31/10/2010 - 11:02

الإسلام في نظر صلاح محاميد

-

الإسلام في نظر صلاح محاميد
صلاح محاميد شاعر فلسطيني يعيش في ايطاليا. نشر حديثا
يومياته التي تذكرنا بشظايا الروح,البوئيما التي نشرها حديثا, تلك الشظايا المتسلسله في ترابط عضوي وتصمد في وجه الاحداث اليوميه لابداع الحياه. لكن صلاح ينتمي لشعب يجابه منذ قرن مأساه وحاليا يهوي الى القاع, مثيرا قلق العالم الذي ينظر من بعيد , كثيرا بعيد. مع هذا فان صلاح لا يفقد ألأتزان ,لا يلجأ الى التطرف. وفي زمجرية هذه الاحداث يصحبنا الى عمق الكلمه وارشادات القرآن التي تنبذ العنف . وهذا ما أشار اليه الرسول( صلعم) حينما سأله احد عن ماهية المسلم" المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" أجاب رسول الله. تبدأ اليوميات وتنتهي خلال شهر وفيها يحدثنا عن أشياء مهمه حول طفولته وسن يفاعه, يشرح فيها حول التربيه, روابط العائله, التقاليد والعادات الأصيله, المعتقدات الروحيه , حول تعامل ثقافته مع قضايا الحياه والموت, حول السياسه وتاريخ وطنه, وفي هذا يسجل تاريخ شعب يأبى أن يزول.

يتخلل تلك الذكريات الذاتيه ملاحظاته حول الشرق والغرب , ردودة على ورد من مفكرين غربيين في صحافتنا خلال الحرب والتي تخص الاسلام. يستخلص القارئ بأن الديمقراطيه, احترام الغير, العمل الجماعي, تحمل الاختلاف في المفاهيم والاستعداد للفهم هي من المكونات الأساسيه لثقافه وشخصيه الكاتب . " أقرأ" أنها أول الآيات وتمثل حقيقه اسس الرساله الاسلاميه- مع انها ليس دوما وبتكامل مطبقه- تعلم وتفهم وعي الاخرين .هذه الاصاله تناقض تماما فهمنا ووعينا المزيف لارشادات الاسلام. في ايطاليا, عوضا عن بعض الندوات المتخصصه فأن الاسلام يناقش فقط من وجهه نظر التعايش, لكن هذا يحتاج الى فهم عميق وحساسيه عاليه لاستيعاب ماهيه الاسلام وكل اسهام ذكي يكون ثمينا. وهذا ما تحويه يوميات صلاح, أن رسالته واضحه, اسلامه متسامح , ليس ذلك المتقوقع متباهيا بانجازات اسلافه ومتسلحا بجدار يحميه من عالم مبهم, بل ذلك المتفتح الباحث حتى الرمق الاخير لاحتواء ثقافه ومعرفة الاخرين, وبصبر وثقه يستقبل اختلاف الاخر عنه ويستعد لتقديم المساعده والمساهمه في بناء الحضاره مع غيره. كتب صلاح" ليس الاسلام ان تربي ذقنا او ان تلبس حجابا أو دشداشه. على الاقل ذلك الاسلام الذين يظهروه على شاشه التلفزيون ليس اسلامي" .
هكذا كتب وسيستمر بتوضيح حقيقه الاسلام.


وقد كتب الصحفي الصحفي رينسو ارتورو بيانكوني، مقدمة الكتاب وجاء فيها:

"عند قراءة كتاباته يطفو على ذهننا ما يقوله في كتابه الرفيع" العظماء" كاتب ينتمي لنفس الاصل, الفيلسوف جبران خليل جبران. " ثلاثه هي االاشياء التي أحبها في الادب: التمرد, التكامل والانتقاء. وثلاثه هي الاشياء التي اكرهها فيها: التقليد, الالتواء والتعقيد". أن اطروحه محاميد تتأسس على التمرد في محتوياتها وكذلك فان خصوصة السرد متفاعله: مقتضبه, دسمه تختلف عن اي نوع كتابي وفي ايه لغه. ولهذا فهي تتجنب التقليد. أما بالنسبه للكمال فدعونا نصرح بان الكاتب يثبته في ذلك الاسلوب النحتي في الحديث, تقترن النهايه بالبدايه دون الشرود والالتواء ,كما يريد جبران, وتنعدم الرسالات الثنائيه والاهداف المضموره. أما عن الانتقاء فيهنألنا تفسير مطلب جبران في للاتجاة الدامغ للكتاب: "ألاستخلاص" والذي بؤدي حتمي الى عكس التعقيد.

يمتلك صلاح محاميد موهبه الاستخلاص والأختصار, لا بل انه مجبر لانتقاء هذا الاسلوب, عليه انتقاء المفردات بايحاءاتها المؤكده, وفي هذا يبدو لنا كاتبا يجول في رحاب اللغه الايطاليه وينتقي منها المفردات الدقيقه والضابطه للتعبير عن فكرته".

التعليقات