كرز الجولان... استهداف المزارعين ومحاربتهم في مصدر معيشتهم

تعتبر شجرة الكرز في هضبة الجولان العربي السوري المحتل، كما تفاحها، مصدر معيشة للجولانيين الرازحين تحت نير الاحتلال، إلى جانب جماليتها ومواسمها التي تشكل كل عام عرسا ريفيا ينبض بالفرح والحياة ويستقطب أعدادا كبيرة من المتنزهين من العرب الفلسطينيين.

كرز الجولان... استهداف المزارعين ومحاربتهم في مصدر معيشتهم

كرز الجولان، حزيران 2018 (عرب 489

تعتبر شجرة الكرز في هضبة الجولان العربي السوري المحتل، كما تفاحها، مصدر معيشة للجولانيين الرازحين تحت نير الاحتلال، إلى جانب جماليتها ومواسمها التي تشكل كل عام عرسا ريفيا ينبض بالفرح والحياة ويستقطب أعدادا كبيرة من المتنزهين من العرب الفلسطينيين في أراضي 48.

والملاحظ أن هذه الشجرة تفقد مكانتها في السنوات الأخيرة بعد أن أنهكها التجار ومنافسة زراعتها في المستوطنات الإسرائيلية المحيطة.

الخاسر الوحيد

استعرض ابن مجدل شمس، أيمن أبو جبل، وضع موسم الكرز وحال الفلاحين، وقال لـ"عرب 48" إن "ثمرة الكرز تمر تماما كعملية الولادة حيث يرافقها المزارع منذ زراعة الشتلة حتى تصل للمستهلك، وتمر بمخاضات طبيعية مختلفة كلها تسترعي الجهد والتعب وجيب المزارع الذي يتقاسمه الجميع معه، لكن يبقى المزارع هو الخاسر الوحيد، لذلك أعتقد أن الحل الأمثل لوقف التلاعب في حياة الناس الاقتصادية أن تتولى مسؤوليتها فقط برادات التخزين بسعر موحد بحسب حجم الثمار ونوعيتها، ويتحدد وفق مصلحة المزارع وليس حسب مزاج التاجر ورغباته".

أيمن أبو جبل

وأضاف أن "عملية إنتاج الكرز تمر بعدة مراحل ربحية تتقاسمها وتتشارك بها عدة جهات، لكل جهة حصتها، منها حصة لبائع الشتلة، وحصة لبائع الأسمدة، وحصة لجمعية المياه والناطور، وحصة للرش وللطائرة ومحلات الأدوية وحصة لورشة التقليم، وأحيانا للفلاحة، وللتاجر المُسّوق حصته وقوانينه الخاصة، أي أن على كل عشرة كيلو غرامات تُخصم كيلو من وزن عبوة الكرز وتذهب حصريا للتاجر، عدا الخصم من وزن العبوة ذاتها، ولمصنع الكرتون والبلاستيك ومخازن التبريد حصص من شجرة الكرز، إضافة إلى الأجرة التي يتقاضاها عمال جني المحصول في الموسم".

استنزاف مقصود

وأكد أبو جبل أن "سعر كيلو الكرز بدأ مع بداية هذا الموسم 40 شيكل، لكنه انخفض اضطراريا لغاية 24 شيكلا اليوم، وواضح أنه سيضطر إلى أكثر من انخفاض مقصود ومدروس لغاية نهاية الموسم. سعر كيلو كرز الجولان للمستهلك، اليوم، من السوق خارج الجولان 50 شيكل خاصة كرز المستوطنات وهذا يدل على استنزاف المزارع لوأد وتجفيف ما تبقى من زراعة في الجولان، وبعد فترة ليصبح دونم زراعة في المرج للبيع بسعر الجملة، وكذلك هناك إشكالية في عملية تسويق الكرز لدى المزارعين، وهي لا تزال عملية عشوائية غير منظمة الأمر الذي يؤدي إلى إغراق الأسواق بالمنتوج في ذروة الإنتاج".

استغلال التجار

وعن عملية تسويق الكرز غير المنظمة، قال أبو جبل، إنها "تمر عبر التجار المحليين الذين يصطفون قبل الموسم ليعملوا وكلاء لدى التجار الكبار. ففي كل موسم يظهر تاجر جديد ومعاملة بقواعد وأساليب مختلفة، يفرش المزارعون بسطاتهم على الشارع أو في زاويا البساتين فيأتي وكيل ليحدد، حسب ذوقه ومزاجه، سعر الكرز، والفرصة الذهبية يوم الجمعة حيث لا يصل التجار الكبار في يوم إجازتهم فتنخفض الأسعار أمام المزارع الذي لا يمتلك أي بديل عنهم. التجار الكبار يتلاعبون بأسعار الكرز ليبيعوها للمستهلك بأعلى الأسعار ويربحون بشكل مضاعف".

وانتقد أبو جبل "عدم التزام المزارعين بقطف الثمار حسب الحجم واللون، فغالبية مزارعينا يقطفون الأشجار مرة واحدة بدل القطف بطريقة انتقائية، فترى في الصندوق كافة الأحجام والألوان وبعضها يدل على عدم نضوج الثمرة، الأمر الذي يعطي التاجر المبرر لخفض السعر وعدم التقيد ببيع الثمار السليمة فقط، وكذلك وضع ثمار متشققة، في الصندوق، بفعل عوامل جوية والتي لا تصلح للبيع كـ'صنف أول' يؤدي إلى خفض الأسعار".

زراعة الكرز والتفاح بالأرقام

تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالكرز في الجولان المحتل حوالي 3500 دونم. تنتج حوالي 2000 طن وتقدر الدورة الاقتصادية حوالي 200 مليون شيكل. الأرقام تتزايد كل عام وفقا لاتساع هذا المرفق الاقتصادي.

وتشكل مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح حوالي 20 ألف دونم من أصل 50 ألف دونم، أي أن الجولان يسيطر على 6% من الأراضي الأصلية الواقعة تحت الاحتلال فقط، أما المستوطنات الإسرائيلية فإنها تسيطر على 750 ألف دونم.

التعليقات