سينما فلسطين 2022-2023... مدن وشتات وسجون

من فيلم «باي باي طبريّا» (2023) للمخرجة لينا سويلم

 

أمام واقع بشر من لحم ودم وأحلام، يُبادون على الهواء مباشرة في قطاع غزّة، يفرض الحديث عن السينما الفلسطينيّة أن تكون شاهدة، وهي الّتي أُنْتِجَت قبل 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) الّذي سيصبح على ما يبدو تاريخًا فاصلًا عند الحديث عن السينما الفلسطينيّة المقبلة. بسبب اتّساق الحكايات في السينما مع الواقع بنسبة كبيرة، فالنظرة إلى إنتاجات هذا العام تصبح كأنّها استدعاء شهادة أخرى حول ما حدث وما يحدث في فلسطين. وبنظرة شاملة لإنتاجات السينما الفلسطينيّة لعام 2023، والبعض منها كان في أواخر عام 2022، نستشعر قدرتها على أن تتحوّل إلى شاهد عيان؛ لتقديم الأجوبة لمَنْ يتغابى بأسئلة بلغة إنجليزيّة وفرنسيّة وألمانيّة. في هذا المقال تناوُل لبعض الأفلام من فئات مختلفة.

ليست صدفة أن يحضر فيلم «الأستاذ» (2023) للمخرجة فرح نابلسي، الّذي يحكي قصّة أسرى وقصّة التبادل أيضًا، في حين أنّ باسل خليل في فيلمه «أسبوع غزّاويّ» (2023)، يحكي كيف علقت إسرائيليّة مع خطيبها البريطانيّ في غزّة أثناء جائحة «كوڤيد»، وعن حسن المعاملة الّتي تلقّياها هناك. ويضعنا «بيت في القدس» (2023) للمخرج مؤيّد عليّان في مواجهة ظلال الماضي، الّتي ما زالت تبحث عن العدالة في شخصيّة رشا الّتي تظهر كشبح لعائلة مستوطنة قادمة من لندن؛ ليأتي فيلم «علم» (2022) للمخرج فراس خوري يحكي الامتداد لشعب فلسطينيّ يعيش في الأراضي المحتلّة عام 1948، من خلال جيل جديد لا يريد أن ينسى.

في المقابل، تحضر السينما الوثائقيّة الفلسطينيّة لهذا العام بقوّة، تحديدًا في فيلم «باي باي طبريّا» (2023) للمخرجة لينا سويلم، و«لدّ» (2023) للمخرج رامي يونس، وما يجمع بينهما الحديث عن مدن كانت لها حياة كاملة؛ من صور وذكريات وتفاصيل وضحكات سُلِبَت في يوم وليلة. وفي الوثائقيّ «الوعود الثلاثة» (2023) للمخرج يوسف السروجي، نبحث أيضًا عن الوفاء بالوعد في حضرة الذكريات المكبوتة؛ ليأتي فيلم محمّد جبالي «الحياة حلوة» (2023)، الّذي قرّر فيه المخرج الحديث عن تجربته شابًّا من غزّة انتقل من مرحلة مصوّر إلى صانع أفلام يحظى بأهمّ الجوائز في كبرى المهرجانات السينمائيّة.

كما تأتي الأفلام القصيرة لتختصر كلّ الحكايات، مثل ما حدث في فيلم «المفتاح» (2020) للمخرج راكان مياسي، و«برتقالة من يافا» (2023) لمحمّد مغني، و«سكرانيا 59» (2022) للمخرج عبدالله الخطيب.

