6 فائزين في مسابقة القصة القصيرة لجمعية الثقافة العربية لطلاب المدارس

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة مسابقة القصّة القصيرة لطلاب المدارس الإعداديّة والثانويّة في البلاد لعام 2018-2019، وللسّنة الثانية على التوالي.

6 فائزين في مسابقة القصة القصيرة لجمعية الثقافة العربية لطلاب المدارس

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة مسابقة القصّة القصيرة لطلاب المدارس الإعداديّة والثانويّة في البلاد لعام 2018-2019، وللسّنة الثانية على التوالي.

وجرى توزيع الجوائز في حفل خاص تولت عرافته الممثلة فداء زيدان، على هامش فعاليات معرض الكتاب الذي أقامته الجمعية في المركز الثقافي العربي في حيفا مؤخرًا.

أشرفت على المسابقة لجنة تحكيم متخصصة ضمت خمسة شعراء وأدباء ونقاد، وتقرّر في ختامها منح جائزتين لقصّتين من المرحلة الثانويّة، وجائزتين من المرحلة الإعداديّة، من دون تراتبيّة، كما تقرّر التنويه بقصّة ثالثة من المرحلة الثانويّة، وثالثة أخرى من المرحلة الإعداديّة، ومنحهما تقديرًا استثنائيًّا، لخصوصيّة القصّتين في بنائهما الفنّيّ وتناولهما المضمونيّ.

وأصدرت لجنة التحكيم في ختام عملها بيانًا تفصيليًا شرحت فيه سيرورة عملها ومسوغات الفوز والتنويه الخاصة بكل قصة على حدة، مع العلم أنه في هذا العام شارك 150 طالبًا وطالبة في المسابقة.

وجاء في بيان لجنة التحكيم:  

سيرورة التحكيم

تكوّنت لجنة تحكيم "جائزة جمعيّة الثقافة العربيّة في القصّة القصيرة لطلّاب المدارس"، لعام 2018 – 2019، من: جهينة الخطيب، تمارا ناصر، صالح عبود، علي مواسي، مجد كيّال.

قرأ أعضاء اللجنة 150 قصّةً كتّابها من المرحلتين الإعداديّة والثانويّة، واختاروا في المرحلة الأولى 20 قصّةً رأوا أنّها الأكثر تحقيقًا للمعايير الفنّيّة والجماليّة الضروريّة في الصناعة السرديّة القصصيّة.

في المرحلة الثانية، قيّم أعضاء اللجنة القصص العشرين وفق نموذج تقييم فحص العناصر الآتية: ابتكار الفكرة، والأسلوب الأدبيّ، والمبنى القصصيّ، وبناء الشخصيّات، والسلامة اللغويّة.

في المرحلة الثالثة، كان يجب على لجنة التحكيم منح جوائز المسابقة لأربع قصص حاصلة على أعلى تقييم كمّيّ، ولأنّ مجموعة من القصص كانت قد حصلت على درجات متقاربة جدًّا، ناقشت اللجنة وصوّتت لصالح أكثر قصص تحقّق في نظرها المعايير الفنّيّة والجماليّة.

قرّرت اللجنة منح جائزتين لقصّتين من المرحلة الثانويّة، وجائزتين من المرحلة الإعداديّة، من دون تراتبيّة، كما قرّرت التنويه بقصّة ثالثة من المرحلة الثانويّة، وثالثة أخرى من المرحلة الإعداديّة، ومنحهما تقديرًا استثنائيًّا، لخصوصيّة القصّتين في بنائهما الفنّيّ وتناولهما المضمونيّ.

كما قرّرت اللجنة منح شهادات تقدير لباقي القصص الـ14 من أصل 20، والّتي بلغت المرحلة الثانية، تشجيعًا لكتّابها الطلبة على جهودهم، وحثّهم على الاستمرار في الكتابة والمشاركة في مسابقة العام المقبل.

نظرة عامّة وتوصية

رأت لجنة التحكيم أنّ القصص الفائزة والمنوّه بها، تعبّر عن طاقات كتابيّة ذات إمكانيّات خاصّة وغزيرة، تتمثّل في القدرة المميّزة على التخييل، وصياغة شخصيّات مستقلّة عن راويها، ومتانة البنية الفنّيّة، والابتعاد عن اللغة البلاغيّة الكلاسيكيّة، وتوظيف تقنّيات وأساليب فنّيّة عديدة مثل الخيال العلميّ، والغرائبيّة، والواقعيّة السحريّة، وكناية الوجع/ الألم، والحكائيّة، وغيرها.

كما أشارت اللجنة إلى وجود ثلاث إشكاليّات مركزيّة في الغالبيّة العظمى من النصوص الـ150 المشاركة في المسابقة، والتي لم تتأهّل للمرحلتين الثانية الثالثة، وهي عدم الإدراك لبنية السرد القصصيّ ومعاييره الفنّيّة والجماليّة، والضعف اللغويّ، والنزوع نحو الأسلوب الإنشائيّ المغرق في المجاز وأساليب الصياغة الكلاسيكيّة، موصيةً إدارات المدارس ومعلّمي اللغة العربيّة فيها، بالتركيز على جوانب الكتابة الإبداعيّة، نحو تعزيز الفرص أمام طلبة المدارس للاتّجاه نحو الكتابة الأدبيّة الفنّيّة، ما يساهم مستقبلًا في خلق شخصيّات أدبيّة في مجتمعنا الفلسطينيّ.

مسوّغات الفوز والتنويه الخاصّة بكلّ قصّة

وكتب أعضاء لجنة التحكيم حول كلّ قصّة من القصص الفائزة والمنوّه بها، الآتي:

أ. القصّتان الفائزتان من المرحلة الإعداديّة:

"عالم الظلّ" للطالبة سلمى أيوب من مدرسة البطرياركية اللاتينيّة في الرامة.

