لن يساعدك أحد أيها الكذاب!

سنسير مع الشخصية نتتّبع توضيح الراوي دليلنا فيما يجري، ونترك لحواسنا ومشاعرنا أن تضيع وتتشوّه وتتشتّت بتأثّرها بضياع وتشتّت حواس ومشاعر الشخصية.

لن يساعدك أحد أيها الكذاب!

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، صدرت للكاتب سعيد أبو ريحان رواية "لن يساعدك أحد أيها الكذاب"، حيث يقع الكتاب في 108 صفحة من القطع المتوسط.

سعيد أبو ريحان كاتب مشاكس، يحاول أن لا يتقونن ضمن قوالب الآخرين، يجرب ويهرب في اتجاه نص يشبهه أكثر، لا يهدأ ولا يرضى بالمكان الذي تصله أقدامه أنه دائم المشاغبة كطفل شقي.

هذه الرواية من النوع الذي يطمح لنقل صورة أوضح عن ما يدور بينك وبين نفسك من حرب، والناتج هو أنت، كأنك تراقب عملية تكوينك وتحاول بكل جهد أن تسيطر على الأمور بحيث تكون النتيجة مرضية.

ولكن هل بحق أنت تُحاول؟

وهي تحتوي على شخصية واحدة نُتابع ما يدور حولها من أحداث خلال شهر، نستعرض شهرًا من حياة هذه الشخصية، شهر لم يكن سهلًا، فيه تصوير لمأساة يمر بها هذا الإنسان، وفي المآسي فقط يظهر كل شيء إلى السطح، عندما تصبح الفاجعة عظيمة لا تأثير للتفاصيل عليها، وتصبح أبشع من أي حقيقة!

خلال هذا الشهر ينتقل هذا الإنسان خلال أحداث، راوي الرواية هو شخص آخر، أو ربما هو الشخصية نفسها (مونولوج)، الراوي لا يسرد ما جرى لشخصية الرواية في هذا الشهر، ولكن أيضا (ولقربه الشديد من الشخصية) يحاول أن يظهر لنا ردود الأفعال، النتائج، شبه النتائج، ينقل إلينا كيف تتفاعل الشخصية مع تطور الأحداث معها، الرواية لا تتناول الموضوع بشكل الحبكة وما قبلها وما بعدها من صعود ونزول، ربما هناك فترة قد نراها هي الحالة الأعلى أو الحادثة الأكثر وجعا في حياة الشخصية، ولكن هل قارنتها جيدا؟

سنسير مع الشخصية نتتّبع توضيح الراوي دليلنا فيما يجري، ونترك لحواسنا ومشاعرنا أن تضيع وتتشوّه وتتشتّت بتأثّرها بضياع وتشتّت حواس ومشاعر الشخصية.

ولكن، والذي نعرفه ولا شك فيه هو أنه لم يكتب العبارة التي كان يُريدها على لوح قبره.

من الجدير بالكر أنه سبق وأن صدر للكاتب الفلسطيني سعيد أبو ريحان عن دار فضاءات كتاب نصوص بعنوان الرسائل لا تصل إلى كرمل.

التعليقات