تنديدا بالجريمة: الآلاف يغلقون شارع 65 بعد تشييع إمام مسجد قباء بكفر قرع

يسود الحداد لمدة 3 أيام في كفر قرع، كما أعلن عن استمرار الإضراب في المدارس غدا الإثنين باستثناء التعليم الخاص، ويشمل الإضراب إغلاق المصالح التجارية لغاية الساعة الثانية عشر ظهرا.

تنديدا بالجريمة: الآلاف يغلقون شارع 65 بعد تشييع إمام مسجد قباء بكفر قرع

جانب من تشييع جثمان الضحية (عرب 48)

تظاهر الآلاف من أهالي كفر قرع والمجتمع العربي مساء الأحد على شارع 65 (وادي عارة) تنديدا بالجريمة وتقاعس الشرطة، وذلك بعد تشييع ضحية جريمة القتل وإمام مسجد قباء في المدينة، سامي عبد اللطيف مصري، وسط أجواء من الحزن والغضب والحداد التي تخيم على المدينة إثر مقتل 3 أشخاص في ظرف ساعات.

وأغلق المتظاهرون شارع 65 الرئيسي بعدما أدوا صلاة الجنازة على الضحية في مسجد قباء بالمدينة ووري جثمانه الثرى في المقبرة.

وقُتل الشيخ مصري في جريمة إطلاق نار ارتكبت السبت فور خروجه من المسجد وبعد ساعات من مقتل الفتى محمد مصطفى عربيد (14 عاما) من كفر قرع وزوج شقيقته فؤاد نبهان نصر الله من قلنسوة.

ويسود الحداد لمدة 3 أيام في كفر قرع، كما أعلن عن استمرار الإضراب في المدارس غدا الإثنين باستثناء التعليم الخاص، ويشمل الإضراب إغلاق المصالح التجارية لغاية الساعة الثانية عشر ظهرا.

وأكدت بلدية كفر قرع، في بيان لها، التزامها بقرارات لجنة المتابعة والعمل على إنجاح الإضراب العام والشامل بعد غد، الثلاثاء، فيما أعلنت عن افتتاح العام الدراسي يوم الثلاثاء من خلال تخصيص أول حصتين لمناقشة ظواهر العنف وبث قيم التسامح والمحبة والحوار لفك النزاعات والخلافات بحضور الطواقم والاختصاصيين النفسيين من البلدية.

وكانت لجنة المتابعة قد عقدت اجتماعا طارئا في بلدية كفر قرع صباح الأحد، وقررت إعلان الإضراب العام والشامل والتعليم لمدة ساعتين وتنظيم مظاهرات لطلاب المدارس يوم الثلاثاء، وتأسيس لجنة طوارئ، وتحويل الجنازة إلى مظاهرة غاضبة.

تعزيز المناعة ضد الجريمة

وفي السياق، قال الشيخ مجدي خطيب من لجنة الدعوة والإصلاح، لـ"عرب 48"، إن "الفاجعة التي أصابت كفر قرع وكل مجتمعنا صعبة جدا، لأن الشيخ ابن البلاد كلها وليس فقط ابن كفر قرع، إذ أنه يجوب كل البلدات في مجتمعنا وقد كنت معه على مدار سنوات".

وأضاف أن "المجرم الأول هي المؤسسة الإسرائيلية التي تتعاطى وتتغافل عن هؤلاء المجرمين، فهي تعرف كل التفاصيل الصغير والكبيرة عنهم، وأيضا هناك علاقة وثيقة بين عالم الإجرام والمخابرات الإسرائيلية كما صرح قادة في الشرطة الإسرائيلية قبل عام".

وتابع خطيب أن "رسالتي لداخلنا الفلسطيني الذي يتم التآمر عليه، إذ أن المؤسسة الإسرائيلية حاولت التآمر على القدس والضفة وعزة كي تبث الجريمة هناك، ولكنها فشلت بذلك لأن لدى اخوتنا في الضفة وغزة والقدس مناعة أكثر منا للأسف الشديد".

وأوضح أن "مناعتنا المجتمعية والأخلاقية والدينية تتآكل ويجب علينا تعزيز هذه المناعة حتى نخرج من هذا المأزق، ويجب علينا بث الأمل في ظل سماع حالة اليأس ومن المهم أن نتذكر أن هؤلاء المجرمين قلة قليلة ويعدون على أصابيع اليد الواحدة".

تفكيك المجتمع العربي

وذكر رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، لـ"عرب 48": "بداية نرسل تعازينا الحارة لعائلات ضحايا جرائم القتل التي وقعت في كفر قرع والمجتمع العربي، وخسارة الشيخ سامي هي خسارة كبيرة لكل مجتمعنا سيما وأنه كان له دور كبير في الدعوة والإصلاح والعمل الإسلامي".

وأشار إلى أن "الجريمة ترتفع منذ عدة سنوات والدالة تصاعدية، وخلال السنوات الماضية تبدلت الحكومات الإسرائيلية والجريمة استمرت بالارتفاع، ولكن دون شك أن الأرقام التي نلاحظها ارتفعت بشكل كبير تحت هذه الحكومة، وسياسة هذا الوزير تفكيك المجتمع العربي من خلال نشر الجريمة داخله".

وتابع أنه "في كل جهاز شرطة في العالم عندما يكون فشلا من هذا النوع يكون حساب، وعندما لا يقوم الشخص بدوره يتم فصله ونحن لم نسمع عن أي قائد شرطة في إسرائيل تم فصله من عمله بسبب هذا الفشل الذريع، ولأن هذه الحكومة لا تتعامل معنا كمواطنين فإن الجريمة تتفشى بهذا الشكل".

وشدد أبو شحادة على أن "إسرائيل لديها كل الموارد والقوات لتفكيك عصابات الإجرام ولكنها غير معنية بذلك أبدا، إذ أنها قادرة على الوصول إلى أي عالم إيراني تحت الأرض لكنها لا تريد تفكيك هذه العصابات لأن المشاريع الاستعمارية تستخدم هذه الأداة حتى تفكك المجتمع، وهذا ما حصل في جنوب إفريقيا وفي أميركا أيضا مع أصحاب البشرة السوداء".

وبيّن أن "ما تريده الدولة هو أن تدفعنا لنسمع الأصوات التي نسمعها في كل البلدات العربية، أصوات اليأس والإحباط والطاقات السلبية، وأن تدفعنا نحو الهجرة ولكن علينا أن نبقى صامدين في أرضنا مهما حصل".

وختم أبو شحادة بالقول إن "الخطوات التي اتخذتها لجنة المتابعة هامة وضرورية ونوعية، وتفتح عدة آفاق ومنها النضال على المستوى الدولي، وخطوات تؤدي إلى العصيان المدني، لذلك هذه الخطوات مهمة جدا وعلينا الالتزام بها".

التعليقات