يستخدم الكاتب شعور الـDeja Vu، ويبني حوله قصّة خيال علميّ جريئة من حيث الفكرة وغير مألوفة في القصّة العربيّة. من هذا الشعور البسيط، تقترح القصّة فكرة بديلة عن خلق الإنسان؛ فكرة نكتشفها من خلال رحلة إلى الكوكب الآخر. تتمتّع القصّة بحبكة متينة وشائقة، تنسجم مع الأجواء ومسرح الأحداث الذي يخلقه الكاتب، كما أنّ أسلوب السرد بسيط وسلس، كما الحوارات، على الرغم من أنّ أفكار القصّة ليست بسيطة.

"أرض الشياطين" للطالب جوليان عويّد من مدرسة المطران في الناصرة.

تقوم هذه القصّة على توظيف مجموعة من الخصائص البنيومضمونيّة؛ الغرائبيّة، والساديّة، والقبح، وما يتأتّى من اجتماع كلّ ذلك إخافةً/ رعبًا، في قالب سرديّ خياليّ يستفيد بشكل كبير من الوصف المفصّل والدقيق لعالم الجنّ والشياطين. وممّا يميّز الصناعة الخياليّة في هذه القصّة، اعتمادها، تطويرًا للحبكة، على عناصر مثل الحيلة والمفاجأة والمفارقة، وتكشّفها؛ فالشخصيّة الإنسيّة المركزيّة، حمدون، تصل عالم الجنّ والشياطين بسبب انقطاع شبكة الإنترنت، ثمّ خطأ في قراءة الخارطة، كما أنّ إبليس يخدعها بعد استغلاله للطاقة البشريّة القادرة على إخراجهم من الكهف المختوم على الشياطين والجنّ. أسلوب القصّة سلس غير مركّب، كما لغتها، وبنيتها تستجيب إلى الشروط الفنّيّة العامّة للقصّة، مع قابليّة كبيرة للتحسين والتعزيز.

ب. القصّتان الفائزتان من المرحلة الثانويّة:

"ضفائر الغياب" للطالب محمد بصول من مدرسة البطرياريكية اللاتينية في الرينة.

لغة سلسة مرنة وشفّافة وسليمة، شدّت القارئ ونقلته إلى عالم القصّة بعيدًا عن الزخرفة والمبالغة والتعقيدات اللغويّة. قصّة محبوكة الأركان، في البداية والنهاية والمبنى القصصيّ، للأحداث والشخصيّات. وُظِّفَ العنوان بشكل رائع وشكّل عتبة للنصّ وجسرًا للدخول إلى عالم القصّة ببراعة.

"معضلة المدفع" للطالبة نتالي كوازبي من مدرسة جبل المكبر الثانوية للبنات في القدس.

نصّ قصصيّ هادف يختزل صراعًا داخليًّا متعمّقًا في الإنسان المتأزّم الذي ضرَسَتهُ الحياة. نصُّ "معضلة المدفع" انتصار لضمير الشخصيّة الحيّ رغم غياب الأمل. يعيش القارئ في ظلّ النصّ لحظة إيثار تمدّ الحياة بالحياة.

ت. القصّتان المنوّه بهما:

"رقصات دخان بين شرفتين" للطالبة آية عثامنة من مدرسة الكرمة العلميّة في حيفا.

تنجح القصّة في أن تفرض أسلوبًا أدبيًّا خاصًّا بها؛ إذ تُسرد من خلال شخصيّتين مركزيّتين، فاليري وجوليا، وهما تتبادلان ذلك كالرقصة، ما يحقّق تبئيرًا داخليًّا أيضًا. يحلم فاليري في أن يتحرّر من توقّعات الناس بأن يخلف أبيه في إدارة الشركة، بينما تحلم جوليا، ربّما، في أن تترك أثرًا في أحدهم قبل أن تتلاشى كلّيًّا. تكشف القصّة عن قدرة في توظيف تقنيّات أدبيّة كالميتونيميا (الكناية)، وهي تقدّم شخصيّتين معذّبتين، تجد الواحدة في الأخرى ضالّتها، تتشاركان الأزمة ذاتها الكامنة في الصراع بين الروح والجسد. كي يكتمل نصّ أدبيّ، عليه أن يتقن التعامل مع جوانب كاللغة والمبنى، من حيث البدايات والنهايات مثلًا، وهي أمور من الممكن تحسينها في هذه القصّة.

"قصّة الجريمة" للطالبة إسلام حنفي من مدرسة رأس علي والخوالد في رأس علي.

تتناول القصّة حدثًا اجتماعيًّا ملحًّا: الاعتداءات الجنسيّة والعنف بحقّ النساء، وثمّة في الوصف عناصر ثقافيّة تميّز مجتمع الكاتب/ ة المحلّيّ، لكن دون تحديد أو تخصيص للزمان/ المكان. من الأمور اللافتة توظيف تقنيّة الحلم بما تتضمّنه من كشف لخصائص الشخصيّة التي تزيد من الانجذاب إليها، وكذلك إشارات دالّة على ما ستواجهه، في إحالة إلى حقل "تفسير الأحلام"، والانتقال عبر حاسّة الشمّ من الحلم إلى الصحو. القصّة متماسكة نسقيًّا، سلسة الأسلوب، رشيقة اللغة، وتكمن قوّتها في بساطتها واستقائها مادّتها من الواقع الممكن.

يُذكر أن جمعيّة الثّقافة العربيّة تعمل على نشر النصوص الفائزة في منابر ثقافيّة قريبًا.

 

التعليقات