الأطباء في مرحلة التخصص: وزارة الصحة تستخف بنا وتخاطر بحياة المرضى

الطبيب حسن جواميس، لـ"عرب 48": "أنا طبيب في مرحلة التخصص بقسم الأمراض الباطنية، حاليا الوردية اليومية 24 ساعة إضافة لساعتي نقل الوردية والمعلومات المستجدة للوردية التي تليها، أي 26 ساعة متواصلة، وهذا وقت طويل ومرهق جدا".

الأطباء في مرحلة التخصص: وزارة الصحة تستخف بنا وتخاطر بحياة المرضى

قسم كورونا في مستشفى "رمبام" بحيفا (أ ب)

يكابدُ آلاف الأطباء في مرحلة التخصص والتدريب في مستشفيات البلاد مشاق ورديات العمل التي تستمر 26 ساعة متواصلة 6 مرات شهريا، ما يشعرهم بالتعب والإرهاق الشديدين وقلة التركيز التي قد تتسبب بأخطاء خطيرة على حياة المرضى.

وأعرب عدد من الأطباء في مرحلة التخصص والتدريب عن عضبهم إزاء ما وصفوه باستخفاف وزارة الصحة بهم ومخاطرتها بحياة المرضى في المستشفيات.

وقدم 2590 طبيبا في مرحلة التخصص في المستشفيات، يوم الخميس الماضي، استقالاتهم إلى وزارة الصحة، احتجاجا على الخطة الجديدة لتقليص وردياتهم، التي تسري في عشر مستشفيات خارج منطقة وسط البلاد فقط، وتدخل الاستقالة حيز التنفيذ خلال الأسبوعين المقبلين ما لم تقدم وزارة الصحة الإسرائيلية حلولا جذرية للأزمة.

وعن قرار الاستقالة الجماعية، قال الطبيب حسن جواميس، من عرب الحجاجرة لـ"عرب 48": "أنا طبيب في مرحلة التخصص بقسم الأمراض الباطنية، حاليا الموردي اليومية 24 ساعة إضافة لساعتي نقل الوردية والمعلومات المستجدة للوردية التي تليها، أي 26 ساعة متواصلة، وهذا وقت طويل ومرهق جدا، والورديات 4 - 8 مرات شهريا حسب التخصص".

حسن جواميس

وأضاف أن "ما نطلبه، اليوم، هو تقليص الساعات في الوردية إلى 16 ساعة، وما تطرحه وزارة الصحة حاليا هو بدء تقصير فترة الوردية بمستشفيات الضواحي، في أقسام الطوارئ والأمراض الباطنية، وهذا لا يلبي الحد الأدنى من مطالبنا، فالوزارة لا تطرح أي حلول لباقي التخصصات كما لا تطرح برنامجا لتقليص الورديات مع جدول زمني، رغم أننا نعي أن مثل هذه المطالب تحتاج إلى وقت لتنفيذها، ولكن الوزارة لا تقدم طرحا معقولا لحل مع جدول زمني".

وأكد جواميس أن "القضية الأساسية تخصيص الملكات الكافية للأطباء، فلا يوجد اليوم نقص في الأيدي العاملة، ولكن المطلوب تخصيص ملكات لدمج الأطباء الجدد، بمعنى أن القضية قضية تخصيص ميزانيات لملكات الأطباء الجدد، وإذا أرادت الوزارة حل هذه القضية جذريا تستطيع ذلك، ونحن لاحظنا ذلك عندما أوجدت ملكات جديدة في فترة كورونا، بسرعة تم فتح أقسام جديدة وضمت أطباء جددا لهذه الغاية، لكن فيما يتعلق بالورديات لا تسارع وزارة الصحة إلى حل القضية لأنها تتطلب ميزانيات إضافية".

وأشار إلى أن "الأيدي العاملة متوفرة، ومن تجربتي الشخصية أعرف الكثيرين من الفوج الذي تخرجت منه منذ العام 2016 منهم من لا يزال ينتظر دوره لطرق أبواب التخصص. ما يحدث ظلم لهذه المهنة والعاملين فيها".

وعن الاستقالة التي تدخل حيز التنفيذ بعد نحو أسبوعين، ختم جواميس بالقول إن "الأطباء في مرحلة التخصص سيقدمون الاستقالات بعد أسبوعين ما لم تستجب الوزارة لهذه المطالب. الأقسام المختلفة تقوم بالأساس على جهد الأطباء في مرحلة التخصص، فالأطباء المتخصصون الكبار يحضرون لساعات في القسم، يرشدون المتخصصين ويجرون زيارات للمرضى وغيرها من الواجبات، لكن في النهاية من يبقى في هذه الأقسام هم الأطباء في مرحلة التخصص الملقى عليهم مسؤولية متابعة المرضى على مدار الساعة. في مستشفى 'أسوتا' حيث أعمل طلب منا مدير القسم الالتقاء في بيته، وهو يساند الأطباء، ولا يريد الوصول إلى مرحلة استقالة فعلية للأطباء".

فراس لوانسي

وقال الطبيب المتدرب، فراس لوانسي، من سخنين لـ"عرب 48" إن "هذا الخلاف حاليا على الورديات يشمل أيضا الأطباء المتدربين، لكن الاستقالة لا تشمل الأطباء المتدربين لأنه ليس باستطاعتهم أصلا تقديم استقالة كونهم غير موظفين في المستشفيات بعد، ولكننا سنرفض الاستمرار في التخصص كجزء من الاحتجاج على طول مدة الورديات أسوة بالأطباء المتخصصين".

وأوضح أنه "في فترة التدريب نخضع نحن أيضا إلى 4 - 8 ورديات شهريا على مدار 26 ساعة في الوردية الواحدة وفقا للقسم الذي نتدرب فيه، وهذا وقت طويل جدا ومن الصعب الاستمرار فيه".

وختم لوانسي بالقول إن "هناك عدة أقسام تتطلب المتابعة الدائمة على مدار الساعة مثل الطوارئ والأمراض الباطنية، وهذه ما تصعب على الطبيب الصمود في العمل ساعات طويلة، والأزمة تتطلب حلا جذريا من وزارة الصحة ووزارة المالية، فتقصير عدد ساعات الورديات يعني زيادة عدد الملاكات في الطب، وهذا يتطلب ميزانيات إضافية".

التعليقات