31/10/2010 - 11:02

غموضُ الدوائر \ مسلم محاميد

غموضُ الدوائر \  مسلم محاميد
غيومُ الموانئِ تفترُّ
عن قمرٍ في الجبالِ
وليستْ تغادِرْ
غيومُ المرافئِ تستلُّ
قلباً
من العدم الأبديِّ
جريحاً
يسافرُ منها، وفيهِ
تُسافِرْ
* * *
عيونُكِ أنتِ الحقيقةُ عندي
تغامرُ في زيفِ هذي الجبالِ
وليستْ بتلك المنارةِ . . .
ليستْ تغامرْ
عيونكِ بيتُ الفقيرِ المكافحِ
في عدمٍ لولبيٍّ
عيونكِ تكفي
لفكّ الحصارِ
وإيواءِ شاعرْ
فليتَ الأماني
تعودُ لتسبحَ
في مقلتيكِ
وتشربَ من أقحوانٍ
تدفّق
عطراً لدى العينِ
أضحى
يسافرُ ليسَ
يريدُ التوقّفَ
عندَ المعابِرْ
* * *
أتيْتِ من العدمِ المستقيمِ
تفكّينَ رمزاً وتطمسُ عينُك
سرَّ الدوائرْ
تحدّقُ في قمرٍ لولبيٍّ
تقدَّمَ عندَ اشتعال المشاعِرْ
وراحَ يغني ليولد طفلٌ
من البؤسُ يوقدُ شمسَ المقابرْ
* * *
غيوم الموانئ تفترّ عن قمرٍ ليس يذوي
وتشعلُ شمساً على وجه ثائرْ
وفرعونُ يسقطُ عندَ البنفسجِ
يصغُرُ يصغُرُ
ترديه
تلك الحقيقةُ
إن الحقيقةَ
شمسُ المشاعرْ
* * *
تقدّم تقدّمْ
فوجه الحبيبة يؤوي الجياعَ
ويثلج صدرَ الفقير يفتّشُ
عن قوتِ يومٍ
ويسعد قلباً يفتشُ
عن وطنٍ أبديٍّ
ويرسم بسمةَ حبٍّ
على وجه طفلٍ
له في البكاء المريرِ
انتصارٌ
لهُ قوّةٌ، وله ألفُ ناصِرْ
فنصفَ الحياةِ سأعطي لقلبٍ
سيعطي الطفولةَ بعضَ ابتسامٍ
ونصفَ الحياةِ سأعطي
لوجهك أنتِ
لطهرِ الفؤادِ وطهرٍ
على الراحتينِ يسافرْ
* * *
وشدوك ليس الحنينَ المعبّأَ
في جيب صوتٍ
من العودِ يُبعثُ
طفلاً جديداً!
ولكنّ شدوَكِ هذا
هو اسم المنارة في مقلتيكِ
يخطُّ لشمسٍ على مقلتيّ
مصيرَ المصائرْ
* * *
غيوم الموانئ
تفترُّ عن قمرٍ أبديٍّ
من الغيبِ يأتي
وليسَ يسافرْ
وأنتِ الحقيقةُ
كلُّ الحقيقةِ،
في زيفها
تغامر بالقلبِ
ليست تغامرْ
سوى بالفؤادِ الجريح
تجلّى
عيوناً وقلباً
وتستلُّ من عدم أبديٍّ
غيومَ الموانئِ
شمسَ المقابرْ
ليولدَ في العدمِ المستقيمِ
شعاعٌ
يفكُّ
غموضَ الدوائرْ

.


التعليقات