"أولمرت يقع في خطأ غولدا مئير عندما رفضت المفاوضات في العام 1973"

-

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، رفض ثانية المقترحات السورية، بشأن تجديد محادثات السلام بين الدولتين. ولم يؤد مضمون الإقتراحات وتوقيتها، في الوقت الذي تعقد فيه طهران مؤتمرها حول إنكار المحرقة، وتوجيهها إلى وسائل الإعلام الغربية، إلى تغيير موقف أولمرت.

وجاء أن أولمرت علل رفضه بموقف الولايات المتحدة، وبحسبه فإنه في الوقت الذي يطالب فيه رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، سورية بوقف "التحريض على الحرب"، فمن غير الممكن أن تقوم إسرائيل بإجراء مفاوضات مع الرئيس السوري. كما أضاف أن المصالح السورية في الدعوة إلى تجديد المفاوضات لا تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.

وتابعت الصحيفة أنه لا شك أن لموقف الولايات المتحدة أهمية كبيرة جداً بالنسبة لإسرائيل. فأولمرت يضع على رأس سلم أولوياته الحرب على البرنامج النووي الإيراني، ويفترض أن تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة ضروري اليوم لإسرائيل أكثر من أي وقت مضى. ومن هنا فإن إجراء مفاوضات مع سورية بدون موافقة مسبقة من الولايات المتحدة تبدو بالنسبة له كمراهنة خطيرة تضر بإسرائيل. علاوة على أنه بدون مساندة فعالة من الولايات المتحدة لا يوجد أمل بالتوصل إلى تسوية.

وفي المقابل، تشير الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في كون التحدي السوري يبدو مختلفاً في إسرائيل عما هو في واشنطن. فالولايات المتحدة بإمكانها أن "تخاطر" بالتوتر في العلاقات مع الرئيس السوري بدون أن تدفع ثمن ذلك، أما بالنسبة لإسرائيل فإن مقولة "لا" تعني أنه من الأفضل مواجهة مخاطر الحرب على التنازل عن هضبة الجولان.

وأوردت الصحيفة أن حكومة غولدا مئير، في حينه، لجأت إلى "مخاطرة" مشابهة في العام 1973، عندما رفضت تلميحات للتوصل إلى اتفاق سلام مع الرئيس المصري أنور السادات، وفي حينه اعتمدت مئير على موقف الإدارة الأمريكية التي سعت إلى جمود سياسي في الشرق الأوسط في إطار اعتبارات تتصل بالحرب الباردة. وكانت النتيجة أن إسرائيل تورطت في حرب رهيبة، أوقعت بها خسائر جسيمة، وفي نهايتها أعادت سيناء بكاملها إلى مصر.

وبحسب الصحيفة، يمنع على أولمرت أن يسير في الطريق الذي سارت فيه مئير، والتي أدت إلى "كارثة قومية في الماضي". وأضافت أنه يجب عليه أن يدرس بجدية مقترحات الرئيس السوري من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة.

وتشير الصحيفة أن هذا هو أيضاً موقف رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، وحتى رئيس الليكود، بنيامين نتانياهو، يقترح إجراء مفاوضات مع الرئيس السوري وعرض المطالب الإسرائيلية.

وتابعت أنه لا يوجد أي فائدة من ملازمة إسرائيل لموقع الرفض. فهي لن تتمتع بدعم دولي بذلك إزاء "التهديدات الإيرانية"، ولن تستطيع الإعتماد على مساندة العالم في حال نشبت الحرب مع السوريين، والتي يمكن منعها، والتي ستبدو مبررة بسبب ضم الجولان. ولهذا فمن المهم أن يتم استنفاذ العمل الدبلوماسي مع السوريين بدلاً من انتظار اندلاع الحرب..

التعليقات