08/04/2022 - 08:50

عملية تل أبيب: قتيلان وإصابات حرجة... واستشهاد المنفذ

قُتِل شخصان وأُصيب آخرون بجراح حرجة، جرّاء تعرّضهم لإطلاق نار نُفِّذ في وقت متأخر من مساء الخميس، وسط تل أبيب، في عمليّة هي الرابعة خلال الأسابيع الأخيرة في إسرائيل.

عملية تل أبيب: قتيلان وإصابات حرجة... واستشهاد المنفذ

عناصر القوات الخاصة أمام إحدى واجهات المحلات (Getty Images)

بعد عدة ساعات من عمليات البحث وانتشار ألف عنصر أمن في مدينة تل أبيب، استشهد منفذ العملية في المدينة، الشاب رعد فتحي حازم (29 عاما) من مخيم جنين، وذلك في تبادل لإطلاق النار مع عناصر من وحدة "يمام" وجهاز "الشاباك"، فجر اليوم الجمعة، في مدينة يافا. ونقل "التلفزيون العربي" عن كتائب شهداء الأقصى أن منفذ عملية تل أبيب ينتمي إليها.

الشهيد رعد فتحي حازم

وقال سكان لـ"عرب 48" إن أصوات إطلاق رصاص سُمعت في يافا، وتحديدًا في منطقة دوار الساعة، قرابة الساعة الخامسة فجرًا، وأفادوا كذلك بمرور قوات كبيرة من الشرطة من المكان. وفي وقت لاحق أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) في بيان عن قتل الشهيد بعد تحديد مكانه بالقرب من المسجد الكبير في البلدة القديمة في يافا. وذكر البيان الذي صدر قرابة الساعة السادسة صباحًا، أن منفذ العملية هو شاب من الضفة الغربية دون ذكر تفاصيل إضافية.

وقال شهود إنهم سمعوا صوت تبادل إطلاق نار فور خروجهم من المسجد بعد صلاة الفجر، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن عنصري أمن تعرفا إلى المنفذ في المكان وطالباه بالتوقف، ففتح النار عليهما ووقع اشتباك مسلح في المكان.

وقُتِل شخصان وأُصيب 16 آخرون بجراح متفاوتة، جرّاء تعرّضهم لعمليّة إطلاق نار نُفِّذت في وقت متأخر من مساء الخميس، وسط تل أبيب، ما دفع السلطات الإسرائيليّة إلى استدعاء قوات خاصة من الجيش للمكان، في حين توقّفت المواصلات العامّة في وسط المدينة بشكل كليّ. في المقابل، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، تقييما أمنيا للوضع، مع قادة الأجهزة الأمنية الأخرى، تقرّر خلالها تعزيز القوات في المدينة ومحيطها.

صحف الجمعة | يسرائيل هيوم: "رعب في ديزنغوف"؛ يديعوت أحرونوت: "إرهاب في قلب تل أبيب"

وهذه العملية، هي الرابعة خلال الأسابيع الأخيرة في إسرائيل، إذ سبقتها 3 عمليات في بئر السبع، والخضيرة، وبني براك؛ أسفرت مجتمِعة عن مقتل 11 شخصا، بينهم عناصر أمن، دون احتساب قتلى العمليّة المُنفّذة مساء الخميس. ونُفِّذت العملية الخميس، في الشارع ذاته الذي نفّذ فيه الشهيد نشأت ملحم عملية مماثلة قبل سنوات. كما نفذ الشهيد رامز عبيد عملية أسفرت عن مقتل 13 إسرائيليًا في آذار/ مارس 1996، في الشارع ذاته.

ويُعدّ "ديزنغوف"، حيث نُفِّذت العملية؛ أحد الشوارع الرئيسية والهامة في تل أبيب، ويحتوي على مركز تسوّق، وميدان، ومحلات تجارية أخرى.

وبعيْد تنفيذ العملية، قال متحدّث باسم الشرطة الإسرائيلية في تصريحات أدلى بها لهيئة البثّ الإسرائيليّ العامة ("كان 11")، إنّ "شخصا أو أكثر" نفّذوا العملية، لافتا إلى أن البحث جار عن آخرين، وبعد ذلك أعلنت الشرطة أن المنفّذ شخص واحد، وقد فرّ من مكان تنفيذ العملية.

