27/07/2023 - 15:33

نحو ألف و800 مستوطن يقتحمون الأقصى بقيادة بن غفير ويختلقون طقوسا تهويديّه غير مسبوقة

انضمّ إلى الاقتحام الذي شارك فيه نحو ألف و800 مستوطن، عدد من أعضاء الكنيست، والمسؤولين في حكومة الاحتلال، أبرزهم ما يسمى وزير الجليل والنقب، يتسحاق فسرلاوف.

نحو ألف و800 مستوطن يقتحمون الأقصى بقيادة بن غفير ويختلقون طقوسا تهويديّه غير مسبوقة

بن غفير ومجموعة من المستوطنين خلال الاقتحام

اقتحم نحو ألف و800 مستوطن، المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، اليوم الخميس، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، فيما ندّد الأردن والسعودية وتركيا بذلك، بينما أكّدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن المستوطنين اختلقوا انتهاكات وطقوسا تهويديّه غير مسبوقة، خلال اقتحامهم للمسجد.

وشارك في الاقتحام 1787 مستوطنا بقيادة المتطرف بن غفير، واقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل" المزعوم، وذلك من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوسًا تلمودية عنصرية في باحاته.

وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل، في تعقيب مقتضب بشأن مشاركة بن غفير في الاقتحام، إنه يجب الحفاظ على "الستاتوس كو" (الوضع القائم، Status quo) في الأماكن المقدسة.

وذكرت أن أي عمل أحاديّ الجانب يعرّض ذلك للخطر؛ أمر غير مقبول.

كما انضمّ إلى الاقتحام عددا من أعضاء الكنيست، والمسؤولين في حكومة الاحتلال، أبرزهم ما يسمى وزير الجليل والنقب، يتسحاق فسرلاوف.

ومن المتوقَّع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد في فترة ما بعد صلاة الظهر.

ومنذ ساعات الفجر، اقتحم آلاف المستوطنين ساحة البراق، ونفذوا جولات استفزازية بأزقة القدس القديمة، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة قبيل اقتحام الأقصى، وذلك تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى.

وفي ساعات متأخرة من الليل وفجر اليوم الخميس، أدّت مجموعات من المستوطنين طقوسا تلمودية في البلدة القديمة، وعند إحدى بوابات المسجد الأقصى. كما أن عشرات المستوطنين من جماعة ما تسمى "العودة إلى جبل الهيكل" باتوا ليلتهم عند مدخل باب المغاربة، لتنفيذ الاقتحامات الجماعية للأقصى.

وعمدت شرطة الاحتلال إلى نشر عناصر الوحدات الخاصة في باحات الأقصى لتوفير الحراسة للمقتحمين، وكذلك لإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات.

ويتعرض المسجد الأقصى بشكل يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت، عبر مجموعات وعلى فترتين صباحية ومسائية، وبحماية سلطات الاحتلال، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني في ساحات قبلة المسلمين الأولى.

الرئاسة الفلسطينيّة: اقتحام بن غفير يأتي استكمالا لإرهاب المستوطنين

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن اقتحام وزير متطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، أمر خطير ويسهم في تصعيد الأوضاع، وهو استكمال لما يقوم به المستوطنون المتطرفون من جرائم قتل وحرق، بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأضاف أبو ردينة، أن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، بقيادة الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، وعمليات القتل المتواصلة بحق أبناء شعبنا، وآخرها إعدام طفل في قلقيلية، كلها تعبر عن السياسة الرسمية للحكومة اليمينية المتطرفة الرامية إلى تفجير الأوضاع.

وأشار إلى أن إقدام المتطرفين اليهود على اقتحام الأقصى بقيادة بن غفير، هو استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم، وتحدٍ سافر للشعب الفلسطيني، وسيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجُّر الأوضاع، تتحمل نتائجه الخطيرة سلطات الاحتلال، التي توفر الدعم والحماية لهذه الاعتداءات المتواصلة بحق أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.

وشدَّد على أن المحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في القدس أمر مرفوض، ومصيره إلى الفشل، مؤكدا أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين فقط، والقدس الشريف والمقدسات خطّ أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا.