 

 

في هذا العام، لم تُتَحْ فرصة كاملة لمشاهدة إنتاجات السينما الفلسطينيّة في الوطن العربيّ؛ تحديدًا نتيجة اتّخاذ مهرجانات عربيّة مواقف ممّا يحدث في قطاع غزّة من حرب إبادة، بتأجيل أو إلغاء لدورات العام، مثل ما حدث مع «مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ»، و«مهرجان قرطاج السينمائيّ الدوليّ»، و«مهرجان الجونة» الّذي قرّر أن يستأنف دورته بعد أن أعلن تأجيلها، وجعل عنوانه «الاحتفاء بالسينما الفلسطينيّة». وبطبيعة الحال كان لـ «مهرجان أيّام السينما الفلسطينيّة» قراره بإلغاء دورته، لكنّه عمل على مبادرة عالميّة جعلت من الفيلم الفلسطينيّ، بإنتاجات سنوات مختلفة، يحضر ضمن فعاليّة وحّدت المؤسّسات الثقافيّة والفنّيّة المعنيّة بعرض فيلم فلسطينيّ بالتزامن مع وعد بلفور المشؤوم.

 

توثيق المدن

ما يلفت الانتباه إلى إنتاجات هذا العام عناوين الأفلام، بكلّ فئاتها، الّتي حملت أسماء مدن ورموزًا فلسطينيّة، مثل «باي باي طبريّا»، و«لدّ»، و«المفتاح»، و«علم»، وغيرها. حتّى وقْع العناوين في هذه المرحلة له تأثيره، حتّى في طريقة المشاهدة.

في «باي باي طبريّا»، الّذي يمثّل فلسطين في جوائز «الأوسكار» القادمة، تنقلنا سويلم في رحلة تمتدّ عبر أربعة أجيال من النساء الفلسطينيّات؛ من خلال عائلة أمّها الممثّلة هيام عبّاس، ترسم من خلالها لوحة حيّة لتاريخ فلسطين وثقافتها. يُظهر الفيلم بتألّق كيف يمكن للسينما أن تكون جسرًا فعّالًا للحفاظ على الذاكرة وإلقاء الضوء على قصص الصمود والتحدّي والخذلان أيضًا، في حضرة ضحكات وغصّات ولحظات صمت.

تستخدم سويلم بمهارة عالية العناصر السينمائيّة لتمكين قوّة السرد، يتجلّى ذلك عبر الإخراج السينمائيّ في تفاصيله الدقيقة، في معنى صناعة الوثائقيّ، حيث تُمْزَج المشاهد ببراعة لتنقلنا عبر الزمن، محدّثة عن تغيّرات المشهد الفلسطينيّ بطريقة تلامس القلب، وبترك مكانة في الذاكرة.

في المقابل، تُبرز سويلم بسلاسة العناصر الفنّيّة الّتي أضفت أبعادًا لتجربة المشاهد من خلال تسليط الضوء على الجوانب البصريّة؛ فنجد استخدامًا متقنًا لعناصر التصوير والإضاءة الّتي ساهمت في إيجاد تأثير بصريّ عميق، يُسهم في تعزيز السرد وإبراز عمق القصّة. إضافة إلى اختيار الموسيقى والأغنيات والمؤثّرات الطبيعيّة الّتي أعطت أبعادًا عاطفيّة مميّزة، مسهمة في بناء الربط العاطفيّ مع تجربة النساء بطلات الفيلم، بحيث تتألّق الموسيقى والأغنيات لغةً فنّيّة تعبّر عن المشاعر، وتعزّز الروح العاطفيّة للقصّة.

 

 

تُعَدّ اللقطات البصريّة أكثر من مجرّد صور، بل تعكس تطوّر الزمن وتأثيره في حياة الشخصيّات بطريقة تُلْهِم الشعور بالتأمّل والاندماج. ثمّة لحظات اقتنصتها عدسة سويلم مع بطلاتها، تُبْرِز لمساتها مخرجةً وابنة وحفيدة وابنة أخت في نفس الوقت، عبر استخدام اللحظات الشخصيّة والتفاصيل الحميمة. وذلك يُظهر جوانب إنسانيّة مؤثّرة، تشكّل أوجهًا حقيقيّة للتحدّيات والأمل. كما يخلق هذا التركيز على الجانب الإنسانيّ تأثيرًا عاطفيًّا عميقًا، يربط المشاهد بالشخصيّات بشكل كبير.

