25/10/2022 - 23:12

الاحتلال أراد اغتيال الشهيد الحوح وليس اعتقاله

قناصة من وحدة النخبة في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (سييرت متكال)، شاركت في عدوان الاحتلال على البلدة القديمة في نابلس، وذلك إلى جانب 140 جنديا في الجيش الإسرائيلي، ووحدة العمليات الخاصة في الشرطة والشاباك.

الاحتلال أراد اغتيال الشهيد الحوح وليس اعتقاله

من مراسم تشييع شهداء نابلس الخمسة، الثلاثاء (Getty Images)

كشفت تقارير إسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن الأوامر التي صدرت عن القيادة السياسية في إسرائيل بشأن العدوان الذي نفذته قوات الاحتلال الليلة الماضية على مدينة نابلس، كانت تقضي باغتيال القيادي في مجموعة "عرين الأسود"، الشهيد وديع الحوح (31 عاما)، وليس اعتقاله.

وأفادت التقارير بأن قناصة وحدة النخبة في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (سييرت متكال)، شاركت في عدوان الاحتلال على البلدة القديمة في نابلس، وذلك إلى جانب 140 جنديا في الجيش الإسرائيلي، ووحدة العمليات الخاصة في الشرطة والشاباك.

وأكد مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة أمن الاحتلال أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية العدوانية التي نفذها الاحتلال في نابلس، الليلة الماضية، كان اغتيال الشهيد الحوح، الذي تصفه سلطات الاحتلال بأنه قائد مجموعة "عرين الأسود" التي تتخذ من البلدة القديمة في نابلس معقلا لها.

وادعت أجهزة أمن الاحتلال، بحسب هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، أن الشهيد الحوح كان مسؤولا عن التسليح وتصنيع عبوات ناسفة لاستخدامها في عمليات تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في منطقة نابلس، كما زعمت أن العدوان على نابلس أسفر كذلك عن تصفية قائد ميداني في مجموعة "عرين الأسود" (لم تسمه).

مقاتلو العرين خلال تشييع شهداء نابلس الخمسة، الثلاثاء (Gettyimages)

والعدوان على نابلس، أسفر عن استشهاد كل من مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 عاما) وحمدي صبيح رمزي قيم (30 عاما) وعلي خالد عمر عنتر (26 عاما) وحمدي محمد صبري حامد شرف (35 عاما)، بالإضافة إلى الشهيد الحوح القيادي البارز في مجموعة "عرين الأسود".

وقالت القناة إن الاحتلال نجح في تصفية خمسة من قيادات المجموعة، هم بالإضافة إلى الحوح، كل من الشهيد محمد العزيزي (22 عاما)، والشهيد عبد الرحمن صبح (29 عاما)، والشهيد إبراهيم النابلس (22 عاما)، والشهيد تامر الكيلاني (33 عاما)، علما بأن التقارير تؤكد بأن المجموعى التي تكوّنت مؤخرًا في نابلس تضم ما يتراوح بين 25 و30 ناشطا.

ونقلت "كان 11" عن مصادر في أجهزة أمن الاحتلال قولها إن منطقة القصبة في البلدة القديمة في نابلس أصبحت منطقة مهملة وأن الاعتقالات التي قامت بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة استهدفت مقاتلين في "عرين الأسود" "لم تكن كافية بالنسبة لإسرائيل".

وأشارت تقديرات أجهزة أمن الاحتلال إلى أن شبانا فلسطينيين سيحاولون تنفيذ عمليات "انتقامية" تستهدف عناصر الاحتلال ومستوطنيه في الضفة، ردا على التصعيد الإسرائيلي الأخير والعدوان الأخير على نابلس، معتبرة أن "الساعات القليلة القادمة تعتبر حساسة" في هذا الإطار.

وشددت أجهزة أمن الاحتلال على أنه لم يتم تبادل إطلاق نار بين جنود الاحتلال وأجهزة أمن السلطة خلال العدوان على نابلس أمس، خلافا لما تم تداوله بعد بدء العدوان على نابلس والذي استمر نحو 4 ساعات، استخدمت قوات الاحتلال خلاله صاروخ "ميتادور" لتدمير المنزل الذي تواجد فيه الشهيد الحوح، بالإضافة إلى مُسيرات هجومية.

مقاتلو عرين الأسود خلال تشييع الشهيد الكيلاني (Getty Images)

وظهرت جماعة "عرين الأسود" منذ حوالي عام في نابلس حيث يتم وضع ملصقات للشهداء من مقاتلي المجموعة في جميع الشوارع الضيقة للبلدة القديمة وسوقها، وجميعهم تقريبا شبان يحملون أسلحتهم الآلية ومعداتهم القتالية؛ ويحظى أعضاء المجموعة بمكانة كبيرة في الشارع الفلسطيني.

وجماعة "عرين الأسود" ليست مرتبطة بالفصائل الفلسطينية الرئيسية أو السلطة الفلسطينية التي حاولت "احتواءها"، وليس لدى المجموعة أي أهداف سياسية بخلاف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بما ذلك مواجهة اعتداءات المستوطنين ومواجهة قوات الاحتلال.

ولا توجد معلومات موثوقة عن عدد أفراد المجموعة، غير أن مصادر في البلدة القديمة في نابلس، تشير إلى أنها ربما تضم 25 أو 30 مقاتلا، علما بأن المجموعة تشكل مصدر إلهام في جميع أنحاء الضفة وتحظى بعدد كبير من المؤيدين والمناصرين، وانتشرت شعبيتها بسرعة كبيرة خلال الأشهر الماضية.

وفي ظل الدعم الشعبي الواسع لـ"عرين الأسود" في نابلس، حاولت السلطة الفلسطينية، التي تبذل جهودا للتحرك بهدف ما تقول إنها "مساع للحفاظ على الاستقرار"، شراء أسلحة "عرين الأسود" أو دمجها في القوات الأمنية التابعة للسلطة، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، لكن دون أن تحقق نجاحا يذكر، وفقا لما ذكره محافظ نابلس، إبراهيم رمضان.

التعليقات