مستوطنون بالقرب من باب العامود، الأربعاء (Getty Images)

وأشار أبو ردينة إلى أن المسيرة التي نفذها المستوطنون في البلدة القديمة من القدس المحتلة، تؤكد دعم حكومة الاحتلال العلني للمتطرفين اليهود، مشددا على أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية ما يحدث من انتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، جراء صمتها ورفضها الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لوقف عدوانها وجرائمها والالتزام بما أقرته الشرعية الدولية.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اقتحام بن غفير، وما يسمى وزير النقب والجليل، صباح اليوم الخميس، للمسجد الأقصى، بمشاركة غلاة المتطرفين من أتباعه.

وأكدت الخارجية في بيان صدر عنها، أن هذا الاقتحام غطاء إسرائيلي رسمي للاقتحامات المتواصلة، ولما يتعرض له المسجد الأقصى من مخططات تهويدية، وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم، كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وتغيير هويتها وتفريغها من أصحابها الأصليين.

وحمّلت الخارجية، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاقتحام الاستفزازي، مطالبة بتدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والإدارة الأميركية بترجمة مواقفها إلى أفعال تجبر دولة الاحتلال على وقف إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية.

بدورها، أدانت وزارة شؤون القدس الاقتحام المتجدد لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، معتبرا إياه استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم واستهتارا بالعالم.

وقالت الوزارة في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إن إقدام المتطرف بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى للمرة الثالثة هو استفزاز مقيت ومرفوض ومدان لمشاعر المسلمين حول العالم.

وأضافت: "تجديد بن غفير اقتحامه هو بمثابة رسالة استهتار وتحدٍ من حكومة الاحتلال للمجتمع الدولي الذي سبق أن أدان اقتحاماته السابقة وطالب بوقفها".

وأشارت إلى أنه ما كان للمتطرف بن غفير وما يسمى وزير النقب يتسحاق فاسرلاوف اقتحام الأقصى دون موافقة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول تصدير أزماتها الداخلية.

ولفتت إلى أن ما جرى منذ ساعات الصباح الباكر في المسجد الأقصى هو بمثابة استباحة من مسؤولي حكومة الاحتلال وأنصارها من المستوطنين المتطرفين الذين لا يُخفون مخططاتهم الخبيثة ضد الأقصى، ويسعَون إلى نسف الوضع القانوني والتاريخي القائم، من خلال انتهاك حرمته عبر الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية في باحاته.

وحذرت وزارة شؤون القدس من أن حكومة الاحتلال والمستوطنين يريدون دفع الأمور نحو حرب دينية عبر التغول في استفزاز مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، داعية إلى وقفة عربية وإسلامية ودولية إزاء هذه الجرائم المتعمدة من حكومة الاحتلال.

وشددت على أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، وانتهاكات الاحتلال وأعوانه فيه، لا تمنحهم أي حق أو مكان فيه.

اختلاق المستوطنين انتهاكات وطقوسا تهويديّه غير مسبوقة

وأدان بيان صدر عن مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، "كافة الخروقات والانتهاكات التي تعرض لها المسجد الأقصى المبارك في هذا اليوم المشؤوم، وخصوصا ما جنحت إليه مجموعات المتطرفين في الأيام القليلة الماضية من حملة تحريض واسعة النطاق، بهدف حشد أكبر الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، اليوم الخميس،، حيث استباحت مجموعات كبيرة ومنظمة ساحات المسجد الأقصى المبارك بدعم وحماية قوات وشرطة الاحتلال المدججين بالسلاح، ويتقدمهم وزراء في هذه حكومة الاحتلال المتطرفة مثل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، وعدد من الشخصيات الحزبية والدينية المستفزة، والتي تصرح علانية عن مخطط تهويد الأقصى، وتذهب بعضها للحديث عن هدمه".

وشدّد البيان على أن "هذه المجموعات "لم تتوانَ في إثارة واستفزاز مشاعر المسلمين في مشهد يدمي العيون من تأدية طقوس دينية، صاحبها صراخ مستفز، يُدَّعى بأنه تلمودي، وفي كافة انحاء المسجد الأقصى المبارك، ومحيطه".