في محور التوثيق، يُظهر الفيلم بوضوح كيف تمثّل الأفلام الوثائقيّة وسيلة حيّة للحفاظ على التاريخ والثقافة، عبر تكوّن اللقطات الأثريّة والشهادات الشخصيّة أدواتٍ فعّالة في نقل تلك القصص بشكل ملموس؛ ممّا يُثري تجربة المشاهد بالعمق والواقعيّة، فسنضحك معهنّ ونبكي أيضًا، ونسرح وقت صمتهنّ.

«باي باي طبريّا» ليس مجرّد فيلم، بل حالة تتجلّى فيها فنون السينما لتحكي قصّة لا تُنْسى، تمسّ القلب وتحمل الروح العميقة لتاريخ وشعب. وبهذا، يرسّخ الفيلم مكانة السينما الوثائقيّة وسيلة قويّة للتوثيق التاريخيّ، والحفاظ على الذاكرة الثقافيّة، وتعزيز التواصل بين الجمهور وتجارب الأفراد.

 

أوّل العواصم

في المقابل، ثمّة مدينة أخرى تحضر في الفيلم الوثائقيّ «لدّ» للمخرجين رامي يونس وسارة فريدلاند، الّلذان اختارا صوت الممثّلة الفلسطينيّة ميساء عبد الهادي لتكون الراوية للحكاية، حكاية أوّل عاصمة لفلسطين عام 636م. من هنا ندرك المعنى المرجوّ من الفيلم الّذي يُسقط تاريخ مدينة منذ 5000 عام على حاضر يريد أن يحكي أنّها كانت مدينة بلا شعب.

يتناول الفيلم بشكل توثيقيّ المكانة المهمّة لمدينة اللدّ ثقافيًّا واقتصاديًّا قبل نكبة 1947 - 1949، وفي نفس الوقت، اللدّ الّتي هُدِمَت بشكل كامل لمنع عودة اللاجئين. لذلك تستشعر - متلقّيًا - أنّ مُخرج العمل، وهو ابن المدينة، يريد أن يحكيها من إحساسه الشخصيّ تجاهها. يختلط الشخصيّ بالعامّ بالتاريخ ليُخرج فيلمًا من الصعب أن يمرّ دون ترك أثره؛ فبين الروائيّ والخياليّ والوثائقيّ في طريقة الصناعة، ندرك أهمّيّة هذه المدينة الّتي حاول الاستعمار الصهيونيّ طمسها وتاريخها؛ ليطلّ أهل المدينة الّذين بقوا أو نزحوا إلى مدن مجاورة، أو من خلال شخصيّات بارزة غيّرت في تاريخ الثورة الفلسطينيّة، مثل شخصيّة جورج حبش (1926 - 2008) ابن اللدّ، والعديد من التفاصيل الّتي تطلّ من هنا وهناك؛ لتُنْسَج حكاية متكاملة، فيها من الحقيقة ما يتعدّى رسوم الخيال الّتي أدرجها صنّاع العمل لتخفيف وطأة على القلب تزيده حرقة.

 

روائيّ للحاضر

يعدّ «الأستاذ» أوّل روائيّ طويل للمخرجة الفلسطينيّة البريطانيّة فرح نابلسي، من كتابة نابلسي وبطولة صالح بكري الّذي حصل مؤخّرًا على جائزة «أفضل ممثّل» في الدورة الفائتة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائيّ».

