أم الفحم: مقتل الصحافي نضال إغبارية في جريمة إطلاق نار

قُتل الصحافي، نضال إغبارية (44 عاما)، من أم الفحم في جريمة إطلاق نار في المدينة، مساء اليوم الأحد، وسبق أن تعرض منزله لوابل من الرصاص في شهر حزيران/ يونيو 2021.

أم الفحم: مقتل الصحافي نضال إغبارية في جريمة إطلاق نار

من مكان الجريمة في أم الفحم (عرب 48)

قُتل الصحافي، نضال إغبارية (44 عاما)، من أم الفحم في جريمة إطلاق نار في المدينة، مساء اليوم الأحد، وسبق أن تعرض منزله لوابل من الرصاص في شهر حزيران/ يونيو 2021.

وكان إغبارية مديرا لموقع "بلدتنا" المحلي في أم الفحم، وترك خلفه زوجة وابنة وحيدة (11 عاما) رزق بها بعد انتظار دام سنوات.

الصحافي نضال إغبارية

ووفقا للشرطة فإنها تشتبه "الهدف كان شقيق الضحية على خلفية تورطه في السوق السوداء".

وجاء في التفاصيل، أن جناة أقدموا على إطلاق النار على إغبارية خلال تواجده داخل سيارته قرب منزله في حي الكينا (البير) بأم الفحم عندما كان في طريق عودته من الصلاة.

وبحسب مصدر طبي، فإن إغبارية أصيب بعيارات نارية في القسم العلوي من جسده، ما أسفر عن إصابته بجروح حرجة.

وقدم طاقم طبي من "نجمة داود الحمراء" عمليات الإنعاش له، ثم جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى "هعيمك" في العفولة لتلقي العلاج، بيد أنه جرى إقرار وفاته بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.

وأفاد مراسل "عرب 48"، بأنه عُثر على مركبة وقد أضرمت بها النيران في منطقة عين خالد بأم الفحم، والتي يشتبه باستخدامها على يد الجناة في الجريمة.

وفي يوم 8 حزيران/يونيو 2021، كاد الصحافي إغبارية أن يقتل إثر استهداف واختراق أكثر من 50 رصاصة لمنزله، وكادت أن تصيب رأسه حينها.

وجاء عن الشرطة، أنها باشرت التحقيق في ملابسات جريمة القتل، الأحد، دون أن تبلغ عن اعتقال أي مشتبه به بالضلوع فيها، على الرغم من أن القتيل كان قد سلمها تسجيلات للتهديدات قبل جريمة القتل.

إضرام النار بسيارة في منطقة عين خالد

الصحافي نضال إغبارية سلّم الشرطة تسجيلات ومكالمات هددت حياته؛ ولم تفعل شيئا

وقال الصحافي، حسن شعلان، في حديث لـ"عرب 48"، إن القتيل "كانت بحوزته تسجيلات ومكالمات هددت حياته، وتوجه عدة مرات إلى مركز الشرطة وسلمها ما بحوزته من تهديدات إلا أنها لم تفعل شيئا بسبب إهمالها وتقاعسها واستهتارها، وهذه الجريمة فيها تخط لكل الخطوط الحمراء ولن نسكت عليها".

وأضاف أن "الزميل إغبارية راح ضحية جريمة قتل بدم بارد بسبب إهمال الشرطة، وجميعنا نعلم بأنه لم يكن هو المستهدف لكن للأسف الشديد لم يستطع أحدا مساعدته".

وتابع أنه "على الصعيد الشخصي تعرضت ولا زلت لتهديدات بالقتل، بالإضافة إلى تفجير منزلي بعبوة ناسفة وإطلاق أكثر من 70 رصاصة عليه وكادوا أن يقتلونني وأفراد عائلتي، ولا أستغرب من أنني قد أكون الضحية في المرة القادمة".

وأكد شعلان أننا "سنكمل المسيرة التي بدأ بها الزميل نضال، ولن تردعنا التهديدات من قبل المجرمين".

