12/10/2017 - 20:12

المهرجون: خطر حقيقي أم محض خيال؟

لا تزال قضية المهرجين والمقنعين، تشغل بال المواطنين في شتى أنحاء العالم، والتي بدأت تغزو مجتمعنا العربي في الآونة الاخيرة، لا سيما الأولاد من الجيل الصغير، وأصبحت تأخذ حيزّا كبيرا من الأهمية.

المهرجون: خطر حقيقي أم محض خيال؟

(توضيحية)

لا تزال قضية المهرجين والمقنعين، تشغل بال المواطنين في شتى أنحاء العالم، والتي بدأت تغزو مجتمعنا العربي في الآونة الاخيرة، لا سيما الأولاد من الجيل الصغير، وأصبحت تأخذ حيزّا كبيرا من الأهمية.

وبين الخطورة الناجمة عن ذلك، والإشاعة، أصبحت تشكل هذه الظاهرة التي بدأ الكثير من الشباب تقليدها، قلقا في صفوف الأهالي، بعد أن اشتكى أولادهم خوفا من كل مقنع ومهرج، حتى وإن كان على سبيل المزاح واللعب.

وتقول إحدى المعلمات في مدينة الطيبة لـ"عرب 48"، والتي رفضت الكشف عن اسمها، إن "الأولاد في الآونة الأخيرة، يخافون من هذه الظاهرة، ويكثرون الحديث فيها، أنا بدوري قد تفاجأت جدا حين تطرقت لهذا الموضوع في الصف، من كمية الأولاد الذين سمعوا عن المهرجين، سواء عن طريق الهاتف أو الحاسوب أو حتّى زملائهم في الصف... إنّهم خائفون من هذه الظاهرة بشكل كبير".

وبدأت هذه الظاهرة، تزداد بشكل كبير بعد عرض فيلم الرعب السنيمائي "إت"، والذي تدور أحداثه حول مهاجمة المهرجين لأطفال في شوارع المدينة، بهدف الاعتداء عليهم.

الشرطة تحذر

وبدورها حذرت الشرطة المواطنين، من تقليد هذه الظاهرة، وتوعدت بالاعتقال ومعاقبة كل من يقلدها، كما سبق وأن اعتقلت عددا من الشبان في مناطق مختلفة من البلاد.

وقال الأخصائي النفسي، صالح مصاروة لـ"عرب 48"، إن "تطور الإعلام والصحافة، وسهولة نشر المعلومات بسرعة فائقة، جعلت من هذه الظاهرة، ظاهرة وحشية يلجأ الشباب إلى تقليدها".

وأضاف مصاروة أنّ "المشكلة تكمن في الأولاد الذين ينتمون إلى الجيل الصغير، إذ يخلطون بين الواقع والخيال، ولا يمكنهم التمييز بينهما، حين يشاهدون أفلام الرعب، التي تؤثر على استيعابهم للواقع".

الخلط بين الوقع والخيال

وأضاف مصاروة، أن المشكلة تكمن بالتصور في أذهان الأطفال، إذ إنّهم "يتصورون حسب هذه الأفلام، أن المقنع أو المهرج الذي كان يوزع عليهم الحلوى ويفرحهم، أصبح قاتلا ومجرما، ومن هنا تأتي فكرة التعميم لدى الأطفال، أن المهرجين كلهم خطيرون، بالإضافة إلى ظاهرة التقليد الأعمى والتي لها أبعاد خطيرة".

ووجه مصاروة نصيحة للأهالي، في كيفية التعامل مع أولادهم حيال هذه الظاهرة، أنه، "يجب على الأهالي مصارحة أولادهم والجلوس معهم وجها لوجه، وتوضيح الأمور لديهم فيما يتعلق بالمهرجين، وأن نحدد لهم أن المهرج الذي يأتي إلى الحفلات، يأتي من أجل أن يفرّحنا، ونحن نعلم بالضبط من هو، لأننا نحن من أتينا به، وأن نقول لهم إن المهرج الذي يكون في الشارع، يجب الحذر منه، وفقط لأنه طليق حر، وألا ندخلهم في متاهات، ومن هنا ننظم لهم أفكارهم".

مصارحة الاولاد

وتابع مصاروة أنّه "يجب أن نقص عليهم قصصا، ونشاهد وإياهم أفلاما، ونشرح لهم أن ما يعرض بالأفلام ليس واقعا، إنما تمثيلا يُراد به الدعاية والنشر والمال، وأن نخرجهم من الواقع الذين يتواجدون به، من خلال التجول معهم، أما في حال إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، واستمر الطفل بالخوف الشديد، فعلى الأهل أن يتوجهوا إلى المختصين".

وعن الأعراض، قال مصاروة إنه، "يمكن للطفل ألا ينام جيدا، وأن يكون دائما في حالة خوف، وأن يخاف الذهاب إلى المدرسة، وهذه التهيّؤات تسبب له شللا في حياته اليومية".

ورجح مصاروة في نهاية حديثه، أن هذه الظاهرة سوف تختفي في الفترة القريبة، كالكثير من الظواهر التي كانت موجودة بالفعل، مشيرا إلى أهمية التعامل معها بمسؤولية وحذر.

 

التعليقات