تحكي نابلسي رؤيتها الخاصّة من خلال تجربتها الشخصيّة في تجسيد معنى العنصريّة تجاه الشعب الفلسطينيّ، مستشهدة بصفقة التبادل الّتي حدثت مع جلعاد شاليط. يطلّ هذا الفيلم في حضرة صفقات التبادل الحاليّة في زمن حرب الإبادة الّتي يتعرّض لها الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة؛ ليثبت أن لا شيء قد تغيّر في النظرة، وهذه المرّة بشكل فجّ وبوصوفات علنيّة بأنّ مَنْ يعيش في غزّة هم حيوانات بشريّة. هنا، يكون وقْع مشاهدة الفيلم في ظلّ هذا الظرف مختلفًا، وأداء صالح بكري ممثّلًا في الفيلم تجده متجسّدًا بالواقع، وهو الّذي سخّر صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعيّ ليحكي الوجع، وتبنّى مواقف لم نجدها من سينمائيّين كثر.

الفرق هو المكان، بحيث تدور أحداث الفيلم في الضفّة الغربيّة، حول أستاذ اللغة الإنجليزيّة باسم الّذي نجده يهتمّ بطفلين يعيشان بجواره؛ بسبب هدم منزلهما وقتل الشقيق الأكبر على يد مستوطنين. علاقة الأستاذ بالطفل آدم لها دلالات على ماضٍ عايشه الأستاذ باسم الّذي فقد ابنه في الأسر نتيجة مشاركته في المظاهرات. لذلك يحاول الأستاذ طوال الوقت أن يحافظ على حياة آدم، ويمنعه من الانتقام، بعد استشهاد شقيقه الأكبر، من خلال تبنّيه وحثّه على القراءة، لكنّ سؤالًا واحدًا نطق به الفتى كان كفيلًا بتوجيه الرسالة:  "بعد كلّ ما مررت به، لا تزال تعتقد أنّه سيكون هناك عدالة؟".

 

 

يحدث هذا كلّه مع ظهور شخصيّات متنوّعة، مثل المختصّة الاجتماعيّة البريطانيّة، وهي زميلة باسم، والجنديّ الإسرائيليّ المخطوف الّذي من خلاله يكون الكشف على أنّ باسمًا منخرط في المقاومة بشكل سرّيّ، والتأثيرات المرتبطة ببعضها بعضًا، والتعامل الإنسانيّ تارة والتفكير الانتقاميّ تارة أخرى. قصّة من الواضح أنّها كُتِبَت باللغة الإنجليزيّة، وهي اللغة الّتي تتقنها المخرجة بشكل أكبر، وبعد ذلك تُرْجِمَت. لذلك ثمّة وقعات تتعلّق بالسيناريو نفسه، وهذه مشكلة الكتابة بالإنجليزيّة والترجمة؛ فحتّى لو كان الفيلم يجمع بين اللغتين، ثمّة إحساس يتزعزع تجاه الحوار، الّذي أسعفه في هذا الفيلم أداء مميّز لصالح بكري الّذي ينتقل ببراعة تناقضات شخصيّته، من التحفّظ الهادئ إلى الانفعالات العاطفيّة. يُعَدّ الفيلم كتجربة أولى جيّدًا، لكنّه لا يُقارَن بفيلم نابلسي القصير «الهديّة» (2020)، الّذي كان قويًّا ومتماسكًا بكلّ عناصره.

 

أن تكون ببساطة... فلسطينيًّا

عندما يصنع المخرج راكان مياسي فيلمًا، يعلم تمامًا أنّه سيقدّم الاختلاف الّذي يعلق بالذاكرة، مثل فيلمه الذكيّ جدًّا «بونبونة» (2017). هذا العام، يعود مع فيلم «المفتاح»، من بطولة صالح بكري، ولانا حاجّ يحيى، وجورج إبراهيم، ومن قصّة الكاتب أنور حامد. رمزيّة المفتاح وتجسيده حضر كثيرًا في السينما الفلسطينيّة، فهو رمز اللجوء والعودة، ولا تخلو منه منازل غالبيّة اللاجئين، يُوَرَّث من جيل إلى جيل، يحضر في مظاهرات الغضب و«يوم الأرض» وذكرى النكبة والنكسة.

