ترامب يتوعّد؛ وروسيا تسعى لتنسيق تركي مع النظام السوري

ترامب يتوعد تركيا بمزيد من العقوبات ويسخر من الأكراد مجددًا | روسيا تسعى لتنسيق أمني بين النظام وبين تركيا | الانسحاب الأميركي لا يشمل دير الزور | إردوغان يتراجع وسيلتقي بومبيو وبنس

ترامب يتوعّد؛ وروسيا تسعى لتنسيق تركي مع النظام السوري

ترامب في البيت الأبيض الأربعاء (أ ب)

أطلق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، تصريحات متباينة تجاه العمليّة العسكريّة التركيّة شماليّ سورية، فبينما توعّد تركيا بمزيد من العقوبات، قال إن "الأكراد ليسوا ملائكة".

وأصرّ ترامب خلال تصريحاته لصحافيين في البيت الأبيض، على هامش لقائه الرئيس الإيطالي، على سلاح العقوبات، قائلا إنّ فرضها على تركيا "سيكون أفضل من القتال في المنطقة، وإن الأمر يرجع لدول المنطقة لحل الأزمة"، وإنه "لا بأس إذا حصل النظام السوري على دعم من روسيا".

واستمرّ ترامب في هجومه على الأكراد، قائلا إن حزب العمال الكردستاني "قد يكون أسوأ من ’الدولة الإسلاميّة’ (داعش)، من ناحية الإرهاب والتهديد الإرهابي"، وأضاف أن تركيا و"قوات سورية الديمقراطيّة" ("قسد")، "يتحاربان منذ فترة طويلة، وعلى الحدود السورية أيضًا، هذه حدود سورية، وأنا أسأل لماذا نحمي أراضي دولة ليست صديقة لنا".

وأضاف أنه لم يستغرب من العمليّة العسكرية التركيّة لأن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، "كان يريد تنفيذ ذلك منذ فترة طويلة، وكان يحشد الجنود إلى الحدود مع سورية، منذ فترة طويلة أيضًا"، ولفت إلى أن النظام السوري و"قسد" ينسّقون مع بعضهما البعض.

لكنه نفى أن يكون أعطى تركيا ضوءًا أخضر لبدء العمليّة.

مقاتلون أكراد (أ ب)
مقاتلون أكراد (أ ب)

وتوّعد ترامب إردوغان بفرض مزيدٍ من العقوبات على تركيا، إن فشل اللقاء المقرّر غدًا بين إردوغان وبين نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ووزير الخارجيّة، مايك بومبيو.

وكان إردوغان قد أعلن رفضه لقاء بنس وبومبيو، وقال إن لقاءاتهما ستقتصر على نظيريها، وأنه سيلتقي بالرئيس الأميركي فقط، قبل أن يتراجع عن ذلك، ويعلن مكتبه أنه يدرس إجراء اللقاء، علمًا بأن هناك لقاء محددا بين إردوغان وترامب في منتصف تشرين ثانٍ/ نوفمبر المقبل، وآخر، الأسبوع المقبل، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، "لبحث التطورات السورية".

انسحاب واشنطن لا يشمل دير الزور

في السياق، نقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر مطلّعة بأن قرار انسحاب القوات الأميركية من سورية لا يشمل دير الزور، وأن الولايات المتحدة ستواصل البقاء فيها.

وبحسب "الأناضول"، التقى ضباط أميركيّون مع وجهاء عشائر في دير الزور في حقل العمر النفطي الذي تتخذه القوات الأميركية مقرًا لها، في اجتماع استمرّ لنحو ساعة، أكّدوا فيه أن قرار الانسحاب من سورية لا يشمل محافظة دير الزور، وأنهم سيواصلون البقاء فيها.

"قسد" توقف العمليات ضد "داعش"

وأعلن قائد "قوات سورية الديموقراطية"، مظلوم عبدي، في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، عن "تجميد" كافة العمليات ضد "داعش".

وقال عبدي في مقابلة باللغة الكردية على تلفزيون "روناهي" الكرديّ، بحسب "فرانس برس"، "لقد قمنا بتجميد كل أعمالنا في مواجهة ’داعش’ الآن"، مشيرًا إلى أن الأمر سيقتصر على "العمل الدفاعي" لصد هجمات التنظيم.

وكررت "قسد"، مؤخرًا، خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية التي تشن هجومًا ضدها منذ أسبوع سلبًا على جهودها في ملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، كما في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات.

النظام السوري يستدعي تنسيقًا أمنيًا مع تركيا

واستفاد النظام السوري من العمليّة العسكريّة التركيّة شماليّ البلاد، عبر توقيعه اتفاق مع "قسد" يسمح له بالسيطرة على قواعدها العسكريّة، شمالي البلاد، لأول مرّة منذ العام 2014.

طفل سوري لاجئ (أ ب)
طفل سوري لاجئ (أ ب)

وقالت المستشارة السياسيّة والإعلامية لرئيس النظام، بثينة شعبان، خلال لقاء مع "روسيا اليوم"، إنها "لا تستبعد" إجراء محادثات بين النظام وتركيا لبحث "قضايا أمنية مشتركة"، وكشفت عن سعي روسيا لعقد لقاء أمني بين تركيا والنظام السوري في مدينة سوتشي الروسيّة.

كما لم تستبعد وقوع صدامات بين جيش النظام وبين القوات التركيّة.

قلق دولي من عودة "داعش"

وأبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات الهجوم التركي على المعركة ضد خلايا تنظيم "داعش"، كما على مصير 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من أصل 12 ألف عنصر من التنظيم في سجون المقاتلين الأكراد.

ويبدو أن الهجوم التركي أجبر تلك الدول على البحث عن حلول بديلة.

وتبحث فرنسا ودول أخرى إمكانية نقل هؤلاء إلى العراق لمحاكمتهم، كما قال إردوغان، الذي يصر على مواصلة الهجوم، "سنفعل ما هو ضروري مع المساجين من تنظيم الدولة الإسلامية"، إلا أن عبدي أكد في المقابلة أن "مستقبل الدواعش المحتجزين نحن سنقرره".

التعليقات