزت الحداثة دولتها الحديثة في أوروبّا، الّتي أصبحت نموذجًا لفكرة الدولة؛ فالدولة الوطنيّة تَعُدّ الهويّة القوميّة الإطار الناظم لعمليّة بناء الأمّة في الدول الحديثة، وهذا من أبرز منجزات الحداثة.

 

زيجمونت باومان، صاحب كتاب "الحداثة والهولوكوست" (1925 - 2017)

 

إنّ خطاب الهويّة الّذي لا يزال يُعَدّ إشكاليًّا إلى يومنا، قد أسهم في فرز الأصوليّات الهويّاتيّة وتطرّفها، أينما حلّ في أوروبّا وخارجها؛ إذ لم يعرف التاريخ عنفًا متطرّفًا، مثل ذلك الّذي شهده التاريخ الحديث، في ظلّ صراع الهويّات على مختلف أشكالها.

 

ثالثًا: أسلمة التطرّف - حالة حديثة

في العقود الأخيرة، ازداد نشاط الجهاديّة الإسلاميّة الانتحاريّة "الإرهاب"، في المنطقة العربيّة وأوروبّا، لكن من المهمّ الإشارة إلى أنّه ليس بالضرورة أن يكون ثمّة رابط مشترك، في البنية والدوافع والأسباب، بين الحالتين العربيّة والأوروبّيّة، ولا سيّما في ما يتعلّق بالتطرّف الانتحاريّ. أمّا من حيث طبيعة التطرّف الانتحاريّ في المنطقة العربيّة، فهو تطرّف جماعيّ، بينما في المدن والعواصم الأوروبّيّة، يكون التطرّف فرديًّا، فضلًا عن وجود دوافع سياسيّة واجتماعيّة مختلفة، على الرغم من تشابه الخطاب بينهما، كخطاب إسلاميّ متشدّد.

إنّ الانتحار الجهاديّ - الدينيّ ظاهرة معاصرة نسبيًّا، بل كلّ ظاهرة الانتحار القتاليّ حديثة في التاريخ الإنسانيّ، ارتبطت ظواهر الانتحار القتاليّ بالحداثة؛ لأنّ التقنيّة والتطوّر التكنولوجيّ أتاحا للإنسان إمكانيّة الانتحار في المعركة.

 

إنّ الانتحار الجهاديّ - الدينيّ ظاهرة معاصرة نسبيًّا، بل كلّ ظاهرة الانتحار القتاليّ حديثة في التاريخ الإنسانيّ، ارتبطت ظواهر الانتحار القتاليّ بالحداثة؛ لأنّ التقنيّة والتطوّر التكنولوجيّ أتاحا للإنسان إمكانيّة الانتحار في المعركة.

 

الجهاديّة الإسلاميّة الانتحاريّة جزء من تشكيل أزمة الحداثة، على الرغم من خطابها المُعادي لمفاهيمها؛ فالبنية التنظيميّة للتنظيمات المتطرّفة الجهاديّة بنية حديثة، من حيث الهيكلة الداخليّة والتنظيم وتوزيع المهامّ، ما يشبه إلى حدّ بعيد بنية الحزب في الدولة الحديثة، إضافة إلى ذلك، نلحظ أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة في المنطقة العربيّة "داعش"، أكثر التنظيمات توظيفًا للأدوات الحديثة، وعقلنة للعنف، في إيصال أيديولوجيّته ورسائله إلى الجمهور، سواء كان ذلك في تقنيّة التصوير واستخدام الكاميرا، أو في براعة الإخراج في الإعلام، أو من فيديوهات ونشرات مكتوبة ومرئيّة في لغات متعدّدة، وليس في العربيّة فقط.

لا يمكن اعتبار الجهاديّة الانتحاريّة ظاهرة سلفيّة مطلقًا؛ فالسلفيّة المتّهمة بكلّ الشرور تُدين الانتحار؛ لأنّه استباق لإرادة الله؛ وذلك لأنّ السلفيّة تهتمّ - في المقام الأوّل - بتقنين سلوك الفرد؛ فهي تنظّم كلّ شيء، بما في ذلك استخدام العنف، والسلفيّ لا يبحث عن الموت، فمن ولعه بالخلاص يحتاج إلى الحياة؛ لكي يستعدّ لملاقاة ربّه، بعد حياة عاشها وفقًا للقواعد وللشعائر.

في أوروبّا تزداد وتيرة التطرّف الجهاديّ الانتحاريّ، وهو تطرّف ليس جماعيًّا كما أشرنا. بعد دراسات مكثّفة ومتنوّعة للأفراد المقدمين على فعل الانتحار الجهاديّ؛ تبيّن للباحثين مجموعة من المعطيات المشتركة، تربط بين معظم الجهاديّين هناك؛ فمعظم الأفراد المتطرّفين وُلدوا في أوروبّا، وليسوا مهاجرين من الشرق الأوسط، ثمّ إنّ قسمًا كبيرًا من هؤلاء لم يولد في بيئة اجتماعيّة إسلاميّة سلفيّة أو متزمّتة، ولم يواظبوا على حياة دينيّة ملتزمة، قبل إقدامهم على فعل الانتحار الجهاديّ، بل منهم مَن عاش حياة التسكّع الجنسيّ، وشرب الخمر، وتعاطى السموم.

 

أحد عناصر "داعش" | nbcnews

 

تفضي كلّ هذه المعطيات في الحالة الجهاديّة الأوروبّيّة، إلى أنّ التطرّف فعل سابق على الإسلام؛ فالّذي يجري في الواقع أسلمة لهذا التطرّف؛ مدخلًا للفعل المتطرّف العنيف، وتبنّي الإسلام أو الخطاب الإسلاميّ، محاولة من قِبَل المتطرّفين لإيجاد سرديّة متكاملة، تحتضن هذا التطرّف، والإسلام بالنسبة إلى هؤلاء النموذج الأمثل؛ للتعبير عن شرعنة التطرّف بعنفه الانتحاريّ.

 

** تُنشر هذه المقالة بالتعاون مع "مسرح خشبة"، في إطار سلسلة محاضرات ضمن موسمه الثالث، "الموسم المتطرّف" 2018 - 2019.

 

 

علي حبيب الله

 

باحث في العلوم الاجتماعيّة. حاصل على ماجستير فلسفة التاريخ من الجامعة الأردنيّة، وماجستير في الدراسات العربيّة المعاصرة من جامعة بير زيت. يعمل في مجال الاستكمال التربويّ في القدس، ويكتب المقالة في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة.

 

 

التعليقات