لكنّ مياسي أراد دورًا مختلفًا لهذا المفتاح، الّذي يطلّ بصوت وقعه في القفل كأنّه يحاول الدخول. هذا الصوت بطل أساسيّ في الفيلم، لا يجعل الطفلة آيدينا تنام، وهي طفلة من عائلة إسرائيليّة استوطنت الأرض والبيت. تصرّ الطفلة على أنّ ثمّة مَنْ يحاول فتح الباب، تؤكّد سماع الصوت الّذي بات يحضر أيضًا رويدًا رويدًا لدى العائلة كلّها. أصبح هذا الصوت هو الّذي يسيطر على المشهد، بحيث كلّ مَنْ سيشاهد الفيلم سيشعر به، ينزعج منه، يتألّم بسببه، ينغزه ضميره ربّما؛ لأنّه ببساطة يحكي أكثر من سبعة ملايين لاجئ يعيشون في الشتات، صوت المفتاح ومحاولته فتح باب المنزل يُعْتَبَر ميتافورا قويّة للرغبة في العودة إلى الأرض الأصليّة، واسترجاع الحقّ.

في المقابل، يقدّم محمّد المغني فيلمه القصير «برتقالة من يافا»، بطولة كامل باشا وسامر بشارات. في الفيلم، لا يعيش الفلسطينيّ ترف الاختيار ما بين «حاجز حزمة» و«قلنديا». ما دمت فلسطينيًّا حتّى لو كنت مقيمًا في دولة أجنبيّة، أو تحمل جنسيّتها، فأنت ستظلّ فلسطينيًّا يمشي حسب مزاج مَنْ قرّر الحواجز، الّذي قد يعرقلك لأنّه قرّر أن يبحث فجأة عن كْريم واقي شمس. يعتمد الفيلم على ثقافة الطريق، الّتي تجمع بين فاروق سائق التاكسي المقدسيّ، ومحمّد الغزّاويّ المقيم في بولندا، الّذي يعتقد أنّ هذه الإقامة كفيلة بأن تعطيه قيمة أمام الحواجز، فهو الّذي يريد الوصول إلى يافا ليلتقي عروسته.

 

 

في أقلّ من نصف ساعة سنعيش متلقّين لمعنى أن تكون من قطاع غزّة، أو من القدس، أو من الضفّة؛ أن تكون ببساطة فلسطينيًّا. نعيش معنى الغضب الّذي ينتظر أيّ فرصة ليخرج في حوار صادق جمع بين محمّد وفاروق، وفيه من الحقيقة الّتي يمكن أن تعكّر صفو مَنْ ينظر إلى هذا الشعب من بعيد.

في الفيلم أداء تمثيليّ متّسق مع نصّ ضمن إدارة مخرج مميّز بطريقة صنعه الأفلام، جعل من «برتقالة من يافا» موجودة في درج التاكسي شاهدة على  انتصار مؤقّت وضحكة عالية.

ومن ضمن الأفلام القصيرة أيضًا لهذا العام، فيلم «رافقتكم السلامة» (2023) للمخرج إبراهيم ملحم، وحسب الوصف الرسميّ له يدور حول سلمى الّتي تخوض رحلة محفوفة بالمخاطر؛ من أجل العودة إلى وطنها، فتعبر الحدود بشكل غير قانونيّ؛ لتسليم جثمان شقيقها إلى منزل أسرتها، وعلى طول الطريق تواجهها تحدّيات تجبرها على قرارات تغيّر مسار حياتها.

 


 

علا الشيخ

 

 

 

صحافيّة وناقدة سينمائيّة فلسطينيّة أردنيّة، ومبرمجة أفلام لعدد من المهرجانات السينمائيّة، ومديرة «مهرجان هيوستن فلسطين للأفلام».