الولايات المتحدة تقلص بشكل ملموس مشاركتها في المناورة الكبرى مع إسرائيل

واشنطن خفضت عدد الجنود الأمريكييين الذين سيشاركون في المناورة بأكثر من ثلثين... وسيشارك بعدد أقل بكثير من المخطط منظومات اعتراض الصواريخ والتي يفترض أن لها دور مركزي في المناورة، كما أن المنظومات التي ستشارك في المناورة ذات قدرات أقل..

الولايات المتحدة تقلص بشكل ملموس مشاركتها في المناورة الكبرى مع إسرائيل

كتبت مجلة "تايم" الأمريكية أن الإدارة الأمريكية قررت تقليص مشاركة الولايات المتحدة في المناورة العسكرية الكبرى المشتركة مع إسرائيل (أوستير تشالينج 12) بشكل ملموس، الأمر الذي اعتبرته "يديعوت أحرونوت" على أنه "قرار من قبل الولايات المتحدة بالضغط بكل القوة على الفرامل في ظل احتمالات قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران".

وبعد ساعات معدودة من النشر عن تقليص المشاركة في المناورة التي تأجلت من مطلع العام الحالي إلى تشرين الأول/ أكتوبر نفى ضابط أمريكي كبير لـ"رويترز" أن يكون التقليص نابعا من عدم الثقة بين الطرفين، وشدد على أن المناورة لا تزال الأكبر من نوعها.

وبحسب "تايم" فإن مصادر وصفت بـ"المطلعة" في إسرائيل والولايات المتحدة صرحت أن واشنطن خفضت عدد الجنود الأمريكييين الذين سيشاركون في المناورة بأكثر من ثلثين. كما جاء أنه سيشارك بعدد أقل بكثير من المخطط منظومات اعتراض الصواريخ والتي يفترض أن لها دور مركزي في المناورة، كما أن المنظومات التي ستشارك في المناورة ذات قدرات أقل.

ونقلت "تايم" عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله "إن الولايات المتحدة أساسا تقول لإسرائيل: نحن لا نثق بكم".

كما علم أنه بعد ساعات من رفض البنتاغون التعليق على التقرير، رفض ناطق بلسان البنتاغون الادعاء بأن تقليص القوات ينبع من عدم الثقة بين الطرفين. وقال ضابط في سلاح الجو الأمريكي لـ"رويترز" إن المناورة لا تزال هي الأكبر من نوعها، وهي أكبر مناورة مشتركة تجريها الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال الدفاع من الصواريخ البالستية. وبحسبه فإن إجراء المناورة هو دليل ملموس على الثقة المتبادلة بين الطرفين.

ونقلت "رويترز" عن مصدر رسمي أمريكي قوله إن تقليص القوات الأمريكية أقل مما نشر في "تايم". وقال مصدر أمني إسرائيل للوكالة إن حجم المناورة سيكون مماثلا للمناورة المشتركة التي أجريت قبل سنتين. وبحسبه فقد جرى التخطيط لمناورة أضخم، وأن التغييرات أجريت في إطار احتياجات المناورة ليس إلا. على حد قوله.

وكانت مجلة "تايم" قد نشرت التقرير تحت عنوان "الولايات المتحدة تقلص مشاركته في المناورة مع إسرائيل، الأمر الذي قد يؤثر على الهجوم المحتمل على إيران". وفي عنوان ثانوي كتبت المجلة أن "مشاركة أقل من الولايات المتحدة قد تجعل إمكانية الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أصعب بالنسبة للحكومة الإسرائيلية".

وبحسب المجلة فقد كان من المفترض أن يشارك نحو 5 آلاف جندي، إلا أن البنتاغون سيرسل إلى إسرائيل نحو 1500 جندي فقط، وربما لن يتجاوز العدد 1200 جندي.

كما جاء في التقرير أن منظومات "باتريوت" لاعتراض الصواريخ سيتم إرسالها إلى إسرائيل كما هو مخطط، إلا أن الطواقم التي تقوم بتفعيلها لن تصل البلاد. وقالت مصادر رسمية في الجيشين الإسرائيلي والأمريكي إنه بدل أن تصل سفينتان وعليهما منظومات اعتراض الصواريخ البالستية ربما سيتم إرسال سفينة واحدة فقط.

وأشارت المجلة إلى أن ضباطا كبار في الجيش الأمريكي كانوا قد أبلغوا نظرائهم الإسرائيليين قبل شهرين بالتقليص الملموس في نسبة مشاركة الولايات المتحدة في المناورة، وذلك بادعاء النقص في الميزانيات. وفي المقابل كتبت المجلة أيضا أن هذه الإجراءات الأمريكية تأتي في وقت يتصاعد في التوتر بين الإدارة الأمريكية وبين حكومة بنيامين نتانياهو على خلفية التهديدات المتتابعة لإسرائيل بشن هجوم على إيران.
 

التعليقات