وفي هذا الصدد، نقل "واينت"، الموقع الإخباريّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن شاهد عيان، قوله: "كنا نجلس في حانة، وفجأة سمعنا خمس طلقات نارية، وبدأ كل الناس يركضون نحو المخزن (مخزن المكان الذي كانوا يتواجدون فيه)".

(Getty Images)

وأضاف شاهد العيان ذاته: "لكنني استدرت لألقي نظرة، ورأيت رجلا يرتدي خوذة، ومعطفا أسود، يطلق النار في الداخل (داخل الحانة)، ثمّ رأيناه (المنفذ) يصعد إلى أحد المباني، وبعد عشر دقائق وصلت القوات الأمنية".

وأفادت صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن المنفّذ، وبعيد إطلاق النار الذي نفّذه في "ديزنغوف"، واصل طريقه إلى شارع قريب من المكان، حيث حاول إطلاق النار على شخص آخر، لكن دون أن يفلِح في ذلك.

فيما نقلت القناة الإسرائيلية 13 عن إحدى سكّان المنطقة، قولها: "أنا أعيش بالقرب من ديزنغوف، وسمعت طلقات نارية"، مؤكدة أن إطلاق النار استمرّ "نحو أربع - خمس دقائق"، مضيفة: "سمعت الناس يصرخون، ويركضون، وسمعت الصفارات (الصادة عن مركبات الأمن التي وصلت للمكان)، والمزيد من الطلقات".

وذكرت الشرطة أن نحو ألف عنصر أمن، انتشروا في مكان ومحيط عملية إطلاق النار، في حين استُدعيَت إلى مكان العملية، قوات نخبة راجلة في الجيش الإسرائيلي بحثا عن المنفّذ.

وتمركزت كذلك قوات من الجيش عند دوار الساعة في يافا، حيث أقيم حاجز تفتيشي لكل الخارجين من المدينة. كما نصبت الشرطة حواجزَ وأغلقت شارع 4، بالقرب من وادي عارة.

وأوقفت الشرطة، المواصلات العامة في الشارع الذي شهد عملية إطلاق النار، وفي شوارع المدينة التي تتقاطع معه. كما أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية، عن إيقاف خدمة النقل العام وسط المدينة، بشكل كليّ.

وذكرت تقارير أنّ الشرطة أغلقت مخارج تل أبيب كذلك، في ما يشير إلى تحسّب أجهزة الأمن الإسرائيلية، من احتمال فرار المنفّذ خارج المدينة.

وأفادت الطواقم الطبيّة، بنقل 6 أشخاص على الأقل للمشافي، مشيرة إلى أن شخصين أُصيبا بجراح حرجة، و4 تتراوح إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة. وبعد وقت وجيز من ذلك، أُعلِن عن مقتل اثنين من بين المصابين.

ولاحقا، ذكرت الطواقم الطبية، أن 16 مصابا وصلوا المشافي، موضحة أن 9 من بينهم، أُصيبوا بإطلاق رصاص.

وحاصرت القوات الأمنية الإسرائيلية، مبنى سكنيا قريبا من المكان، ومنعت المتواجدين وبضمنهم الصحافيون كذلك، من الدخول أو الاقتراب حتّى للمبنى، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، باحتمال أن يكون المنفّذ في المبنى، ولاحقا نفت التصريحات الصادرة عن الشرطة الإسرائيلية، أن يكون المنفّذ هناك، موضحة أنهّ فرّ من المكان.

وفي بيانها الأوليّ، قالت الشرطة الإسرائيلية، إنّ شخصين هما من نفّذا إطلاق النار، مشيرة إلى أنهما فرّا من المكان، وموضحة أن البحث عن أحدهما جارٍ.

تقييم أمنيّ للوضع

في السياق، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مشاورات أمنية و"تلقى تحديثات بشأن التطورات"، عُرِض خلالها تسلسل الأحداث في العملية، والجهود المبذولة حاليا لتحديد مكان منفّذ العملية.

وشارك في المشاورات الأمنية كل من ؛ وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بالإضافة إلى رئيس الشاباك، ومفوض الشرطة، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ومسؤولين آخرين.

وتقرّر مواصلة "الأنشطة العملياتية" لشرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام "الشاباك"، خلال الساعات القليلة المقبلة.

كما تمّ الاتفاق على "مواصلة تعزيز وتدفق القوات بشكل واسع النطاق إلى تل أبيب"، مع تماشي ذلك مع التطورات.

التعليقات