مركز "إعلام" يندد بجريمة قتل إغبارية: "هذه نتائج سنوات من التجاهل المؤسساتي والشرطي"

وجاء في بيان لمركز "إعلام" في أعقاب جريمة قتل الزميل إغبارية، أن "المس بالصحافيين ومنتخبي الجمهور خرق لكل الخطوط الحمراء وتصعيد إضافي من قبل منظمات الإجرام التي تعيث بمجتمعنا فسادا. الحديث ليس فقط عن المس بنضال الشخص، إنما بحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة".

وأضاف "تحاول منظمات الإجرام إسكات الصحافيين والمس بقدرتهم على التعامل مع جرائمهم على أرض الواقع، الجرائم التي حصدت حتى اليوم أرواح المئات".

وبيّن مركز "إعلام" تقاعس الشرطة في محاربة الجريمة بالمجتمع العربي بالقول "سنوات من التجاهل المؤسساتي والشرطي، عززت منظمات الإجرام التي باتت لا تخاف من إسقاطات جرائمها، وهذه هي النتائج".

نعي زميل

نعى موقع "عرب 48" الزميل الصحافي نضال إغبارية، الذي قُتل برصاصات غادرة خلال سفره بسيارته في مدينة أم الفحم.

وأكّد "عرب 48" أن الزميل نضال إغبارية ضحية أخرى من ضحايا منظمات الجريمة التي تجاوزت كل الخطوط الحمر، في ظل تقاعس المؤسسة الإسرائيلية وسياساتها التي حولت بلداتنا العربية إلى شلّال دم ينزف، بدون توقُّف، وجعلتها مستباحَة أمام الجريمة.

تجمهر واستنكار عارم أمام منزل إغبارية (عرب 48)

ودان "عرب 48" هذه الجريمة البشعة التي سبقها اعتداءات على صحافيين في السنوات القليلة الماضية، إذ لا مبرِّر للعنف، ولا سبب للجريمة، مهما كان.

للزميل الراحل الرحمة، ولذويه ولزملائه الصبر والسلوان.

بلدية أم الفحم: رحمك الله أيها الإعلامي الصادق نضال العيلة

وشجبت بلدية أم الفحم جريمة قتل الصحافي إغبارية، وجاء في بيان لها أن "المرحوم والمغدور والفقيد الإعلامي نضال أبو العيلة ما عرف عنه إلا كل خير، وكل صدق وصاحب أخلاق طيبة وكريمة وصاحب دين، أحبه كل من عرفه، خسارة كبيرة لبلدنا أم الفحم، شهد له القاصي والداني بحسن الخلق والمعاملة والأدب".

وطالبت البلدية الشرطة باتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة واعتقال المجرمين القتلة لمحاسبتهم ونيلهم العقوبة، ونتقدم إلى ذويه وعائلته داعين الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يغفر له ويدخله الفردوس الأعلى وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وأن ينتقم من المجرمين المعتدين. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون؛ حسب ما ورد في بيان بلدية أم الفحم.

70 قتيلا في المجتمع العربي منذ مطلع العام

وارتفعت حصيلة ضحايا جرائم القتل في البلدات العربية، منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، إلى 70 قتيلا بينهم 7 نساء عربيات.

وتتواصل جرائم القتل في البلدات العربية، بدون وجود آفاق عملية لتغيير هذا الواقع الخطير، وفي ظل تقاعس الشرطة وتواطئها مع عصابات الإجرام وتقصيرها بالتحقيق في جرائم القتل عندما تكون الضحية من المجتمع العربي، وخصوصا إذا كانت امرأة، الأمر الواضح من متابعة الوضع القانوني لجرائم القتل الآخذة بالازدياد.

يذكر أن حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي بلغت في العام 2021 الماضي؛ 111 ضحية بينها 16 امرأة؛ لا تشمل ضحايا الجرائم التي وقعت في مدينة القدس وهضبة الجولان المحتلتين.

التعليقات