وذكر أنه "في ظل هذه الممارسات المدانة، التي تتجاوز كل الخطوط الحمراء، فإن الهيئات الإسلامية في القدس: أولا: تعيد التأكيد على أنها، برغم مرارة الألم وشدة القمع، ثابتة على عهد الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وعهد الوفاء والفداء للقدس وأقصاها، ووصاية... الملك عبد الله الثاني على المقدسات، وتناشده للتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المستمرة بحق أولى القبلتين الشريفتين، ومسرى ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم".

وأضاف: "ثانيا: تدعوا الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي، لوقف سياسة الصمت والمجاملة، والقيام بتحرك فاعل لحماية المسجد الأقصى المبارك، قبل فوات الأوان، وهذا يتم بدعم قيادة صاحب الوصاية لحماية المقدسات، لقيادة موقف فاعل عاجل، لوقف مشهد الاقتحامات المتكرر، وهدفه المعلن باحتلال وتهويد الأقصى المبارك".

وتابع البيان: "ثالثا: تستنكر وبشدة اختلاق المتطرفين لانتهاكات وطقوس تهويديه غير مسبوقة، مثل ممارسة المتطرفين لحركات وخزعبلات داخل الأقصى، وكذلك احتشاد مجموعات كبيرة من المتطرفين اليهود على أبوابه، بحماية شرطة الاحتلال، في مشهد يؤكد على إمعان الاحتلال في افتعال الأزمات، وسياسة الاستهتار بمشاعر ملياري مسلم حول العالم".

وشدّدت الهيئات الإسلامية على أنها "ترفض منع مئات المصلين المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستدعي رصّ الصفوف، ودقّ ناقوس الخطر، ومناشدة كل مسلم حر شريف، القيام بواجبه اتجاه مسجده الأقصى، وأقل الواجب محاولة كل مسلم الوصول، وممارسة حق الصلاة في مسجده الأقصى المبارك".

وأكدت أنها "تعتبر هذا التصعيد الممنهج، خرقا واضحا للوضع التاريخي والقانوني والديني، القائم في المسجد الأقصى المبارك". كما أكّدت "على إصرارها في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الظالمة، ضد المسجد الأقصى المبارك ورواده وحراسه والمصلين فيه، وتدعوا كل فلسطيني ومسلم مقتدر للرباط في أروقة ومصليات ومساطب وساحات الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما، حتى يبقى طاهرا من دنس الكافرين، عزيزا خالصا للمسلمين وحدهم".

الأردن يحذّر من التبعات الخطيرة للاقتحام

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، تحت حماية شرطة الاحتلال، محذرة من التبعات الخطيرة للسماح للمتطرفين باقتحام الأقصى وممارساتهم الاستفزازية.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، سنان المجالي، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين، تمثل خطوة استفزازية وخرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مشددا على أنه لا سيادة لإسرائيل على القدس المحتلة.

وأضاف أن استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، تهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف.

وأكد أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف، وتنظيم الدخول إليه.

وشدَّد على أنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

السعوديّة: الاحتلال يتحمل مسؤولية الاقتحام.. ممارسات ممنهَجة

وأعربت السعودية عن إدانة واستنكار اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ومجموعة من المستوطنين لباحة المسجد الأقصى.

وحمّلت وزارة الخارجية في بيان، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ("واس")، "قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه التجاوزات".

وجاء في بيان الخارجية السعودية أن "المملكة تدين وتستنكر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، ومجموعة من المستوطنين لباحة المسجد الأقصى".

وأكدت الوزارة أن "هذه الممارسات الممنهجة، تعد تعديا صارخا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، واستفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم".

وشددت الوزارة على "مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع".

تركيا: اقتحام استفزازيّ

وأدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، اقتحام بن غفير، المسجد الأقصى برفقة مستوطنين متطرفين، تحت حراسة مشددة.

ودعا بيان للوزارة، السلطات الإسرائيلية إلى عدم السماح بمثل هذه "الاستفزازات" التي تنتهك قدسية المسجد الأقصى، ووضعه التاريخي المستند إلى القانون الدولي.

وقال البيان: "ندين بشدة الاقتحام الاستفزازي لوزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى، برفقة مستوطنين متطرفين تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية"

كما دعا البيان السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بجدية لمنع تصاعد التوتر.

التعليقات