03/02/2021 - 13:50

نتنياهو يسعى لزيارة مصر والسيسي يخشى غضب بايدن

بعد سنوات طويلة امتنع خلالها عن صد جرائم وممارسات إسرائيل، يشترط السيسي الآن زيارة نتنياهو بمبادرة نية حسنة في الموضوع الفلسطيني، ونتنياهو يرفض هذا الشرط لكنه ما زال يأمل بالزيارة واستخدامها بدعايته لانتخابات الكنيست

نتنياهو يسعى لزيارة مصر والسيسي يخشى غضب بايدن

نتنياهو والسيسي خلال لقائهما في نيويورك، عام 2018 (مكتب الصحافة الحكومي)

بعد سنوات طويلة امتنع فيها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن أي عمل أو مبادرة لصد جرائم وممارسات إسرائيلية بحق الفلسطينيين، ذكر تقرير إسرائيلي اليوم، الأربعاء، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يسعى إلى زيارة مصر قبل انتخابات الكنيست، فيما اشترط السيسي ذلك بمبادرة حسنة في الموضوع الفلسطيني.

ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصدرين إسرائيليين مطلعين قولهما إن السيسي اشترط إخراج زيارة نتنياهو لمصر إلى حيز التنفيذ، بأن يقدم الأخبر لفتة حسنة تجاه الفلسطينيين، مثل أن يعلن التزامه بحل الدولتين للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

ويأتي شرط السيسي على خلفية قلقه البالغ من إثار غضب إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفقا لـ"واللا". إذ يسود توتر في العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو، يتمثل بامتناع الرئيس الأميركي حتى اليوم عن إجراء اتصال هاتفي تقليدي مع نتنياهو، رغم مرور أكثر من أسبوعين على تنصيبه. وتشير تقديرات إلى أن أن هذا التوتر ناجم عن تأييد نتنياهو للرئيس السابق، دونالد ترامب، ولحزب المحافظين، دون تحفظ.

وسيتعتبر زيارة نتنياهو لمصر، في حال حصولها، كدعم له من جانب السيسي والنظام المصري، في انتخابات الكنيست التي ستجري في آذار/مارس المقبل. وبوضعه هذا الشرط، يلمح السيسي للبيت الأبيض بأنه يسعى لاستئناف ضلوعه في الصراع.

وقال أحد المصدرين اللذان تحدثا للموقع، إن "الرئيس السيسي ليس مهتما كثيرا بالموضوع الفلسطيني، لكنه يعلم أن نتنياهو يبحث عن صورة ليستخدمها في المعركة الانتخابية، ويحاول أن يحقق من ذلك إنجازا سياسيا لمصر".

ويشار إلى أن نتنياهو يعتزم زيارة الإمارات، الأسبوع المقبل، بادعاء تنسيق المواقف معها ومع البحرين في الموضوع الإيراني، واستعراض ذلك أمام إدارة بايدن.

وذكر "واللا" أن موضوع زيارة نتنياهو لمصر مطروح خلال اتصالات بين الجانبين منذ عدة أشهر، على خلفية "اتفاقيات أبراهام" وتغير الإدارة الأميركية. وكان نتنياهو زار مصر بشكل رسمي وعلني قبل عشر سنوات، عندما كان الرئيس المخلوع حسني مبارك لا يزال في الحكم. وكان مبارك يستقبل نتنياهو في شرم الشيخ وليس في القاهرة. ووفقا لـ"واللا"، فإن نتنياهو زار مصر عدة مرات سرا.

وقال المصدران الإسرائيليان إن زيارة نتنياهو لمصر كادت تخرج إلى حيز التنفيذ قبل شهر، لكن النظام المصري عدل عن استقباله في أعقاب تبكير انتخابات الكنيست. وتم إرجاء الزيارة، وبعد استئناف المحادثات، طلب النظام المصري من نتنياهو أن يقوم بمبادرة نية حسنة في الموضوع الفلسطيني في سياق الزيارة.

وأضاف الموقع أن أحد الأفكار التي طرحها النظام المصري تقضي بأن يصرح نتنياهو، قبل أو خلال زيارة لمصر، بالتزامه لحل الدولتين أو أن ينفذ خطوة ما على أرض الواقع.

وقال المصدران الإسرائيليان إن نتنياهو تحفظ من إطلاق تصريح كهذا أو تنفيذ خطوة من أي نوع في الموضوع الفلسطيني عشية انتخابات الكنيست، وذلك على خلفية محاولاته لكسب أكبر دعم ممكن من جانب ناخبي اليمين.

وكان رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، الذي يعتبر من أكثر المقربين من السيسي، قد زار إسرائيل قبل أسبوعين، وذلك بعد زيارته رام الله. والتقى كامل مع مسؤولين في مكتب نتنياهو، وعندما طرح الأخيرون زيارة لنتنياهو لمصر، كرر كامل طلب السيسي.

وأشار المصدران الإسرائيليان إلى أن نتنياهو ما زال يأمل بزيارة كهذه وأن تُبذل جهود من أجل التوصل إلى معادلة تسوية تسمح بإخراج الزيارة إلى حيز التنفيذ.

ووجه بايدن، خلال حملته الانتخابية، انتقادات شديدة لمصر في موضوع حقوق الإنسان، ما دفع النظام المصري إلى التخوف من تراجع العلاقات مع الإدارة الحالية قياسا بالعلاقات الوثيقة التي سادت بين نظام السيسي وإدارة ترامب.

التعليقات