الاتجار بالبشر: ملايين الضحايا ثلثهم من الأطفال

77% من الأطفال والشباب الذين سلكوا طريق البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، ذكروا بأنفسهم كيف تعرضوا للاستغلال والاتجار بالبشر أو لأحداث تعادل حجم هذه الجرائم، داعيًا لتشكيل طرق آمنة وشرعية لوصول اللاجئين والمهاجرين إلى الأراضي الأوروبية.

الاتجار بالبشر: ملايين الضحايا ثلثهم من الأطفال

توضيحية (من الأرشيف)

في ظلّ الحروب والنزاعات المتزايدة حول العالم، وخاصة في العالم العربي، يقع الكثيرون ضحية للاتجار بالبشر، بعد نزوحهم أو إجلائهم عن بيوتهم قسرًا؛ لكن غالبًا ما يكون الأطفال والشباب الضحية الأكبر في مثل هذه الحالات، إذ يتمّ استغلالهم جنسياً، أو توظيفهم في العمل القسري، أو استغلالهم كعبيد لإيفاء الديون، أوتجنيدهم عسكريًّا بشكل غير شرعي.

ويعدّ يوم الـ 30 من تمّوز/ يوليو يومًا عالميًّا لمناهضة الاتّجار بالبشر منذ عام 2013 حين أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اعتباره يومًا عالميًّا، بعد اجتماعها لتقييم خطة العمل العالمية في مناهضة هذه الظاهرة، التي تتضارب الإحصائيات فيها، لكنّ جميعها تؤكّد أنّ أعداد ضحاياها تصل إلى الملايين، وهي في تزايد مستمر مع تردّي الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية في الكثير من بلدان العالم.

وقال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة "UNODC"، يوري فيدوتوف، إن الأطفال يمثلون ثلث ضحايا الإتجار بالبشر في العالم، وأنّ "المزيد من الأطفال والشباب يقعون في شباك تجار البشر، بسبب انتشار الأزمات والصراعات حول العالم"، مؤكدًا أن "تجار البشر يستغلون الشباب والاطفال أكثر من غيرهم، وأن ثلث الضحايا في هذا الخصوص، هم من الأطفال"، وفقًا لما نقله موقع وكالة "الأناضول".

وبحسب تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ومنظمة الهجرة الدولية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن 3 من بين كل 4 أطفال وشاب قاطنون بالقرب من طرق الهجرة في منطقة البحر المتوسط، يتعرضون للاستغلال، والاستعمار ويقعون في شباك تجار البشر. 

وأوضح التقرير أن ممتهني التجارة بالبشر، يستخدمون شبكة الإنترنت للوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص، مبينًا أن منظمته تقيم شراكات تعاونية مع منظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، للحيلولة دون وقوع الأطفال والشباب في شباك تجار البشر. 

كما تضمن التقرير الذي جاء بعنوان "رحلات مروعة"، أن 77% من الأطفال والشباب الذين سلكوا طريق البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، ذكروا بأنفسهم كيف تعرضوا للاستغلال والاتجار بالبشر أو لأحداث تعادل حجم هذه الجرائم، داعيًا لتشكيل طرق آمنة وشرعية لوصول اللاجئين والمهاجرين إلى الأراضي الأوروبية.

وأظهر "تقرير الاتجار بالبشر لعام 2018" الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، أن القسم الأكبر من ضحايا الاتجار بالبشر في تركيا، هم من آسيا الوسطى والجنوبية، وشرقي أوروبا، ومن سورية، وأندونيسيا والمغرب مؤكّدًا أنّ القسم الأكبر منهم هم من السوريين.

ويمثل"اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالأشخاص" إعلانًا عالميًّا واعترافًا دوليًّا بضرورة زيادة الوعي بحالات الاتجار بالأشخاص، والتوعية بمعاناة ضحايا الاتجار بالبشر وتعزيز حقوقهم وحمايتها، وأهمية إقرار قوانين دولية وإقليمية جديدة للحد من انتشار هذه الظاهرة.

 

 

 

 

التعليقات