معلقون إسرائيليون: أوباما كرر الرواية الصهيونية

"يبدو خطابه كأنه وصل عن طريق الفاكس من مكتب نتانياهو.. كانت تنقص المشهد صورة هرتسل.. أوباما الرئيس الأفضل لإسرائيل.. أوباما الرئيس اليهودي الأول"..

معلقون إسرائيليون: أوباما كرر الرواية الصهيونية
عجت صحف اليوم والمواقع الإسرائيلية، بالعديد من التعليقات الساخرة على خطاب أوباما في الأمم المتحدة والذي تجاوز من حيث مضامينه السياسية المتماهية مع إسرائيل مركز الخارطة السياسية الاسرائيلية، ليتموضع إلى يمين ليبرمان الذي لم يخف تأييده المطلق للخطاب.
 
وفي هذا السياق، اقتبس موقع "يديعوت أحرونوت" على الشبكة جملا طويلة من خطاب أوباما، وصفها بأنها تبدو كانها وصلت عن طريق الفاكس من مكتب نتنياهو. ونقل على لسان أوباما، مستغربا حديثه عن إسرائيل الصغيرة المحاطة بالاعداء الذين يهددون بمحوها عن الخارطة، وعن الشعب اليهودي الذي يحمل على ظهره مئات السنوات من المطاردة والنفي، والذكرى الطازجة لستة ملايين قتلوا بسبب هويتهم.
 
الكاتب الصحفي المعروف ايتان هابر اختار لمقالته عنوانا ساخرا "كانت تنقص المشهد صورة هرتسل فقط"، في إشارة إلى "صهيونية أوباما" التي نضحت من خطابه. وأضاف هابر قائلا: "أحيانا خيل لي أنه ينسخ كلمات وفقرات من خطاب نتنياهو".
 
في السياق ذاته، نقل موفدا صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى نيويورك، ناحوم بارنيع وشمعون شيفر، تحت عنوان"سفيرنا في الأمم المتحدة"، عن رون درمر، مستشار نتنياهو للأمن القومي، استنادا إلى معلق يهودي أمريكي أن منصة الأمم المتحدة لم تسجل في تاريخها مثل هذا الخطاب المؤيد لإسرائيل. وقال إن أوباما لم يتبن جميع الادعاءات الإسرائيلية ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة فحسب، بل تبنى الرواية الإسرائيلية الأساسية، حول الأعداء الذين يحيطون بالدولة الصغيرة المسالمة، وحول الشعب الملاحق والمطارد منذ مئات السنين ويبحث عن الأمان.
 
شيفر وبارعام كتبا، أن أوباما لم يجد حاجة لإحداث نوع من الموازنة مع الفلسطينيين والعرب، كما هي عادة الرؤساء الأمريكيين، عندما يظهرون بموقف مؤيد لإسرائيل وليس صدفة، يقولان، إن أبو مازن أمسك رأسه بيديه الاثنتين خلال الخطاب، إما تعبيرا عن الدهشة أو عن الخيبة العميقة.
 
السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أصيب في نيويورك أمس، كتب هابر، دون أن يشير إلى رصاص أوباما وهو يرقد –السلام- للعلاج الطويل في مستشفى هداسا عين كارم والمقاصد في القدس. فرح كبير لن يخرج من هذه الجنازة"، أضاف هابر "فرئيس الولايات المتحدة أوضح للفلسطينيين أن يده ممدودة لإسرائيل وليس لهم".
 
أوباما كان شفافا والصوت اليهودي هو الذي حسم الموقف، على حد قول المعلقين، صحيح أنه بقي زعيم العالم، ولكن براك أوباما فقد بريقه وهو بعيد عن أن يكون زعيما بعد، يقول ايتان هابر.
 
أما الثمن فقد كان على مرمى الخطاب، حيث توالت ردود الأفعال المرحبة من اللوبي اليهودي والايباك، وفي هذا السياق أفردت مجلة "نيويورك مغازين" الأسبوعية تحقيقا تحت عنوان "أوباما الرئيس اليهودي الأول" ضمنته صورة أوباما وهو يعتمر قبعة المتدينين اليهود (كيباه)، وعنونته بأنه الرئيس الأفضل لإسرائيل اليوم.
 
التحقيق يحاول الإجابة على سؤال، لماذا يسود الاعتقاد بأن أوباما الرئيس الأمريكي الأسوأ لإسرائيل منذ جيمي كارتر، رغم أنه وقف إلى جانب الدولة اليهودية في قضية أسطول الحرية ومؤتمر ديربان والسفارة الإسرائيلية في القاهرة، ويساهم في تعزبز التعاون معها في مجالات استخبارية وأمنية غير مسبوقة، مثل تطوير منظومة صواريخ مضادة للصواريخ وغيرها.
 
الجواب يكمن، على حد استنتاج التقرير، في كون أوباما ورث جورج بوش الابن، الذي كان شغوفا بإسرائيل وليس أبوه وأنه يبدي حبا صارما تجاه إسرائيل، وهو يرى في إيجاد تسوية للصراع مع الفلسطينيين إنقاذا للمشروع الصهيوني وليس العكس.

التعليقات