إيران تفتح الباب أمام تبادل الناقلات المحتجزة مع بريطانيا

ألمحت طهران، اليوم الأربعاء، إلى استعدادها لتبادل الناقلات مع لندن، فيما أعرب مالكو الناقلة التي ترفع العلم البريطاني والمحتجزة لدى لإيران عن أملهم في تحقيق "تقدم إيجابي"، بعد تحدثهم مع طاقم السفينة.

إيران تفتح الباب أمام تبادل الناقلات المحتجزة مع بريطانيا

زورق إيراني يحتجز "ستينا إمبيرو" (أ ب)

ألمحت طهران، اليوم الأربعاء، إلى استعدادها لتبادل الناقلات مع لندن، فيما أعرب مالكو الناقلة التي ترفع العلم البريطاني والمحتجزة لدى لإيران عن أملهم في تحقيق "تقدم إيجابي"، بعد تحدثهم مع طاقم السفينة.

واعتبر احتجاز السفينة "ستينا إمبيرو" خطوة إيرانية للرد على احتجاز السلطات البريطانية الناقلة الإيرانية "غريس 1" قبالة جبل طارق، هذا الشهر، للاشتباه بأنها تنقل النفط إلى سورية، في انتهاك للعقوبات الأوروبية.

وصرح الرئيس حسن روحاني، أثناء اجتماع للحكومة، "لا نرد استمرار التوتر مع بعض البلدان الأوروبية"، بحسب موقعه الرسمي، وفي إشارة واضحة للتوتر مع بريطانيا، قال روحاني إنه "إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولة وتخلت عن إجراءاتها الخاطئة بما فيها ما ارتكبوه في جبل طارق، ستشهد ردا مناسبا من جانب إيران".

ومنذ احتجاز إيران للناقلة "ستينا إمبيرو"، الجمعة، لا يزال طاقمها محتجزا في ميناء بندر عباس، جنوب إيران، بتهمة انتهاك "قوانين النقل البحري الدولية". وقال مالكو الناقلة، اليوم، إنهم تمكنوا من التحدث مع الطاقم الذي يضم 18 هنديا وثلاثة روس ولاتفيا وآخر من الفليبين.

وقالت شركة الشحن السويدية "ستينا بالك" في بيان "نستطيع أن نؤكد أننا أجرينا اتصالات مباشرة مع طاقم السفينة ستينا إمبيرو في وقت متأخر أمس (الثلاثاء)"، وأضافت "الجميع سالمون ويتعاونون بشكل جيد مع الإيرانيين على متن السفينة". وصرح الرئيس التنفيذي للشركة، إيريك هانل، "نحن بالطبع نقدر هذه الخطوة ... وهذا أول مؤشر أننا سنشهد قريبا تقدما إيجابيا من السلطات الإيرانية".

يأتي التوتر بين إيران وبريطانيا وسط تزايد حدة العداء بين طهران والولايات المتحدة، حليفة بريطانيا، حيث ارتفعت خدة التوتر منذ انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بهدف خفض نشاطات إيران النووية، وأعاد فرض العقوبات على إيران.

ومنذ أن بدأت إدارة ترامب في حملة "الضغوط القصوى" ضد إيران هذا العام، تدهور الوضع مع إسقاط طائرات مُسيرة، وشن هجمات غامضة على ناقلات نفط في مياه الخليج الحساسة.

ونفى الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، إسقاط طائرة إيرانية مُسيرة وتحدى الولايات المتحدة أن تثبت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بالعثور عليها في قاع البحر، وصرح القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، "أعلن رسمياً أنه لم يتم إسقاط أي طائرة إيرانية مُسيّرة"، وأضاف حسبما أورد موقع الحرس الرسمي "إذا كان الأعداء يزعمون إسقاط طائرات إيرانية مُسيّرة، فعليهم أن يعرضوا أدلتهم وإثباتاتهم".

وكانت إيران قد أسقطت الشهر الماضي طائرة أميركية مسيرة من طراز "غلوبال هوك" قالت إنها دخلت أجوائها. وتنفي طهران مرارا فقدان أيا من طائراتها المُسيرة. وردا على النفي الإيراني، كرر ترامب مزاعمه، الثلاثاء، بأنه تم إسقاط طائرة ايرانية مُسيّرة، وصرح "تستطيعون رؤيتها في قاع تلك المياه الجميلة".

ورد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، على تصريحات ترامب بقوله إن الجمهورية الإسلامية عرضت حطام الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها، وقال بحسب وكالة فارس للأنباء "إذا كان هناك من يدعي أنه أسقط طائرتنا المُسيّرة، فعليه أن يثبت ذلك ... لم يتم إسقاط أي طائرة مسيرة للجمهورية الإسلامية".

وأكد روحاني خلال اجتماع الحكومة أن إيران مستعدة لمحادثات في حال وجود "هدنة" في العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية، وقال "بهذا الخصوص تعمل بعض الدول كوسطاء، رغم أنها تقول إنها ليست وسيطة وتعبر عن آرائها فقط"، وأضاف "حصلت بعض المراسلات من الجانبين حول هذه المسألة ونحن نواصل ذلك".

وقام رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بزيارة طهران في حزيران/ يونيو الماضي، لإجراء محادثات تهدف إلى نزع فتيل التوتر بين إيران والولايات المتحدة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، بعث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كبير مستشاريه، إيمانويل بون، إلى إيران "لوضع إستراتيجية لخفض التوتر". فيما نفت اليابان وفرنسا العمل كوسيط بين إيران والولايات المتحدة.

التعليقات